إيران تهدد بالانسحاب من مفاوضات النووي


هددت إيران الثلاثاء بالانسحاب من المفاوضات النووية التي تستضيفها موسكو حاليا إذا لم يرفع الغرب العقوبات المفروضة على الصادرات النفطية الإيرانية والاعتراف بحقها في امتلاك برنامج نووي سلمي، فيما تحاول الدول الكبرى حمل إيران على التراجع بشأن برنامجها النووي.

وصرح الوفد الإيراني بأن الرد السلبي من مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، التي تترأس وفد القوى العالمية الست في المفاوضات، يعني "نهاية المفاوضات بصورتها الحالية".

إعلان

من جانبها قالت آشتون إن الاتحاد الأوروبي لن يتزحزح عن موقفه المتعلق بحظر النفط الإيراني المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في الأول من يوليو/تموز القادم إلا إذا وافقت طهران على تخفيض تخصيب اليورانيوم.

واستؤنفت المفاوضات التي تجمع إيران بالقوى الست (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا) صباح اليوم بأحد الفنادق في موسكو، بعد أن انتهى اليوم الأول بالإقرار "بصعوبة التوفيق" بين المواقف وفقا لما أفاد به سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي.

وأكد ريابكوف -الذي يترأس الوفد الروسي في المحادثات- أنه ما زال من الممكن إنقاذ الدبلوماسية، وقال لرويترز بعد أن اجتمع مع نظرائه من القوى العالمية اليوم الثلاثاء "لا أعتقد أن أي شيء سينهار، سنحقق نتيجة معقولة".

إعلان

إحراز تقدم
وتمسك مايكل مان -المتحدث باسم آشتون- بالأمل في إحراز تقدم في اليوم الثاني والأخير من المحادثات، وقال "تبادل وجهات النظر بيننا اتسم بالحدة والصعوبة"، وأضاف "اتفقنا على أن نفكر مليا في مواقف بعضنا البعض خلال الليل".

آشتون ربطت التراجع عن الحظر النفظي بتخلي طهران عن تخصيب اليورانيوم(الفرنسية)

وقال دبلوماسيون غربيون إنه خلال خمس ساعات من المحادثات التي جرت أمس، أصرت إيران -التي تقول إن أنشطتها النووية سلمية تماما- على تخفيف العقوبات والاعتراف بحقها في تخصيب اليورانيوم، وهي شروط ترفض القوى العالمية القبول بها إلى أن تسمح طهران للأمم المتحدة بالتفتيش على أنشطتها.

ورجح خبراء عدم حدوث انفراجة نظرا لأن القوى الست تتحفظ إزاء تقديم تنازلات تتيح لطهران إطالة أمد المحادثات وكسب الوقت اللازم لاكتساب القدرة على صنع أسلحة نووية.

وطلب مفاوضو الدول الست من إيران -التي تتهمها الدول الكبرى وإسرائيل بأنها تريد صنع سلاح ذري- تخفيض مستوى تخصيب اليورانيوم الذي يبلغ حاليا 20%، بشكل كبير.

وشدد الإيرانيون من جهتهم على "حق الجمهورية الإسلامية الإيرانية المطلق في تخصيب اليورانيوم". ونقلت وكالة مهر الإيرانية عن علي باقري -مساعد كبير المفاوضين الإيرانيين- قوله إن الدول الغربية ستعلن الثلاثاء موقفها من الاقتراحات الإيرانية خصوصا بشأن الحق في التخصيب.

عرض غربي
وأكد الوفد الأوروبي أن الدول الكبرى تصر على ما تطلبه من إيران، أي وقف تخصيب اليورانيوم 20 %، ومبادلة مخزون اليورانيوم المخصب بهذه النسبة بالوقود النووي الذي تحتاجه طهران.

إعلان

في المقابل تعرض المجموعة تخفيف العقوبات الدولية -ستة قرارات اتخذها مجلس الأمن الدولي أربعة منها متعلقة بعقوبات اقتصادية- وتعاونا في عدة مجالات نووية مدنية.

وخلال الجولتين السابقتين من المفاوضات، في إسطنبول في أبريل/نيسان ثم في بغداد في مايو/أيار، افترق الطرفان على الإقرار بوجود خلافات.

وقد تترتب عن فشل المحادثات عواقب سيئة إذ إن الولايات المتحدة وإسرائيل تلوحان مجددا باحتمال اللجوء إلى الخيار العسكري لوقف البرنامج النووي الإيراني على خلفية اعتماد عقوبات جديدة.

وإذا انهارت المحادثات الجارية في موسكو قد تنتاب أسواق المال حالة من القلق المتصاعد خوفا من ارتفاع أسعار النفط ونشوب صراع جديد في الشرق الأوسط.

وتجري محادثات موسكو قبل دخول حظر نفطي حيز التنفيذ في الفاتح من يوليو/تموز يفرضه الاتحاد الأوروبي على إيران، وتشديد الولايات المتحدة عقوباتها بفرض قيود على الدول التي تشتري النفط الإيراني.

وموازاة مع تواصل المفاوضات، تجرى مناقشات للإعداد لاجتماع آخر يعقد في الصين خلال أسابيع قليلة.

المصدر : وكالات

إعلان