أردوغان: انتصار السوريين ليس بعيدا

قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن انتصار الشعب السوري ليس بعيداً. وفي هذه الأثناء تجري الاستعدادات لإجراء انتخابات مجلس الشعب السوري المتوقعة الاثنين في أجواء مختلفة عن سابقاتها، فبينما يُتوقع أن يصوت السوريون لمرشحي مجلس الشعب، يرى كثير من السوريين عدم شرعية هذه الانتخابات، وعدم جدوى إجرائها في ظل الثورة الشعبية التي تشهدها البلاد.

فقد قال رئيس الوزراء التركي للاجئين سوريين الأحد إن المعارضة السورية باتت قريبة من تحقيق النصر، وإن الرئيس السوري بشار الأسد "ينزف" مع مرور الأيام.

وفي مخيم كيليس للاجئين استقبل أردوغان بهتافات وتصفيق منقطع النظير. وأبلغ أردوغان حشدا يضم نحو 1500 شخص على بعد أقل من كيلومتر من الحدود مع سوريا بأن "بشار ينزف كل يوم.. نصركم ليس بعيدا.. لدينا قضية واحدة: وقف إراقة الدماء والدموع، وتحقيق مطالب الشعب السوري".

إعلان

وتحدث رئيس الوزراء التركي أمام الحشد من على متن حافلة في الوقت الذي انتشر فيه قناصة على أسطح أبنية قريبة ووقف المئات من رجال الشرطة والجيش لتأمين الطريق من المطار إلى المخيم.

وكان أردوغان قد حاول حشد المجتمع الدولي ضد الحكومة السورية بسبب حملتها المستمرة منذ 14 شهرا ضد المعارضين. ويقيم نحو تسعة آلاف سوري فروا من أعمال العنف في بلادهم في مخيم كيليس. وقال أردوغان إن تركيا توفر المأوى لأكثر من 23 ألف لاجئ سوري.

اللاجئون السوريون التقوا أردوغان في مخيم  كيليس (الفرنسية)

انتخابات برلمانية
وجاءت تصريحات رئيس الوزراء التركي عشية انتخابات برلمانية في سوريا تقول دمشق إنها تبين أن الإصلاحات تمضي قدما في البلاد. لكن المعارضة تقول إن هذه الإصلاحات لن تغير كثيرا في برلمان يصدق على ما تفرضه الحكومة آليا، وقد اختارت أسرة الأسد الحاكمة أعضاءه وتدعمه أجهزة المخابرات القوية منذ أربعة عقود.

إعلان

وقال وزير الإعلام السوري عدنان محمود في تصريحات صحفية الأحد إن "السوريين من خلال المشاركة في هذه الانتخابات، يتحدون حملة الإرهاب والعدوان على سوريا الذي تشنه قوى دولية وإقليمية متورطة في الحرب الإرهابية على سوريا".

واعتبر الوزير أن "هذه الانتخابات هي الأولى التي تجري على أساس الدستور الجديد الذي أقره الشعب السوري (..) وعلى أساس التعددية السياسية والحزبية".

من جهته زار وزير الداخلية السوري محمد نضال الشعار مدينة حلب الأحد وقال إن المدينة التجارية والصناعية المهمة مستعدة للانتخابات. وأضاف الشعار الذي أحاط به مسؤولون انتخابيون متحدثا لوسائل الإعلام الحكومية، إن جميع الموارد أتيحت لضمان مرور العملية الانتخابية بسهولة ويسر.

مقاطعة "المهزلة"
في المقابل، دعت الهيئة العامة للثورة السورية إلى مقاطعة "مهزلة انتخابات مجلس الشعب"، وقررت الدعوة إلى الإضراب يومي 7 و8 مايو/أيار الجاري. واعتبرت أن نظام الأسد "فقد شرعيته منذ زمن طويل، وهو الآن موجود بصفة الاحتلال ويفرض وجوده في وطننا بقوة السلاح والقتل والجريمة".

و

الهيئة العامة للثورة السورية
"نظام الأسد فقد شرعيته منذ زمن طويل، وهو الآن موجود بصفة الاحتلال ويفرض وجوده في وطننا بقوة السلاح والقتل والجريمة".

إعلان

قالت الهيئة إن "نظام بشار الأسد نظام خارج عن القانون السوري وعن القانون الدولي، لارتكابه جرائم الحرب".

من جهة أخرى، اعتبر المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية المعارضة عمر إدلبي في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية أن "إجراء الانتخابات تحت النيران يدل على عدم جدية النظام في الاتجاه نحو حل سياسي للأزمة". وأضاف أن "النظام مستمر على اتباع نفس السلوك الذي اتبعه منذ سنة، أي تجاهل الوقائع التي فرضتها الثورة على الحياة السياسية".
إعلان

ومن جهته قال باسم إسحاق الناشط المعارض الذي خسر في الانتخابات البرلمانية عامي 2003 و2007 إن شيئا لم يتغير، وإن النظام السياسي في سوريا ما زال فاسدا بشكل كامل، وإن نتيجة الانتخابات ستكون محددة سلفا. وأضاف أن هناك مقاعد قليلة جدا للمستقلين، وإن هذه المقاعد ستؤول إلى الأسهل انقيادا.

وأبدى عدد من سكان مدينة حلب رفضهم للانتخابات البرلمانية في الوقت الذي تستعد فيه البلاد للتصويت. وازدانت شوارع حلب باللافتات الانتخابية التي يظهر فيها مرشحون ينافسون للمرة الأولى منذ بدء الثورة قبل أكثر من عام، لكن في لقطات فيديو صورها ناشطون قال بعض السكان غير محددي الهوية إن أعضاء البرلمان السوري لا يستطيعون التحدث بحرية.

أعياد الشهداء
وفي غضون ذلك، شارك الرئيس السوري بشار الأسد في احتفالات أعياد الشهداء, فتوجه إلى صرح الشهيد في جبل قاسيون بدمشق.

وبث التلفزيون السوري صوراً للرئيس الأسد وهو يضع إكليلاً من الزهور على النصب التذكاري للشهداء. وحيّا الأسد كبار وقدامى الضباط السوريين، وأسر الشهداء الذين حضروا المناسبة.

ويُحتفل بعيد الشهداء في كل من سوريا ولبنان في اليوم ذاته, وفيه يُحيي البلدان ذكرى القوميين الذين أعدموا على يد الوالي العثماني جمال باشا في أوائل القرن العشرين.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان