معارض صيني يغادر سفارة واشنطن ببكين

غادر الناشط الحقوقي الصيني شين غوانغشينغ "بملء إرادته" السفارة الأميركية في بكين التي لجأ إليها قبل ستة أيام، فيما طالبت الصين الولايات المتحدة بتقديم اعتذارات بعد قيامها بإيوائه واتهمتها بالتدخل في شؤونها الداخلية.

إعلان

وصدر إعلان خروج المعارض من السفارة بعد وصول وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون صباح اليوم إلى بكين لعقد جولة جديدة من الحوار الإستراتيجي والاقتصادي السنوي بين البلدين.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن المحامي الضرير غوانغشينغ ترك السفارة بسيارة سفير واشنطن في بكين غاري لوك الذي اصطحبه إلى المستشفى وأضاف مراسل الصحيفة في بكين أنه تحدث مع غوانغشينغ بالهاتف وأبلغه أنه بصحة جيدة.

إعلان

بدوره أكد مسؤول أميركي رفيع أن غوانغشينغ كان خارج السفارة الأميركية في بكين، فيما قال مسؤول آخر إن غوانغشينغ سينقل إلى "مؤسسة طبية" و"سينضم إلى عائلته".

في المقابل، نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو ويمين قوله إن غوانغشينغ دخل السفارة الأميركية في أواخر أبريل/نيسان وغادرها بمحض إرادته بعد ستة أيام من البقاء فيها.

 

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو ويمين أن السفارة الأميركية عمدت إلى استخدام وسائل غير اعتيادية لإدخال غوانغشينغ الذي كان رهن الإقامة الجبرية بإقليم شاندونغ إلى سفارتها، مؤكدا استياء بكين الشديد من هذا الأمر.

إعلان

 

إعلان

‪كلينتون تعهدت بالضغط على زعماء الصين في مسألة حقوق الإنسان‬ (رويترز-أرشيف)

إعلان

حوار إستراتيجي


إعلان
وأضاف أن طريقة تصرف الولايات المتحدة تشكل تدخلا في الشؤون الداخلية الصينية لا تقبله الصين. وأوضح المتحدث الصيني أن الصين تطالب باعتذار عن هذه القضية بإجراء تحقيق معمق، وبعقوبات على المسؤولين، وبضمانة بألا يتكرر هذا النوع من المسائل.

ولم تكن أي من واشنطن وبكين اعترفت رسميا بوجود الناشط الحقوقي في السفارة الأميركية، وهو ما أكده مقربون منه.

إعلان

وألقى فرار غوانغشينغ نهاية الشهر الماضي بظلاله على الحوار الإستراتيجي والاقتصادي -اجتماع سنوي يعقد بالتناوب في الصين وفي الولايات المتحدة- الذي يعد فرصة لتبادل الآراء بشأن الملفات الكبرى الاقتصادية والسياسية الدولية بين هاتين القوتين في مقدمتها الملف النووي الإيراني والأزمة السورية وملف كوريا الشمالية وتوسيع العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم.

غير أن كلينتون تعهدت الاثنين قبل سفرها إلى الصين بالضغط على زعماء الصين في مسألة حقوق الإنسان التي لم تشغل حيزا يذكر في جدول المباحثات بين البلدين على مدى أكثر من عقدين منذ حملة ميدان تيانانمين في عام 1989.

منتقد شرس

وتمكن غوانغشينغ -المنتقد الشرس لتجاوزات سياسة الطفل الواحد في الصين ومصادرة الأراضي- من الفرار من منزله في شاندونغ حيث كان خاضعا عمليا للإقامة الجبرية منذ 19 شهرا، ولجأ إلى سفارة الولايات المتحدة في بكين، بحسب مصادر قريبة منه.

وكان غوانغشينغ أثار غضب السلطات بعد كشفه عن حالات إجهاض وتعقيم قسرية في إطار سياسة الطفل الواحد في الصين.

وكان قد أفرج عن الرجل البالغ من العمر أربعين عاما من السجن في سبتمبر/أيلول 2010 بعدما أمضى عقوبة تجاوزت أربعة أعوام.

وتحدثت جمعيات حقوقية عن اعتقال أفراد من عائلته وكذلك أصدقاء له ناشطين يشتبه في أنهم ساعدوه في فراره.

المصدر : وكالات

إعلان