عنصريون يحاربون الأجانب بأوكرانيا

 
محمد صفوان جولاق–كييف
إعلان
 
في سابقة لم تشهدها من قبل أي مدينة أوكرانية، أوقف عدد من أنصار حزب الحرية (سفوبودا) القومي ذي النزعة العنصرية اليوم فعاليات ندوة عقدت برعاية محافظة سومي شرقي العاصمة كييف بمقرها حول ظاهرة انتشار العنصرية والاعتداء على الأجانب بالمدينة.

فقد دخل قاعة الندوة عدد منهم، وكان من بينهم نائب بمجلس المدينة عن حزب الحرية، فقاموا بادئ الأمر بالسخرية من كلمات المشاركين الذين مثلوا عدة مؤسسات مدنية واجتماعية وجاليات عربية وأفريقية وشرق آسيوية، ثم أخذوا يضحكون على أشكالهم وألوانهم.

إعلان

وفي النهاية أوقفوا الندوة بهتافات عنصرية، حاملين لافتات تطالب بطرد الأجانب، وتؤكد أن أوكرانيا للأوكرانيين فقط، وثقافتها واحدة ترفض وجود أي ثقافة أخرى إلى جوارها، وقامت فتاة من بينهن بسكب اللبن على طالبة أجنبية كانت تلقي كلمتها قبل أن يخرجوا جميعا.

غضب وتهديد
وفي حديث مع الجزيرة نت قال ممثل جمعية الصداقة الاجتماعية بسام العبيد إن أكثر ما أثار غضب المشاركين والداعين إلي الندوة أن إفشالها كان بمقر محافظة المدينة، مما يعني أن العنصريين أطلقوا لأنفسهم العنان لممارسة التخريب والأذى بأي مكان.

وأشار إلى أن عنصريين اعتدوا على الكثير من الأجانب بالمدينة خلال الشهور الماضية، وقاموا قبل نحو أسبوع بحرق غرفة طلاب أجانب بإحدى السكنات الجامعية، كما كتبوا على جدران عدة سكنات أخرى -يسكن فيها طلاب أجانب- عبارات عنصرية منها "أوكرانيا للأوكرانيين، على السود العودة إلى أوطانهم".

وأكد العبيد أن مشاعر الغضب والقلق عارمة بين أوساط الأجانب بالمدينة، وخاصة الطلاب منهم، لأن خطورة الأوضاع وصلت درجة عالية وسط عجز أمني عن مكافحة الظاهرة، لافتا إلى أن العنصريين أعلنوا بعد الندوة "حربا على الأجانب" في صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

هذا وتعتبر ظاهرة العنصرية من أبرز الآفات التي تهدد مجتمع أوكرانيا، لاسيما وأن عشرات الآلاف من الطلبة الأجانب يدرسون بجامعاتها، إضافة إلى التأثير السلبي على عدة فئات عرقية ودينية تعيش فيه كالمسلمين التتار وغيرهم.

المصدر : الجزيرة