قلق أممي وقمة بأوغندا حول الكونغو


بدأت في العاصمة الأوغندية كمبالا محادثات عدد من قادة دول منطقة البحيرات العظمى بوسط أفريقيا لبحث الجهود لإنهاء الصراع في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بينما عبّرت الأمم المتحدة عن صدمتها من صور نزوح عشرات آلاف المواطنين في شرق الجمهورية جراء المواجهات بين متمرّدي حركة "أم 23" والجيش النظامي بإقليم شمال كيفو.

وقالت حكومة أوغندا إن رئيس الكونغو جوزيف كابيلا ورؤساء دول أخرى بمنطقة البحيرات العظمى بوسط أفريقيا بدؤوا محادثات اليوم السبت في كمبالا في إطار جهود إقليمية لإنهاء الأزمة المتفاقمة منذ أن سيطرت قوات "أم 23" الثلاثاء الماضي على غوما كبرى مدن إقليم شمال كيفو ثم على ساكي التي تبعد ثلاثين كيلومترا غربي غوما.

وتوجه رئيس الذراع السياسية لحركة "أم 23″ سلطاني ماكينغا إلى كمبالا أيضا لكنه لم يتضح بعد ما إذا كان سيجري محادثات مباشرة مع كابيلا. وتقول الحركة إن لديها الكثير من المطالب لـ"تحسين ظروف عيش الكونغوليين" وتطالب بحوار "مباشر" مع الرئيس كشرط مسبق لانسحابها من غوما.

إعلان

ولا يشارك رئيس رواندا بول كاغامي في المحادثات وينوب عنه وزير خارجيته لويس موشيكيوابو. وتتهم الأمم المتحدة رواندا بالوقوف وراء حركة التمرد وأوغندا بتزويدها بالسلاح، وهو ما تنفيه الدولتان.

الأمم المتحدة تعبر عن قلقها إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية بشرق الكونغو(الفرنسية)

قلق ونزوح
في غضون ذلك أعربت الأمم المتحدة عن قلقها وصدمتها إزاء نزوح عشرات آلاف في شرق الكونغو، ودعت إلى السماح لها بتقديم المساعدات للعالقين بالمواجهات بين المتمردين والجيش النظامي.

إعلان

ولم تستطع المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة الوصول إلا إلى مخيم واحد للنازحين من مخيماتها الـ31 في كيفو شمالي البلاد، وهي تؤوي مجتمعة أكثر من مائة ألف لاجئ.

وكانت الأمم المتّحدة أجلت أمس الجمعة عشرات الموظفين والصحفيين من المناطق التي يسيطر عليها المتمردون وأهمّها مدينة غوما.

وقد فر آلاف المدنيين من مدينة ساكي شرقي البلاد بعدما فشل هجوم مضاد للجيش النظامي بتوقيف تقدم متمردي "أم 23" الذين أصبحوا في محيط المدينة.

وتقدم قوات "أم 23" التي استولت الثلاثاء على غوما كبرى مدن إقليم شمال كيفو ثم على ساكي التي تبعد ثلاثين كيلومترا غربي غوما "تم وقفه الخميس" على مسافة تقل عن عشرة كيلومترات جنوبي ساكي بعد معارك بين المتمردين والجيش ومليشيا محلية متحالفة معه، وفق مصدر أممي.

شرق الكونغو يشهد حركة نزوح واسعة مع تقدم المتمردين (الفرنسية)

جذور الأزمة
وتعود جذور الأزمة بالبلاد لتسعينيات القرن الماضي عندما اندلعت حربان بين 1996 و1997 ثم مجددا من 1998 إلى 2002 بدأت كلاهما بإقليم كيفو، ولعبت كل من رواندا وأوغندا دورا فاعلا أو خلف الأضواء في غالبية الأعمال القتالية.

وتفيد تقديرات بأن أكثر من ثلاثة ملايين شخص لقوا مصرعهم منذ 1998 بسبب القتال والمرض والجوع، وأن 1.6 مليون شخص أصبحوا دون مأوى.

والمستعمرة البلجيكية السابقة التي كانت تعرف سابقا بزائير إبان حكم الدكتاتور موبوتو سيسي سيكو الذي أطيح به عام 1997، لا تزال أقل دول العالم نموا رغم غناها بالكوبالت والزئبق والألماس والذهب والكولتان، أحد العناصر الرئيسية التي تدخل في صناعة الهواتف النقالة.

المصدر : وكالات

إعلان