الرعاية الشاملة طموح يخدم أيتام المسلمين في أوكرانيا
محمد صفوان جولاق-سيمفروبل الأوكرانية
ترعى المراكز الثقافية الإسلامية في أوكرانيا مئات اليتامى من أبناء المسلمين المحليين في شتى أرجاء المدن، إلا أن طبيعة التركيبة الديمغرافية لإقليم شبه جزيرة القرم الجنوبي -الذي يعيش فيه أكثر من نصف مليون تتري مسلم مشكلين فيه نسبة تزيد عن 20% من إجمالي عدد سكانه- تفرض أن يكون جل الاهتمام والنشاط المتعلق بالأيتام مركزا فيه.
توفير بيئة إسلامية
وفي تصريحه قال رئيس المركز الثقافي الإسلامي وممثل اتحاد المنظمات الاجتماعية (الرائد) في سيمفروبل الدكتور محمد طه للجزيرة نت "أطلق مشروع كفالة أيتام القرم في العام 1996 تلبية لنداء الواجب والحاجة الملحة التي يفرضها وجود مئات الأيتام المسلمين في الإقليم، والذين ينتمي معظمهم إلى بيئة اجتماعية فقيرة ويسكنون المناطق النائية والقرى حيث يضعف مستوى الخدمات العامة".
وهيئة "الرائد" هي أكبر مؤسسة رسمية تعنى بشؤون المسلمين في أوكرانيا وتشرف على المراكز والجمعيات الإسلامية فيها.
ويضيف الدكتور طه "نحرص عبر رعاية المشروع بالتعاون مع أهل الخير والإحسان من داخل أوكرانيا وخارجها على توفير بيئة إسلامية مثالية في شتى المجالات قدر الإمكان لهؤلاء الأيتام تجسد معاني اللحمة والتكافل التي رسخها الإسلام وتربطهم به، وتنأى بهم عن الانصياع لظروف الحياة الفقيرة الصعبة التي يعيشها معظمهم".
وأوضح طه أن "ذلك يتم من خلال تقديم المعونات العينية وتنظيم البرامج المتنوعة، وقد تمكنا بفضل الله في السنوات القليلة الماضية من تحفيظ نحو 20 منهم القرآن الكريم كاملا بعد أن افتتحنا في العام 2001 مركز الرضوان لتحفيظ القرآن الكريم في القرم، وأرسلنا آخرين لدراسة علوم الشريعة في بعض الدول العربية التي غيبتها عنهم سنوات الاتحاد السوفياتي السابق".
طموح الرعاية الشاملة
وعن الصعوبات التي تعيق تحقيق هذا الطموح قال الدكتور طه "الصعوبات مادية بالدرجة الأولى، وجغرافية بالدرجة الثانية، إذ إن طبيعة توزع المسلمين في القرم على كافة مدنه وقراه تصعب عملية إنشاء ملجأ واحد خاص بهم يستوعب جميع الأيتام، إضافة إلى أن الرعاية الشاملة تتطلب إنفاقا مضاعفا على الأيتام لا قدرة للمراكز الإسلامية عليه في الوقت الراهن".
وأشار إلى أن المركز الإسلامي رغم هذه الصعوبات اتخذ بعض الإجراءات التي تساهم جزئيا وقدر المستطاع في مشروع الرعاية الشاملة، ومن بينها تأمين المواصلات التي تربط بين يتامى عدد من القرى بمدارسهم البعيدة عنهم، وكذلك تجهيز عيادات طبية متواضعة في تلك المدارس بالتعاون مع إداراتها.