المناهج الدراسية الفلسطينية بين الاتهامات والاتهامات المضادة

منى جبران-القدس الشريف

إعلان

منذ مجيء السلطة الفلسطينية عام 1993م وهي تحاول فرض مناهج تربوية فلسطينية على الساحة التربوية. لكن هذه المحاولات تتعرض باستمرار لموجات من الانتقادات والاتهامات، إضافة إلى المتابعة النقدية خاصة عندما يتعلق الأمر بالمدارس التابعة للسلطة.

وتثير المناهج المتبعة في المدارس الفلسطينية انقساما بين مؤيد ومعارض. وقد التقت الجزيرة نت المعلم منير زعل بمدرسة "مار متري" في مدينة القدس الشريف الذي قال "إن هذا المنهاج كمعظم مساقات المنهاج الفلسطيني يتصف بالطول والصعوبة وإنه لا يراعي المساحة الزمنية المقررة للحصص".

إعلان

وأضاف أنه "من هنا يواجه المعلم معضلة شديدة فهو شديد الحرص على إتمام المقرر مع نهاية العام الدراسي، غير أن المادة الطويلة المقررة لا يمكن أن تتم في هذه الفترة الزمنية المحددة".

كما أن المعلم إذا أراد أن يبدع في تفسير وتحليل مواد المنهاج فإنه في حاجة إلى المزيد من الوقت، أما الاختصار والمرور بسرعة على عناوين المقرر فإنها تعطي نتائج فجة وتخلق بلبلة في ذهن الطالب وتحول المعلم إلى مجرد ملقن.

إعلان


حفظ وتلقين
ويرى فريق من المعلمين أن المنهاج الفلسطيني الجديد وقع في خطأ طالما عانت منه الحركة التربوية، وهو الاعتماد على الحفظ والتلقين أكثر من الاعتماد على الفهم والمناقشة والتدريب على الاستيعاب والتركيز على اكتساب المهارات والخبرات من خلال النشاطات.

إعلان

فالمعلم يتجاهل أي فعاليات تربوية عملية لمصلحة إنهاء المقرر والتقدم في مادة الدراسة وهكذا يتم تجاهل النشاطات. والمواد المحشورة مصدرها الأكاديميون وليس المهنيين ومن هنا يتعزز الجانب النظري على حساب الجانب العلمي والتربوي.

كما أن الأموال التي تدفقت على لجان وضع المناهج معظمها من المصادر الغربية التي تضع في اعتبارها أن تكون المناهج الفلسطينية ذات صبغة خاصة قد لا تنسجم مع الهوية والروح الفلسطينية.

إعلان


أيادي غربية

وينفي مدير العلاقات العامة في تطوير المناهج ، فايز أبو هلال أن يكون للدول المانحة أي أهداف أو رؤى أو أفكار في صياغة المنهج الفلسطيني لأن هذه الرغبة تنبع من موقف فلسطيني ومن رؤية فلسطينية ومن ضرورة بدهية وهي أن الفلسطينيين يجب أن يدرسوا ويتعلموا مناهج فلسطينية ومن هنا عملت السلطة الوطنية على استبدال المنهجين الأردني والمصري بمناهج فلسطينية الروح والفكر والتوجه.

إعلان

ويعلل الأستاذ أبو هلال صعوبة الأداء التي تواجه الطلاب بكون المعلمين يواجهون مناهج جديدة تقتضي التحضير والدراسة الجادة لأنها تختلف بالضرورة عما تعودوه طوال سنوات تدريسهم للمناهج الأردنية والمصرية.

إعلان

على أن هذه الصعوبة لا بد أن تزول بمضي الوقت، خاصة أن الوزارة تنظم دورات وورشات عمل واجتماعات متواصلة لمناقشة المناهج الجديدة ومن ثم تحسين كفاءة المعلمين التربوية وقدرتهم على الإبداع.

وأوضح أبو هلال أن وضع منهاج فلسطيني لأول مرة لا يمكن أن يرضي جميع الاتجاهات، إذ إن هناك اتجاهين واضحين في المجتمع أحدهما يساري والآخر يميني.

ويتعرض المنهاج الفلسطيني للنقد من قبل هذين الاتجاهين حيث يتهم بالكفر والإلحاد تارة والسلفية والتعصب تارة أخرى. كما أن المؤسسات النسوية تفتح النار على المناهج الفلسطينية معلنه احتجاجها على كثير من التوجهات والأفكار.

ويرى المعلم جمعة مطر معلم التاريخ في "مدرسة القدس" أن هناك عدم تكامل في تدريس المواد ودعا إلى أن تكون المواد التعليمية متكاملة ومنسجمة ولا أن ذلك ينطبق على مواد الرياضيات واللغة العربية والعلوم والمواد الاجتماعية وغيرها.

المصدر : الجزيرة

إعلان