اللاجئون الأفارقة بمصر يعانون من التفرقة والمضايقات
ويجد اللاجئون والمهاجرون من أفريقيا أنفسهم مع تشديد الدول الغربية القيود على الهجرة إليها وقد تقطعت بهم السبل في دول مثل مصر بعد فشلهم في التوجه إلى دول أخرى وعدم رغبتهم أو خوفهم من العودة إلى بلادهم.
ويؤكد مهاجرون أفارقة في القاهرة تعرضهم لمضايقات من قبل المصريين وإن كان من النادر تعرضهم لأعمال عنف، ويشير هؤلاء إلى أن المضايقات تزداد كلما ساء وضع الاقتصاد المصري، وخوفا من ترحيلهم فإنهم لا يبلغون الشرطة بما يتعرضون له. ولا يعلم أحد عدد اللاجئين بالضبط إذ يتراوح عددهم بين 250 ألفا وعدة ملايين معظمهم من السودان، وإن كان هناك آخرون من الصومال وإثيوبيا وإريتريا.
ويشير أحد الذين سجلت أعمال عنف ضدهم ويدعى محمد آدم الباقر -سوداني- إلى أنه تعرض للطعن على يد مجهول وظل ينزف في أحد أزقة القاهرة. ويقول الباقر الذي يعمل بائعا متجولا إنه متأكد من أن سبب الهجوم هو بيعه محافظ رخيصة أمام إحدى محطات مترو الأنفاق. وأوضح هو وسوداني آخر أصيب في الهجوم نفسه أن بلطجيا من المنطقة هو الذي طعنهما بعد تعرضهما لمضايقات من بائعين آخرين طلبوا منهما العودة إلى السودان.
ويقول ناشطون حقوقيون إن الاستياء من وجود المهاجرين – الذين يقيمون بشقق مكتظة في أفقر أحياء القاهرة- ناتج عن الاعتقاد بأنهم يزاحمون المصريين على فرص العمل. وكانت صحيفة الأهرام اليومية قد نشرت مقالا مؤخرا يشير إلى مخاوف بشأن زيادة عدد الأجانب الذين يزاحمون المصريين في سوق العمل.
وتقول مديرة برنامج الهجرة الاضطرارية ودراسات اللاجئين بالجامعة الأميركية في القاهرة أنيتا فابوس إن الاقتصاد المصري لا يمكن أن يستوعب المهاجرين الجدد. وفي هذا الإطار تشير مسؤولة عن منظمة تعمل في توظيف السودانيات إلى أن هناك نوعا من المنافسة بين المصريين والسودانيين إذ يتهم السودانيون المصريين بالعنصرية.
لكن المصريين يردون على تلك الاتهامات بأن الشعب المصري يضم أعراقا كثيرة، ويقول الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية نبيل عبد الفتاح "نحن أفارقة أيضا، وهذا جانب من هويتنا وأحد روافد أصولنا"، موضحا أن السودانيين يعيشون مع المصريين دون أي تفرقة. ويعزو عبد الفتاح وقوع بعض حوادث العنف أو المضايقة إلى من أسماهم بمثيري الشغب وليس المجتمع.