في غياب المحفزات.. الاقتصاد الأميركي مُعرض للشلل الدائم

شركات النفط الست الكبرى تملك المال والبنية التحتية اللازمة لإنتاج الهيدروجين الأخضر الذي يحتاجه العالم (رويترز)

إن توفير 245 ألف موطن شغل يعتبر في الظروف العادية طبيعيا للغاية، كما حدث في نوفمبر/تشرين الثاني، لكن الولايات المتحدة تمر بمرحلة حرجة الآن، وبات الوضع الاقتصادي يشبه وضع الطالب الفاشل الذي تحصل على نتائج متدنية ويحتاج إلى درجات عالية جدا فيما تبقى له من الاختبارات لتدارك الأمر إذا كان يأمل في النجاح، ولقد أهدر الكونغرس الوقت بما فيه الكفاية.

هذا ما قاله الكاتب مارك غونغلوف في تقرير نشره موقع "بلومبيرغ" (Bloomberg) الأميركي.

إعلان

الحاجة إلى التحفيز

نقل الكاتب عن بريان تشاباتا -وهو كاتب عمود في "بلومبيرغ"- أن الأرقام والمؤشرات كانت سيئة بما يكفي لتأكيد الحاجة الملحة إلى المزيد من التحفيز، ويصادف أن الجمهوريين والديمقراطيين في الكونغرس أقرب من أي وقت مضى إلى الحاجة للتوصل إلى اتفاق لتعزيز حزمة الإغاثة منذ أن أقروا قانون الرعاية، على غرار ما حدث عام 1847، ويرى مجلس تحرير الموقع أنه ينبغي الإسراع لتدارك الوضع مع انتشار الوباء بمستويات عالية جديدة مروعة ستضر بالاقتصاد مرة أخرى.

وقد خفض الديمقراطيون مطالبهم إلى النصف، مع ذلك لا يزال بعض الجمهوريين يرفضون ذلك، ويدور جدال بأن هناك حجة سياسية تفيد بأن مساعدة الاقتصاد ستساعد الحزب الجمهوري على المدى الطويل، وقد يعتقد البعض أن الضرر الذي يطال الاقتصاد سينعكس سلبا على الرئيس المنتخب جو بايدن والديمقراطيين، لكن التأزم الاقتصادي المستمر من شأنه أن يجعل الشعب أكثر استعدادا لتبني سياسات أكثر ليبرالية.

ينبغي على الجمهوريين والديمقراطيين بالكونغرس الإسراع للتوصل إلى اتفاق لتعزيز حزمة الإغاثة (غيتي)

ويقول الاقتصادي مارفن كينغ إنه يجب على أي شخص يشعر بالقلق بشأن العجز أن يدرك أن المالية الحكومية ستتعافى فور استئناف النمو في أسرع وقت ممكن، وهذا لن يحدث إذا لم نتمكن من دعم الشركات إلى أن ينتهي الوباء، ومن دون هذه المساعدة، سيصبح الضرر الاقتصادي المؤقت دائما، وهذا يعني أنه لا يمكن تحصيل عائدات الضرائب من عمل تجاري ميت.

وحسب كاتب العمود نوح سميث، فإن الحكومات تستفيد عندما تزدهر الاقتصادات، حتى لو غرقت بالديون، ومع انخفاض تكاليف الاقتراض بشكل رهيب، يعتبر الدين في واقع الأمر صفقة جيدة جدا هذه الأيام.

المصدر : بلومبيرغ