انفجار يوقف إمدادات الكهرباء من إيران للعراق

محطة الدورة لتوليد الكهرباء جنوب العاصمة العراقية بغداد (غيتي)

قالت وزارة الكهرباء العراقية اليوم إن انفجارا استهدف منشأة للكهرباء شرقي البلاد أدى إلى توقف إمدادات الكهرباء من إيران، وهو ما يفاقم أزمة نقص الكهرباء التي يعيشها العراق والتي خرجت بسببها مظاهرات في مناطق عديدة في وسط موجة حارة بدأت منذ أسابيع.

واستهدف الانفجار خط ميرزاد الكهربائي في المنطقة الصحراوية على بعد نحو عشرين كيلومترا غرب بلدة مندلي في محافظة ديالى. وقال مسؤولون إن الانفجار -الذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه لحد الساعة- نجم عنه خفض إمدادات الطاقة بمقدار أربعمئة ميغاوات.

وذكر المتحدث باسم الوزارة مصعب المدرس إن الانفجار يستهدف راحة المدنيين في ظل ارتفاع درجات الحرارة، ويرمي أيضا لتأليب الرأي العام على وزارة الكهرباء والحكومة عموما. وحسب المدرس فإن خط ميرزاد تعرض لأكثر من عشرة تفجيرات في السابق.

إعلان

ونتيجة تفاقم نقص إمدادات الكهرباء في فترة الصيف، أعلنت الحكومة الأسبوع الماضي عطلة مدتها أربعة أيام لتقليص الطلب على الطاقة. وقد خرجت احتجاجات في الأسابيع الماضية في كل من بغداد والبصرة والنجف وبابل والناصرية تطالب بحل أزمة الطاقة.

تضرر الشبكة
وقد تضررت شبكة الكهرباء في العراق في العقود الماضية من توالي سنوات من الحرب والحصار وضعف الاستثمارات. وقال وزير الكهرباء العراقي قاسم الفهداوي للبرلمان الشهر الماضي إن شبكة الكهرباء لن توفر سوى 11 ألف ميغاوات فقط، في حين تبلغ ذروة الطلب على الطاقة في الصيف 21 ألف ميغاوات.

إعلان

وعقب الغزو الأميركي في 2003، تدهور وضع البنية التحتية للقطاع إذ نهبت محطات الكهرباء أو تعذرت صيانتها بشكل ملائم، كما هاجم مسلحون في السنوات الأخيرة أبراج نقل التيار والبنية التحتية الأخرى.

وتقول عضو اللجنة المالية في البرلمان العراقي ماجدة التميمي -في برنامج بث في قناة الجزيرة قبل أيام- إن هناك سوء إدارة لمنظومة الكهرباء حسب ما جاء في تقرير للجنة الطاقة والنزاهة في العراق، كما ذكرت عوامل أخرى منها الفساد في عقود الاستثمار وهدر الطاقة، وضعف التنسيق بين وزارتي الكهرباء والنفط.

غير أن التميمي عزت أيضا أزمة الطاقة إلى الوضع الأمني السيئ الذي يمر به العراق، وقالت إن أزمة انقطاع الكهرباء طالت كثيرا من المناطق المضطربة.

إيجاد بدائل
ويرى عضو لجنة الطاقة في منتدى الكفاءات العراقية إحسان العبيدي ضرورة إيجاد طرق كلاسيكية وبدائل، في حين تحدثت التميمي عن حلول آنية ومنها عقد اتفاق بين وزارتي الكهرباء والنفط وأخرى متوسطة الأمد تتعلق بالاستثمار في القطاع ومشاركة القطاع الخاص مع القطاع العام.

يذكر أن العراق أنفق نحو أربعين مليار دولار على مدى 12 عاما على ملف الكهرباء، لكن المحافظات لا تزال تزود بالطاقة الكهربائية بمعدل 12 ساعة يوميا فقط. وسبب سوء إدارة القطاع خسائر اقتصادية بلغت ثلاثمائة مليار دولار في ثماني سنوات.

المصدر : الجزيرة + رويترز