ترشيح صحفية روسية لأرفع جائزة ثقافية ألمانية

آنا (يمين) أثناء تسلمها جائزة معرض لايبزيغ الدولي للكتاب 2005 (الجزيرة نت-أرشيف)

خالد شمت-برلين

إعلان

دشن 260 من مشاهير الإعلاميين والأدباء والمفكرين والمؤرخين الألمان والأوروبيين مبادرة لترشيح الصحفية الروسية آنا بوليتكوفسكايا التي اغتيلت السنة الماضية، لجائزة السلام الألمانية للكتاب لعام 2007.

وقدم المؤرخ الألماني البارز جيرد كونين والفيلسوف الفرنسي أندريه جلوكسمان قائمة رسمية بأسماء المشاركين في المبادرة، إلى لجنة الكتاب الألماني المشرفة على الجائزة.

إعلان

وقال موقعو الوثيقة التي حصلت الجزيرة نت على نسخة منها إن حصول بوليتكوفسكايا بعد وفاتها على جائزة السلام المخصصة للمتميزين الأحياء، سيمثل تقديرا استثنائيا لصحفية نذرت حياتها وكرست معظم سنوات عملها -بتواضع وصلابة- في خدمة "الحق المستعصي على الإفساد والرافض للخضوع لأي سلطة".

ضيوف معرض فرانكفورت للكتاب يقفون في أكتوبر الماضي دقيقة حداد على آنا (الجزيرة نت)
وأضاف هؤلاء أن بوليتكوفسكايا غردت خارج سرب الإعلام الروسي وتفردت بإطلاع العالم على حقيقة ما جري في جمهورية الشيشان، وكشفت انتهاكات حقوق الإنسان والفظائع التي ارتكبها الجيش الروسي الغازي والمليشيات الشيشانية المتحالفة معه هناك.

وأشاروا إلى أن هذه الصحفية الراحلة ظلت لسنوات تتحدث عن ضحايا العنف الروسي في الشيشان، ثم تحولت هي نفسها إلى ضحية لهذا العنف.

ونوه الموقعون على العريضة إلى أنهم رشحوا بوليتكوفسكايا كصحفية لجائزة السلام الثقافية لأن تقاريرها المنشورة بصحيفة "نوفايا جازيته" الروسية المعارضة وكتبها اتسمت بأسلوب راق وبلاغة أدبية عالية.

إعلان

مجلس فرانكفورت يؤيد
ولقيت مبادرة ترشيح الصحفية الروسية الراحلة للجائزة تأييدا من مجلس مدينة فرانكفورت الممثل في هيئة محكمي الجائزة، وقال رئيس القسم الثقافي بالمجلس فيلكس سيمير لوخ إن المجلس يؤيد منح الجائزة هذا العام لبوليتكوفسكايا تقديرا لدفاعها بشجاعة عن حقوق الإنسان وسعيها بدأب في البحث عن الحقيقة وإسهامها في نشر السلام والتفاهم.

واعتبر أن حصول الصحفية الراحلة على الجائزة سيدلل على أن صوتها في الدفاع عن المظلومين والمعذبين في الشيشان ما زال مسموعا، ويعيد طرح السؤال حول الجهة التي وقفت خلف قتلها.

إعلان

حفل تأبين لآنا بمعرض لايبزيغ الدولي للكتاب في مارس/ آذار الماضي (الجزيرة نت)
ومن جانبه اعتذر المتحدث باسم لجنة الكتاب الألماني مارتين شولت عن الحديث حول فرص أبرز المرشحين في الفوز بالجائزة هذا العام، وأوضح أن القواعد المعمول بها في مجلس محكمي الجائزة تحظر الإدلاء بأي تصريح في هذا الموضوع بعد إغلاق باب الترشيح.

وأشار في حديث للجزيرة نت إلى أن اختيار المحكمين للفائز بالجائزة يتم بشكل مستقل وبمعزل عن أي مؤثرات خارجية.

يشار إلى أن جائزة السلام الألمانية للكتاب تعد أرفع جائزة ثقافية في ألمانيا وأوروبا وثاني أكبر جائزة من نوعها في العالم بعد جائزة نوبل للآداب. ويمنح اتحاد الناشرين الألمان الجائزة سنويا منذ عام 1950 وتبلغ قيمتها المادية 25 ألف يورو.

ومن المنتظر أن يجري الإعلان عن اسم الفائز بالجائزة هذا العام منتصف يونيو/ حزيران القادم، ويتم تسليمها في احتفال كبير يقام في فرانكفورت يوم 14 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.

المصدر : الجزيرة

إعلان