كيفَ أُبِينُ الحُبّ

مَتَى أَرَاكِ فَيَوْمِي كُلُّهُ نَضِرُ

يا جَنَّةً مِنْ رُباها قَلْبِيَ السَّكِرُ

كَتَبْتُ أَنَّكِ أَغْلَى مَنْ رأيتُ عَلَى

إعلان

وَجْهِ البَسِيْطَةِ لا جِنٌّ وَلا بَشَرُ

 

يَدِي الضَّعِيْفَةُ تُمْلِي صِدْقَ عَاطِفَتي

إعلان

كَالزَّهْرِ فَوْقَ بِسَاطِ الرَّوْضِ يَنْتَشِرُ

 

وَقَلْبِيَ الغَضُّ فَيَّاضٌ وَمَا بَرِحَتْ

عُرُوقُهُ الحُمْرُ بِالأَشْوَاقِ تَسْتَعِرُ

 

يا أُمِّ أَنْتِ ضِيَائِي كُلَّ حَالِكَةٍ

إعلان

مِنَ الدُّرُوبِ جَفَاهَا الشَّمْسُ وَالقَمَرُ

 

يَا أُمِّ كَيْفَ أُبِيْنُ الحُبَّ إِذْ قَلَمِي

إعلان

شَاكٍ إِليَّ دُمُوعِي وَهْيَ تَنْحَدِرُ؟!

 

عَجِزْتُ عَنْ وَصْفِهِ حَتَّى تَمَلَّكَني

إعلان

مَتَى تَرَينِي تَرَيهِ وَهْوَ يَنْفَطِرُ

 

كَتَبْتُ في صَفَحَاتِ المَجْدِ رَائِعَتي

إعلان

بِمِثْلِ نُورِكِ يَا أُمَّاهُ أَفْتَخِرُ

 

إِنِّي وَإِنْ كُنْتُ قَدْ قَصَّرْتُ في كَلِمِي

إعلان

لَقَدْ أَتَيْتُ إِلَيْكِ اليَوْمَ أَعْتَذِرُ

 

**********

إعلان

 

يَا أُمِّ هَذَا فُؤَادِي قَبِّلِيْهِ فَمَا

دَعَاهُ لِلحُبِّ إِلا وَجْهُكِ النَّضِرُ

إعلان

 

وَلْتَمْنَحِيْهِ حَنانًا لا انْقِضَاءَ لَهُ

وَلْتُسْمِعِيْهِ حَدِيْثًا، شَاقَهُ السَّمَرُ

إعلان

 

أَيْقَنْتُ أَنَّ دِمَائِي مِنْكِ قَدْ سُكِبَتْ

وَأَنَّ رُوحِي إِلى نِصْفَيْنَ تَنْشَطِرُ

إعلان

 

وَأَنْكِ إِنْ تَبْعُدِي عَنِّي فَلا بَقِيَتْ

روحي بجسمي ويبقى الرسم والصُّوَرُ

إعلان

 

يا أمُّ يَفدِيكِ قَلْبٌ لستُ أَمْلِكُهُ

وخاطري والجوى والسّمعُ والبَصَرُ

إعلان

 

فلستُ أرجو مِنَ الدّنيا وما حَمَلَتْ

إِلاَّ رِضاكِ وذَنْبًا فِيَّ يُغتفرُ

 

أَوْسَعْتِني ودُنا كَوْني مُعطّرةٌ

ومَطمَحي كَلِداتي اللَّهْوُ والغِرَرُ

 

أَوْسَعْتِني بحنانٍ ليسَ يَتْرُكني

إلا ونفسي إلى الرّضوانِ تَبْتَدِرُ

 

أيّامَ كُنتُ وآمالي مُجَنِّحَةٌ

لا يستقرّ بِها حالٌ ولا أَثَرُ

 

طَوالَ عُمْري سأبقى ناثِرًا دُرَرِي

بِطُهْرِ قلبكِ حتى ينفدَ العُمُرُ

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.



إعلان