في ذكرى رحيل عمر الشريف.. رفض العمل مع مخابرات عبد الناصر وساعد السادات

"تاريخي مهم جدا".. هكذا يصف الشريف الدور الذي لعبه في اتفاقية السلام (الفرنسية)

القاهرة– عندما كان عمر الشريف في العشرين من عمره، وقعت ثورة يوليو/تموز 1952، وتولى الضباط الأحرار حكم مصر، ليبدي الشاب حماسا للمرحلة الجديدة كغيره من الشباب.

ويحكي الشريف -في حوار صحفي- أنه كان سعيدا بثورة يوليو/تموز 1952، حيث كان شابا متحمسا يشارك في المظاهرات المؤيدة لحزب الوفد قبل الثورة. وبالرغم من علاقة الصداقة التي ربطت أسرته مع أسرة الملك فاروق، فقد أحب عبد الناصر، لكنه لم يلبث أن غضب بسبب فرض نظام تأشيرة الدخول والخروج على الممثلين وشرط الحصول على تأشيرة حسن سير وسلوك قبل السفر كذلك.

كما وصف عمر الشريف الرئيس عبد الناصر بالجنون، وبأنه قاد مصر إلى الهاوية، وأضاف: "الغلابة والفقراء والفلاحون المصريون صدّقوا عبد الناصر وانقادوا وراء طيشه، وللأسف لن أنسى أبدا كيف كنت مسخرة أمام الأميركان وقتها، فكانوا يستهزئون بجنسيتي المصرية، لدرجة أنني بكيت من المهانة التي كنت أتعرض لها بسببه"، وفقا لما نقلته جريدة "المصري اليوم" عن "الحياة" اللندنية.

إعلان

مخابرات صلاح نصر

وبعد زواج الشريف من الفنانة فاتن حمامة، حاول مدير المخابرات صلاح نصر ضمهما لشبكة التجسس التي يستعين فيها بأشهر الفنانين، فزارهما نصر في بيتهما بحي الزمالك، وطلب منهما إطلاعه أولا بأول على أخبار الفنانين في مصر، وذكر أن ذلك "من أجل أمن الوطن وسلامته".

ولم يدر الشريف ما ينبغي أن يرد به على مدير المخابرات، لكن زوجته فاتن حمامة أجابت بكل وضوح وشجاعة أنها ترفض أن تؤدي هذا الدور ضد أي زميل أو زميلة  لها.

إعلان

كما اعترف الشريف بخطئه التمثيل في فيلم "فتاة هازلة" مع الممثلة باربارا سترايساند، الذي كانت أحداثه تحكي علاقة شاب يهودي بفتاة يهودية في مدينة نيويورك، حيث اكتشف الشريف أنه يعمل في أستوديو أصحابه يهود ومعظم من معه موالون لإسرائيل، وكان التصوير إبان حرب يونيو/حزيران 1967، وأقر بوقوعه في حب باربارا خلال تصوير الفيلم.

السادات

"دور تاريخي مهم جدا".. هكذا يصف الشريف الدور الذي لعبه في اتفاقية السلام، حيث اتصل به الرئيس أنور السادات عندما كان الشريف في باريس، وسأله: ما رأيك لو ذهبت إلى إسرائيل، هل سيرحبون بي؟ ثم طلب منه السادات أن يسأل رئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيغن بنفسه.

ذهب الشريف إلى السفارة الإسرائيلية في باريس، وطلب الاتصال ببيغن، وتحدث إليه هاتفيا، وأبلغه رسالة السادات، وسأله: "لو أتى السادات إلى إسرائيل من أجل السلام، كيف تستقبله؟"، فرد بيغن: "سأستقبله كالمسيح".

لم يعرف الشريف كيف يصل بالرد إلى السادات، وساعده السفير في الاتصال به، وأوصل إليه رسالة بيغن.

بسبب وساطة الشريف بين السادات وبيغن، تم اتهامه بالتطبيع مع إسرائيل، ولا سيما عندما عرض عليه تولي رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بعد وفاة الكاتب سعد الدين وهبة، فواجه عاصفة كبيرة من النقد.

إعلان

مبارك

لم تتوطد علاقة الشريف بمبارك، وظلت علاقتهما سطحية، بينما كانت سوزان مبارك تطلب منه مرافقتها في الحفلات خلال وجودها في باريس وفي الولايات المتحدة.

كما رفض الشريف توريث مبارك الحكم لنجله جمال مبارك، وقال: "أنا ضد التوريث، وضد فكرة تضخيم أي عائلة، ومن أيام الملكية وأنا لا أحب توريث الحكم في الملوك".

ورأى أن مبارك فشل في تحسين مستوى معيشة المواطن العادي، وجعل أغلب المصريين فقراء.

إعلان

رحيل في القاهرة

وبعد حياة حافلة بين أوروبا وأميركا، قرر الشريف العودة إلى مصر، حيث قال -قبل أشهر من وفاته- في حوار تليفزيوني مع الفنان سمير صبري إنه سعيد بوجوده في القاهرة، وإنه يريد الموت فيها، "جئت هنا أريد الموت هنا في مصر".

ورحل الشريف في القاهرة في مثل هذا اليوم 10 يوليو/تموز 2015، عن عمر 83 عاما، إثر أزمة قلبية في مستشفى كان يعالج فيها من مرض ألزهايمر.

بدأ الشريف مشواره في السينما المصرية، ليقدم مجموعة من أشهر أفلام الخمسينيات والستينيات قبل انطلاقه للعالمية، من أهمها: "صراع في الوادي"، و"صراع في الميناء"، و"أيامنا الحلوة"، و"إشاعة حب"، و"في بيتنا رجل"، و"نهر الحب"، و"سيدة القصر".

وقدم العديد من الأدوار المميزة في أفلام عالمية، مثل: "دكتور جيفارا" و"لورانس العرب"، وترشح لجائزة الأوسكار، وفاز بـ3 جوائز غولدن غلوب.

وبعد مسيرة حافلة في أوروبا وأميركا، عاد إلى مصر ليقدم مزيدا من أفلامه في السينما المصرية، ومن أهمها "الأراجوز"، و"المواطن مصري"، و"ضحك ولعب وجد وحب"، كما قدم بطولة فيلم "حسن ومرقص" مع عادل إمام عام 2008.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + وكالات

إعلان