إياد غالي

إياد آغ غالي - الموسوعة - مصدر الصورة: غيتي

أحد قادة الطوارق التاريخيين. خاض القتال ضد حكومة مالي في تسعينيات القرن الماضي مع الحركة الشعبية لتحرير أزواد، واشتهر بدوره الكبير في المفاوضات مع مختطفي الرهائن التابعين للقاعدة. أسس وتزعم حركة أنصار الدين شمالي مالي.

المولد والنشأة
ولد إياد آغ غالي عام 1954 في مدينة كيدال بمالي، وينتمي لقبيلة إيفوغاس العريقة. كان طفلا عندما نزع الرئيس المالي الراحل موديبو كيتا الزعامة من قبيلته إيفوغاس في إطار مساعيه للقضاء على المشيخات القبلية. وفي مدينة تمبكتو حيث أقام فترة من الزمن، يقول السكان إنه ليس من السهل معرفة حقيقة غالي لأنه لا يتحدث مع السكان المحليين إلا نادرا.

الوظائف والمسؤوليات
من أهم المناصب التي تقلدها الرجل تعيينه دبلوماسيا في المملكة العربية السعودية.

التوجه الفكري
عُرف عن غالي اعتناقه الفكر الجهادي. ومع انهيار نظام معمر القذافي، عاد من ليبيا إلى أزواد وبدأ بتجميع المقاتلين الطوارق ليكونوا نواة تنظيمه الجديد "حركة أنصار الدين" التي سيطرت فيما بعد على مناطق واسعة من شمال مالي.

يقول أصدقاؤه إنه هادئ الطباع، لكنه يغضب عند الحديث عن ماضيه، هذا الماضي الذي تصفه مجلة فورين بوليسي الأميركية بأنه كان مليئا بشرب الخمر ومعاشرة النساء، في حين تطلق عليه عشيرته لقب "أسد الصحراء".

التجربة السياسية
عندما أرغم الجفاف الكثير من شباب الطوارق على ترك أرضهم، هاجر آغ غالي بدوره إلى ليبيا ثم إلى لبنان وتشاد، وكان عضوا في كتائب العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.

قاد غالي قتال متمردي الطوارق ضد حكومة مالي في التسعينيات وكان وقتها أقرب إلى الفكر اليساري القومي منه إلى الإسلامي، وبعد عام من المعارك دخل الطوارق في صلح مع حكومة باماكو بوساطة إقليمية، ليتقلد آغ غالي مناصب حكومية كان من بينها منصب قنصل عام في السعودية.

وبعد اتفاق 1991 الذي رعته الجزائر، اختفى غالي من الساحتين السياسية والعسكرية، قبل أن يعاود الظهور مع بداية عام 2000 ويلعب دورا مهما في وساطات أثمرت الإفراج عن رهائن غربيين، اتُهمت القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بخطفهم.

وفي عام 2003 ساعد إياد غالي في إطلاق 14 أوروبياً أغلبهم من الألمان، كانوا مختطفين من قبل مجموعة مسلحة مرتبطة بالقاعدة في الجزائر، وتقول مصادر إنه أصبح ثرياً بعد أن تلقى عمولات نظير وساطات قام بها لإطلاق الرهائن.

بعد التمرد الذي قام به الطوارق عام 2006، قام رئيس مالي السابق بتشكيل مليشيا مشتركة من العرب والطوارق وجعل على رأسها محمد آغ غامو، وهو من قبيلة تابعة لقبيلة إيفوغاس التي ينتمي إليها غالي.

أصبح غامو ورجاله سادة منطقة كيدال، وهذا ما دفع بإياد إلى محاولة استرجاع مجد قبيلته من خلال تأسيس حركة مسلحة هي أنصار الدين، وفق ما تقول تقارير.

وفي بداية عام 2012، لم يكن لدى إياد آغ غالى وحركته سوى ثلاث سيارات، بينما كان لدى الحركة الوطنية لتحرير أزواد عشرات المركبات المختلفة. فقرر أن يتقرب من تنظيم القاعدة حتى يحصل منه على الدعم.

بدأ غالي يحقق حلمه بفرض الشريعة الإسلامية، وتم حظر الموسيقى والتدخين في المناطق الخاضعة لسلطته في شمال مالي، وفق فورين بوليسي.

ووفق المجلة الأميركية فإن قوات أنصار الدين كانت تعاقب النساء اللاتي لا يرتدين لباسا محتشما.

وفي مدينة تمبكتو هدمت قوات الحركة مقابر الصوفية القديمة، وهي أماكن تصنفها منظمة اليونسكو جزءا من التراث العالمي.

في فبراير/شباط 2013، أعلنت الولايات المتحدة أنها أضافت اسم غالي إلى قائمة الإرهاب.

المصدر : الجزيرة