ليبيا.. رابع أكبر دول أفريقيا وخزان عالمي للنفط والغاز الطبيعي
ليبيا، دولة عربية تقع شمال القارة الأفريقية، جنوب البحر الأبيض المتوسط، وتمتد رقعتها من وسط ساحل أفريقيا الشمالي على البحر المتوسط، حتى مرتفعات شمال وسط القارة الأفريقية، وتعدّ رابع أكبر دولة من حيث المساحة في أفريقيا، وشهدت حضارات كثيرة.
يتكون المجتمع الليبي في غالبه من العرب والأمازيغ، ويدين الغالبية العظمى من السكان بالإسلام.
تمتلك ليبيا مخزونا احتياطيا هائلا من الثروات الطبيعية وتعدّ الأولى عربيا والخامسة عالميا من حيث احتياطي النفط الصخري، وتحتل المرتبة الثانية أفريقيا في احتياطي الغاز.
- الاسم الرسمي: دولة ليبيا.
- العاصمة: طرابلس.
- النظام السياسي: الجمهوري (مجلس وطني انتقالي مؤقت).
- تاريخ الاستقلال: 24 ديسمبر/كانون الأول 1951 (عن إيطاليا).
- العملة: الدينار الليبي.
النظام الإداري
تقسم ليبيا إلى 18 مقاطعة، وهي:
- الساحل الشرقي.
- الساحل الغربي.
- الجبل الأخضر.
- الحزام.
- بنغازي.
- الواحات.
- الكفرة.
- الخليج.
- المرقب.
- طرابلس.
- الجفارة.
- الزاوية.
- غريان.
- الزنتان.
- نالوت.
- سبها.
- الوادي.
- حوض مرزق.
الموقع
تقع ليبيا في الشمال الأفريقي جنوب البحر المتوسط الذي يحدها من الشمال، وتحدها مصر من ناحية الشرق، والسودان من الجنوب الشرقي وتشاد والنيجر من الجنوب، والجزائر وتونس من الغرب. وتمتد رقعتها الشاسعة من وسط ساحل أفريقيا الشمالي على البحر المتوسط، حتى مرتفعات شمال وسط القارة الأفريقية.
المساحة
تبلغ مساحة ليبيا مليونا و759 ألف كيلومتر مربع تقريبا، وتعدّ رابع أكبر دولة من حيث المساحة في أفريقيا.
الجغرافيا
تضم ليبيا 3 نطاقات جغرافية رئيسية يحتوي كل منها على مجموعة من الوحدات التضاريسية التي تتشابه نوعا ما في أشكالها، وهي:
نطاق السهول الساحلية: يضم سهل الجفارة وسهل الخمس وسهل مصراتة وسهل بنغازي وسهل سرت والسهول الشرقية.
نطاق المرتفعات الشمالية: يشمل الجبل الغربي "جبل نفوسة" والجبل الأخضر وهضبة البطنان والدفنة.
النطاق الصحراوي: يعد جزءا من الصحراء الأفريقية الكبرى، ويتميز بالتنوع التضاريسي، ويضم:
- المنخفضات الشمالية: تشمل منخفض الجغبوب ومنخفض أوجلة وجالو وجخرة ومنخفض مرادة وغدامس، إضافة إلى مجموعة من الوديان الجافة.
- المنخفضات الجنوبية: تشغلها واحات الكفرة وفزان وغات.
- الجبال: كجبل السودا وجبل الهروج وجبل تيبستي وجبل العوينات وجبل أكاكوس.
- الحمادة: مناطق صخرية شديدة الصلابة لا تغطيها رمال أو رواسب، وأعظمها اتساعا الحمادة الحمراء.
- الأودية: كوادي الشاطئ ووادي الحياة.
- المسطحات الرملية: يطلق عليها مسميات محلية مثل "العرق" و"الرملة" و"الأدهان" أو "الأدين".
- مناطق السرير: عبارة عن مسطحات من الرمال الخشنة والحصى، وأشهرها سرير "كلانشو" في برقة.
الموقع الإستراتيجي
تتمتع ليبيا بموقع إستراتيجي مهم يمثل حلقة وصل بين مشرق الوطن العربي ومغربه، وجسرا يربط بين أفريقيا وأوروبا، وتمتد سواحلها لأكثر من 1900 كيلو متر، وتتصل بالعالم الخارجي عبر البحر الأبيض المتوسط، الذي يمثل شريانا مهما للتجارة العالمية، ويطل على دول صناعية مثل إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وتركيا.
وتعد موانئها صالحة لاستقبال السفن على مدار السنة مثل مينائي بنغازي وطرابلس وغيرهما، وتمثل الموانئ منافذ تجارية مع العالم الخارجي لأقطار أفريقية كالنيجر وتشاد ومالي. وتتميز ليبيا بقربها من الأسواق السياحية الرئيسية المتمثلة في دول أوروبا الغربية، كما تتميز بارتباطها بدول الجوار من خلال شبكة من الطرق تسهل الوصول إليها.
الموارد الطبيعية
تمتلك ليبيا مخزونا احتياطيا هائلا من الثروات الطبيعية، كالنفط والغاز والذهب واليورانيوم والجبس والمنغنيز والألمنيوم والغرانيت. وهي الأولى عربيا من حيث احتياطي النفط الصخري والخامسة عالميا، كما تحتل المرتبة الثانية أفريقيا في احتياطي الغاز.
وتمتلك احتياطات ضخمة من خام الحديد تصل إلى 3.5 مليارات طن، بالإضافة إلى امتلاكها مواد طبيعية نادرة عادة ما تدخل في الصناعات الجوية والتكنولوجيات الدقيقة "نانو تكنولوجي" التي تتهافت عليها مختلف مراكز البحث العالمية، وشركات تصنيع الطائرات المدنية والحربية، وحتى وكالات الفضاء الدولية.
المناخ
يتصف مناخ ليبيا في معظمه بمناخ الصحراء المدارية، إذ يغلب عليه الجفاف، مع اختلاف كبير في درجة الحرارة، ويغلب على الجزء الشمالي مناخ البحر الأبيض المتوسط، ويسود المناخ الصحراوي في الجنوب، ويختلف الأمر في منطقة الجبل الأخضر شرق البلاد، إذ لا تتعدى درجة الحرارة 30 درجة مئوية صيفا، وتصل إلى درجة التجمد شتاء.
ويعد مناخ المنطقة الساحلية معتدلا شتاء، مع تساقط الثلوج في بعض المناطق المرتفعة أحيانا، أما فصل الصيف فهو حار نسبيا، وتبلغ درجة الحرارة أقصاها في أغسطس/آب مع ارتفاع الرطوبة التي تستمر حتى سبتمبر/أيلول على الشريط الساحلي، بسبب هبوب الرياح الرطبة من جهة البحر.
أما المنطقة الصحراوية فإنها تتميز بدرجات حرارة مرتفعة، إذ يزيد معدل درجة الحرارة العام على 30 درجة مئوية خلال فصل الصيف، ولا يتجاوز 5 درجات مئوية خلال فصل الشتاء، وقد تحدث عواصف مطرية وتتساقط الثلوج في بعض الأحيان.
وتهطل الأمطار في فصل الشتاء في معظم الأحيان، وتتميز طبيعتها بأنها من النوع الإعصاري، وتأتي مع المنخفضات الجوية التي تتكون على البحر الأبيض المتوسط، أو تغزوه من ناحية الغرب، وتنشأ نتيجة التقاء نوعين من الهواء أحدهما مداري قاري مصدره الصحراء الكبرى، والثاني قطبي بحري أو قاري قادم من ناحية الشمال.
السكان
يبلغ عدد السكان الإجمالي 6 ملايين و812 ألفا و341 نسمة، بنسبة نمو تصل إلى 1.1% وفق إحصاءات البنك الدولي عام 2022.
التوزيع العرقي
يتكون المجتمع الليبي في غالبه من العرب والأمازيغ بنسبة تصل إلى 97%، في حين لا تتجاوز العناصر الأخرى من يونانيين ومالطيين وأتراك ومصريين وباكستانيين وهنود وتونسيين 3% من مجموع السكان الكلي.
اللغة
تعد اللغة العربية اللغة الرسمية للبلاد، ويتحدث السكان اللهجة الليبية، كما يستخدم الأمازيغ لغتهم لا سيما في مناطق النطاق الجبلي شمال طرابلس، ويتكلم بعض الطوارق لغة خاصة يُطلق عليها "طيفيناغ" وكذلك يتحدث البعض لغة التبو.
واللغات الثلاث، الأمازيغية ولغة الطوارق والتبو، أصبحت تدرّس ضمن المناهج الدراسية للبلاد، بموجب قانون أصدره المؤتمر الوطني العام عام 2013، باعتبارها من المكونات اللغوية والثقافية للمجتمع الليبي، ومُنح الناطقون بها أحقية تعلمها ضمن المناهج الدراسية للبلاد بصورة اختيارية.
الديانة
يشكل المسلمون الغالبية العظمى من السكان بنسبة تبلغ 96.6% وتصل نسبة المسيحيين إلى 2.7%، مع عدد قليل جدا من أتباع ديانات أخرى كالبوذيين بنحو 0.3% والهندوس 1%، واليهود أقل من 1%، فضلا عن ديانات أخرى.
التسمية
يعود اسم ليبيا إلى اللفظ الإغريقي "ليبي"، وهو الاسم الذي أطلقه المستوطنون الإغريق على المنطقة الواقعة غربي وادي النيل، وتقول عنه الأسطورة "إنه كان اسما لزوجة الإله بوسيدون إله البحار".
وتاريخيا، فإن هذا الاسم مستمد من اسم قبيلة "ليبو" المذكورة في المصادر المصرية التي كانت تقيم في منطقة برقة، ثم أطلق اليونانيون والكتّاب القدماء هذه التسمية على القارة الأفريقية ككل.
وعقب الاستقلال عام 1951 أصبحت البلاد تعرف باسم "المملكة الليبية المتحدة"، ثم عدّل ليصبح "المملكة الليبية" عام 1963، وبعد الانقلاب الذي قاده الرئيس السابق معمر القذافي عام 1969 أُطلق عليها "الجمهورية العربية الليبية".
ثم غيّر القذافي الاسم إلى "الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية" عام 1977، وأضاف إليه "العظمى" بعد الغارة الجوية التي قامت بها الولايات المتحدة على ليبيا عام 1986.
وفي عام 2013 أقر المؤتمر الوطني الليبي العام تغيير اسم البلاد رسميا إلى "دولة ليبيا"، ويستهدف التغيير الإلغاء النهائي للتعامل بالاسم الرسمي الذي كان ساريا في عهد القذافي.
التاريخ
تشير المخلفات الأثرية إلى وجود حضارة قامت في منطقة طرابلس في العصر الحجري القديم، وكذلك ظهرت مثلها في منطقة برقة. وقد اتخذ تاريخ ليبيا القديم مسارين مختلفين تبعا للإقليمين اللذين يشكلان رقعة ليبيا، فارتبطت منطقة برقة تاريخيا وحضاريا بمصر القديمة وبالإغريق الذين استوطنوها، وارتبطت منطقة طرابلس بالمغرب العربي وبقرطاجة وحضارتها.
ويمكن إضافة منطقة ثالثة هي واحة فزان في الجنوب الغربي من ليبيا، والتي استوطنتها قبائل الغرامنتيّين، نحو القرن العاشر قبل الميلاد وأقاموا حضارة عريقة فيها.
أما غرب ليبيا، فقد امتدت سيطرة الفينيقيين إليها بعد أن دخلوا تونس وأنشؤوا مدينة قرطاج عام 813 قبل الميلاد، وبالتالي توسعوا ليشكلوا إمبراطورية امتدت على غرب ليبيا وساحل الجزائر والمغرب، واستطاعوا إقامة عدد من المراكز التجارية التي تطورت إلى مدن مزدهرة على الشواطئ الليبية.
وبقي هذا الإقليم مرتبطا بقرطاجة حتى نهاية الحرب البونية الثانية عام 201 قبل الميلاد، حينها بدأ الملك النوميدي ماسينيسا بانتزاعه من القرطاجيين بدعم من الرومان، وبعد أن قضى على الملك النوميدي يوغورتا عام 105 قبل الميلاد، ضُمّ الإقليم إلى ولاية أفريكا تحت السيطرة الرومانية المباشرة.
وفي عام 285 م صار الإقليم يشكل ولاية رومانية مستقلة باسم "الطرابلسية"، ثم غزا الفاندال شمالي أفريقيا واحتلوا قرطاجة، ومدوا سلطتهم شرقا لتشمل الولاية الطرابلسية عام 431 م.
وأما إقليم برقة فقد غزاه الإغريق عام 631 قبل الميلاد واستقروا على سفوح الجبل الأخضر وأسسوا مستعمرة قورينة، التي أعطت اسمها للإقليم في العصور الكلاسيكية فعُرف باسم قورينايكه، ثم ازداد عدد المهاجرين اليونان الذين استقروا في المنطقة وبنوا عدة مدن.
وفي عام 525 قبل الميلاد اعترف الإقليم بالسيادة الفارسية ثم بالسيادة المقدونية بعد احتلال الإسكندر الأكبر لمصر عام 331 قبل الميلاد، وبعد موت الإسكندر بسط "بطلميوس" سيطرته على الإقليم، وعين عليه ابن زوجته ماغاس الذي أعلن استقلاله عن البطالمة.
أعقبت ذلك فترة تقلبت فيها المنطقة بين التبعية والاستقلال إلى حين بدأت سيطرة روما عام 96 قبل الميلاد.
وقد تمكنت القوات البيزنطيّة من السيطرة على برقة عام 305 م، وذلك بالتزامن مع انقسام الإمبراطورية الرومانية إلى بيزنطية وغربية، وبدأت الدولة البيزنطية بتوسيع نفوذها وإحكام سيطرتها على ليبيا فهاجمت الفاندال في طرابلس، وتمكنت من احتلالها عام 534 م، وأصبحت عموم المناطق الليبية تحت الحكم البيزنطي حتى عام 644 م في طرابلس، وعام 643 م في برقة.
الحكم الإسلامي
كانت شعوب شمال أفريقيا تعاني من أوضاع أمنية وسياسية مزرية عشية الفتح الإسلامي لشمال أفريقيا، بسبب الحروب الطويلة التي شنتها القبائل ضد الحكم البيزنطي وتسببت في إنهاك قواها، وكان الأمازيغ كارهين لحكم البيزنطيين لتعسفهم في جباية الضرائب.
وحين فتح القائد عمرو بن العاص مصر، أدرك أن الوجود البيزنطي في معاقل برقة وطرابلس قد يكون مدعاة لخطوة عسكرية مضادة من قبلهم، فأرسل قائده عقبة بن نافع في أولى حملاته العسكرية للوقوف على الأوضاع العامة في تلك المناطق وضمها للمسلمين.
استطاع المسلمون مصالحة قبائل الجنوب الليبي في زويلة ومناطق فِزان، كما صالحوا برقة عام 642 م، وسيطر عمرو بن العاص على ثلثي مساحة ليبيا سلما، ثم أخضع المناطق التي واجه فيها بعض المقاومة، وبحلول عام 644 م، كانت ليبيا بأقاليمها تابعة للدولة الإسلامية.
اضطربت الأوضاع الداخلية في ليبيا بسبب الفراغ السياسي وانشغال المسلمين بعد استشهاد الخليفة عثمان بن عفان، ولما استقام الأمر لمعاوية بن أبي سفيان وجه إليها حملة عسكرية بقيادة عقبة بن نافع، وبعد أن استقرت الأوضاع، رأى معاوية أن تكون أفريقيا ولاية مستقلة عن ولاية مصر تضمّ معظم ليبيا وتونس وشرق الجزائر.
وبعد وفاة يزيد بن معاوية انشغلت الدولة بانتقال الحكم من البيت السفياني إلى البيت المرواني، فأغار البيزنطيون على برقة، وتمكنوا من استعادة سيطرتهم على أفريقيا، وبقيت الأوضاع السياسية غير مستقرة إلى أن تولى عبد الملك بن مروان، واستطاع المسلمون استرجاع القيروان سنة 693 م.
مع بداية القرن الثامن الميلادي تعرّضت ليبيا والشمال الأفريقي عموما إلى سلسلة من الثورات، وتغلّب عبد الرحمن بن حبيب حفيد عقبة بن نافع على ولاية أفريقيا، في الوقت الذي كانت تواجه فيه جيوش الأمويين في الشرق هزائم متلاحقة أمام دعاة بني العباس. واقتسم ابن حبيب مع أشقائه السيطرة على ولاية أفريقية.
ولم تستمر دولتهم طويلا فانتهت عام 757 م، وخضعت طرابلس ثم برقة لنفوذ الإباضيين، وحين تولى أبو جعفر المنصور سدّة الحكم سيّر عدة جيوش إلى طرابلس والقيروان وتمكّن من إخضاع الولاية من جديد للسيطرة العباسية.
وفي بداية القرن التاسع الميلادي أصبحت الولاية تابعة لدولة الأغالبة التي كانت تتمتع بحكم ذاتي، مع تبعية شكلية للدولة العباسية، تتمثل في ذكر اسم الخليفة في خطب الجمعة والاعتراف بسلطته الدينية.
ثم أقام الفاطميون دولتهم في تونس عند بداية القرن العاشر الميلادي وأخذوا يتوسعون شرقا، واستولوا على برقة وقسموا ليبيا إلى عمالتين: طرابلس وسرت. ثم تمرد آل زيري على الفاطميين في تونس وأعلنوا ولاءهم للعباسيين، وضموا ليبيا إلى ملكهم حتى بداية القرن الـ11 الميلادي.
وفي هذه الآونة استولت قبيلة زناتة على طرابلس، لتستمر سيادتها عليها حتى سنة 1145 م، وبقيت برقة تحت سيطرة الفاطميين إلى أن تمكّن أحد الثوار من طرد عاملها والاستيلاء عليها بمساعدة الزناتيين الذين دخلوها بالتزامن مع هجرة قبائل بني هلال وبني سليم وبني زغبة.
وقد استغل النورمانديون هذه الفوضى فاستولوا على ساحل ليبيا بقيادة روجر الثاني حاكم صقلية، واستقروا في بعض المواقع إلى أن استنقذها الموحدون سنة 1159 م، فخضعت ليبيا في جزئها الغربي لدولة الموحدين، وللأيوبيين في المناطق الشرقية.
وفي النصف الأول من القرن الـ13 الميلادي، تمكّن الحفصيون من إنشاء دولتهم في تونس واستطاعوا ضم كامل الأراضي الليبية إليهم. وفي عام 1510 م تعرضت ليبيا للعدوان من جانب الإسبان الذين احتلّوا طرابلس، لكن إسبانيا لم تتمكن من فرض نفوذها على الساحل الليبي فعليا، فسلم الإمبراطور شارلكان طرابلس إلى فرسان القديس يوحنا سنة 1530 م، واستمر هؤلاء فيها إلى أن طردهم العثمانيون منها سنة 1551 م.
وقد شمل الحكم العثماني كافة أقاليم ليبيا، ولكن لم يمض قرن من الزمان حتى بدأ الضعف يدب في أوصال الدولة العثمانية، ومرت ليبيا بأوقات عصيبة نتيجة لاضطراب الأمن وعدم الاستقرار، وفي سنة 1711 م قاد أحمد القره مانلي ثورة شعبية أطاحت بالوالي العثماني، ووافق السلطان على تعيينه باشا على ليبيا ومنحه قدرا كبيرا من الحكم الذاتي.
واستمرت الدولة المانلية في حكم ليبيا حتى عام 1835 م، إذ قرر السلطان محمود الثاني التدخل مباشرة وأعاد سلطته وحكمه على ليبيا.
الاستعمار
دخلت القوات الإيطالية ليبيا عام 1911، وحاولت الدولة العثمانية الدفاع عن ليبيا ولما وجدت نفسها غير قادرة على حمايتها، وقعت معاهدة "أوشي" في 18 أكتوبر/تشرين الأول 1912، تنازلت بموجبها عن حقوقها في حكم ليبيا وكان هذا الاتفاق إنهاء لحكم استمر نحو 360 عاما.
في ذلك الوقت أدرك الليبيون أن عليهم أن يعتمدوا على أنفسهم، فنظموا صفوفهم وبدؤوا بحركة مقاومة واسعة ضد الاستعمار، واشتدت مقاومة الليبيين للقوات الإيطالية، مما حال دون تجاوز سيطرة الإيطاليين المدن الساحلية.
ولما دخلت إيطاليا الحرب العالمية الأولى عام 1915، انضم أحمد الشريف، الذي كان يتولى قيادة المقاومة ضد الغزو الإيطالي في برقة، إلى جانب العثمانيين ضد الحلفاء، ولكن بعد هزيمة قواته تنازل عن الزعامة لإدريس السنوسي، وقاد الجهاد حينئذ عمر المختار وعدد من مشايخ القبائل العربية في منطقة الجبل الأخضر، وفي المنطقة الوسطى قاد الجهاد مجموعة من مشايخ القبائل أمثال حمد سيف النصر، وفي المنطقة الغربية قاد الجهاد مجموعة من الزعماء منهم رمضان السويحلي وأحمد المريض وعبد النبي بلخير.
وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية عام 1939، حاول الليبيون اغتنام الفرصة من أجل مواجهة قوات الاحتلال الإيطالي، وذلك بمساندة الجيوش البريطانية والفرنسية، للحصول على الاستقلال؛ إلا أن إيطاليا انسحبت من ليبيا بعد انتصار قوات الحلفاء، ووجدت ليبيا نفسها تحت سيطرة بريطانيا في إقليمي برقة وطرابلس في الشمال وفرنسا في إقليم فزان ناحية الجنوب.
وبدأ الليبيون خوض غمار النشاط السياسي من خارج ليبيا وداخلها، وتمثل ذلك في جمعيات وأحزاب وهيئات ومنظمات رافعت كلها لصالح الوحدة الوطنية والاستقلال وأدى هذا النشاط وتضافر الجهود إلى الدفع بالقضية الليبية إلى منبر الأمم المتحدة.
ونتيجة للمفاوضات المضنية من قبل وفد من أحرار ومناضلي ليبيا للمطالبة بوحدة واستقلال ليبيا، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949 القرار رقم (289) الذي يقضي بمنح ليبيا استقلالها في موعد لا يتجاوز الأول من يناير/كانون الثاني 1952.
الاستقلال
عام 1950 تكونت جمعية تأسيسية من 60 عضوا، يمثلون أقاليم ليبيا الثلاثة، وفي 29 مارس/آذار 1951 أعلنت الجمعية التأسيسية عن تشكيل "حكومة اتحادية مؤقتة" لليبيا في طرابلس برئاسة محمود المنتصر. ونُقلت السلطة إلى الحكومة الاتحادية والحكومات الإقليمية في 12 أكتوبر/تشرين الأول 1951، باستثناء ما يتعلق بأمور الدفاع والشؤون الخارجية والمالية التي نقلت بعد شهرين.
وتم إعلان الدستور وقيام دولة على أساس نظام فدرالي يضم 3 ولايات هي طرابلس وبرقة وفزان، واختير إدريس السنوسي ملكا لـ"المملكة الليبية المتحدة" في 24 ديسمبر/كانون الأول 1951. وفي 26 أبريل/نيسان 1963 تم تعديل الدستور وتأسست "المملكة الليبية "وذلك بعد إلغاء النظام الاتحادي، واستمرت المملكة حتى الانقلاب الذي قاده معمر القذافي في الأول من سبتمبر/أيلول 1969، وأنهى حكم الملك إدريس الأول وأعلن قيام "الجمهورية العربية الليبية".
وفي عام 1969 وقعت ليبيا ومصر والسودان معاهدة طرابلس الرامية إلى مشروع وحدة لم يتحقق بين ليبيا والسودان ومصر، وفي عام 1971 اتفقت ليبيا وسوريا ومصر على الوحدة وإعلان "الجمهورية العربية المتحدة" في الأول من يناير/كانون الثاني 1972، وكان نشوب حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 بين إسرائيل ومصر نهاية لمشروع الوحدة.
وخلال 20 عاما حاول القذافي تأسيس عدد من مشاريع الوحدة مع دول عربية أو أفريقية، وقّع 8 مشاريع وحدة لم تطبق، أو دامت لفترات وجيزة. كما عمل على تحويل النظام السياسي في ليبيا من النظام الجمهوري إلى النظام الجماهيري في الثاني من مارس/آذار 1977، وتم الإعلان عن قيام "الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية" الذي يتولى فيها الشعب "السلطة مباشرة"، وأقيم "المؤتمر الشعبي العام" بمنزلة برلمان و"اللجنة الشعبية العامة" بمنزلة حكومة مكلفة بتنفيذ تعليمات المؤتمر العام.
وعانت ليبيا في عهد القذافي من علاقات متوترة مع دول الجوار، وقُطعت العلاقات الليبية البريطانية عام 1984 إثر مقتل شرطية بريطانية بطلقة نارية أمام السفارة الليبية مما أدى إلى طرد 30 موظفا ليبيا من السفارة.
كما شهدت العلاقة مع الولايات المتحدة صدامات حادة أدت إلى وضع ليبيا على القائمة السوداء لدى أميركا عام 1977، وحظرت الولايات المتحدة الصادرات إلى ليبيا باستثناء الغذاء والدواء عام 1982، ومنعت توريد النفط الليبي إلى أراضيها. وفي عام 1986 شنت القوات الجوية الأميركية غارات على طرابلس وبنغازي وتسببت في مقتل 44 شخصا بينهم ابنة القذافي بالتبني، انتقاما لعملية إرهابية وقعت في برلين الغربية، وعقب تفجير طائرة "لوكربي" الأميركية عام 1988 أسقط سلاح الجو الأميركي طائرتين ليبيتين في خليج سرت.
وفي عام 1989 انفجرت طائرة "يو تي إيه" الفرنسية في أجواء النيجر واتُهم النظام الليبي بتدبير الحادث، وساءت نتيجة لذلك العلاقات الفرنسية-الليبية.
وفي عام 1992 فرض مجلس الأمن الدولي حظرا جويا على ليبيا، وأصدر القرار (883) عام 1993، الذي شدد العقوبات على ليبيا وجمد الأموال الليبية في المصارف الخارجية كما شدد الحظر على النفط الليبي.
وحين تعهدت ليبيا بدفع تعويضات لأسر ضحايا طائرة لوكربي، صوت مجلس الأمن الدولي عام 2003 على قرار يقضي برفع العقوبات المفروضة على ليبيا، كما تعهدت ليبيا بتقديم تعويضات إضافية لضحايا الطائرة الفرنسية ومن ثم بدأت العلاقات الرسمية الليبية مع أميركا ودول أوروبا بالاتجاه نحو الانفراج.
الثورة
تزامنا مع اشتعال الربيع العربي، اندلعت المظاهرات الليبية ضد نظام القذافي في 17 فبراير/شباط 2011 في بنغازي، واتسع نطاقها حتى شملت جميع أنحاء البلاد منها العاصمة طرابلس، وتحول الحراك السلمي إلى ثورة مسلحة استمرت نحو 7 أشهر.
وتُوج الحراك بإعلان الثوار في 26 فبراير/شباط 2011 تشكيل "المجلس الوطني الانتقالي" وتولى وزير العدل المستقيل مصطفى عبد الجليل رئاسته، واعترف به عدد من دول العالم كفرنسا وبريطانيا وقطر والاتحاد الأوروبي وأميركا. وبعد حصوله على ضوء أخضر من الأمم المتحدة، بدأ تحالف بقيادة واشنطن وباريس ولندن قصفا جويا كثيفا على مقار القوات التابعة للقذافي ثم انتقلت قيادة العملية إلى حلف شمال الأطلسي.
وفي 20 أكتوبر/تشرين الأول 2011، أُعلن مقتل القذافي بعد أسره من قبل ثوار ليبيا في مدينة سرت مع وزير دفاعه أبو بكر يونس وابنه المعتصم، وتم القبض على ابنه سيف الإسلام لاحقا، وبذلك أسدل الستار على نظام القذافي الذي حكم مدة 42 سنة.
وشهدت ليبيا أولى الانتخابات التشريعية بعد 4 عقود من حكم القذافي في السابع من يوليو/تموز 2012، وصوّت الليبيون لاختيار أعضاء المؤتمر الوطني العام "البرلمان" الذي تسلم صلاحيات "المجلس الوطني الانتقالي" بعد شهر على انتخابه.
وفي مايو/أيار2014 أعلن اللواء المتقاعد خليفة حفتر بدء عملية ضد جماعات مسلحة في شرق ليبيا، وانضم ضباط من المنطقة الشرقية إلى صفوف "الجيش الوطني الليبي" الذي شكله وأصبحت ليبيا ساحة قتال.
لكن ائتلاف "فجر ليبيا" الذي ضم كثيرا من الفصائل المسلحة، سيطر على العاصمة طرابلس في نهاية أغسطس/آب 2014، وبعد أسابيع من المعارك الدامية، أعاد إحياء "المؤتمر الوطني العام"، وهو البرلمان المنتهية ولايته، وتم تشكيل حكومة فضلا عن حكومة أخرى انبثقت عن البرلمان الذي استقر في شرق البلاد، وأصبح في ليبيا برلمانان وحكومتان.
وفي العام 2015، رعت الأمم المتحدة اتفاقا بين الأطراف الليبية، عرف بـ"اتفاق الصخيرات" ونتج عنه تشكيل حكومة وفاق وطني، لكن الصراع لم ينته، وانتقل رئيس حكومة الوفاق إلى طرابلس، في حين بقي حفتر والحكومة التي يدعمها في الشرق.
واستمر خليفة حفتر بحشد قواته ومحاربة الفصائل في بنغازي ومناطق أخرى بين عامي 2016 و2019، وتوجه أولا إلى الجنوب بعد ذلك نحو العاصمة طرابلس حيث واجه مقاومة شديدة، بينما شنت القوات الموالية لحكومة الوفاق هجوما على معاقل حفتر في الغرب.
وخلال هذه السنوات تحولت ليبيا إلى مسرح للتدخلات الأجنبية، ودعمت الدول الخارجية أحد الأطراف المتنازعة على السلطة وأعلنت تركيا عن نشر قواتها في طرابلس دعما لحكومة الوفاق عام 2020.
وفي 23 أكتوبر/تشرين الأول 2020، وقّع طرفا النزاع اتفاقا لوقف دائم لإطلاق النار "بمفعول فوري" بعد محادثات استمرت 5 أيام في جنيف برعاية الأمم المتحدة، كما أطلقت الأمم المتحدة حوارا جديدا في ليبيا تحت اسم "ملتقى الحوار السياسي الليبي" لإنهاء الأزمة السياسية في ليبيا.
وانتخب المشاركون في الحوار، خلال اجتماعات جنيف برعاية الأمم المتحدة في فبراير/شباط 2021 عبد الحميد محمد الدبيبة رئيسا للحكومة الانتقالية، إلى جانب مجلس رئاسي مكون من 3 أعضاء، وحدد تاريخ 24 ديسمبر/كانون الأول 2021 موعدا لإجراء انتخابات جديدة، لكن الانتخابات تأجلت لعدم الاتفاق على قاعدة دستورية لإجرائها، وعاد الوضع في ليبيا من جديد إلى مرحلة الانقسام والصراع السياسي-العسكري.
وظلت البلاد تشهد حالة من عدم الاستقرار الأمني، وأزمة سياسية تتمثل في صراع بين حكومة كلفها مجلس النواب مطلع عام 2022 برئاسة فتحي باشاغا، وحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة تُكلف من قبل برلمان جديد منتخب.
الاقتصاد
- إجمالي الناتج المحلي: 45.75 مليار دولار (عام 2022 وفق البنك الدولي).
- نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي: 6716.1 دولارا. (عام 2022 وفق البنك الدولي).
- نمو إجمالي الناتج المحلي: -1.2% سنويا (عام 2022 وفق البنك الدولي).
- إجمالي البطالة: 20.7% سنويا (عام 2022 وفق البنك الدولي).
يشكل قطاع النفط العمود الفقري للاقتصاد الليبي، إذ يعتمد عليه بصورة رئيسية، مما يعني أن إيرادات ليبيا من النفط وصادراته تشكل مصدر الثروة الرئيسي للدولة.
وفي نهاية عام 2021 حلت ليبيا ضمن أكبر 10 بلدان من حيث احتياطيات النفط والغاز الطبيعي المؤكدة على مستوى العالم، لامتلاكها نحو 3% من هذه الاحتياطيات، وفي عام 2021 استوردت أوروبا نحو 71% من صادرات ليبيا من النفط الخام والمكثفات، وفق مؤشرات البنك الدولي.
وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا في 13 أغسطس/آب 2023 أن إجمالي إيراداتها من مبيعات النفط الخام والغاز والمكثفات والمنتجات النفطية البتروكيميائية في الربع الثاني من العام 2023 قد تجاوزت 5 مليارات دولار.
ولكن الثورة الليبية عام 2011 جعلت إنتاج البلاد من النفط يقل كثيرا عن طاقتها الإنتاجية، ويسهم الطعن في شرعية المؤسسات والقيادة السياسية بشكل كبير في حالة انعدام الأمن والخسائر الاقتصادية.
وقد تضرر الاقتصاد الليبي جراء الثورة وتداعيات جائحة كورونا والحرب الروسية على أوكرانيا، وسبب الوضع الداخلي غير المستقر آثارا سلبية على الحياة الاقتصادية والاجتماعية، إذ انخفض نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي بنسبة 50% بين عامي 2011 و2020.
وتشير تقديرات خبراء البنك الدولي إلى أن الاقتصاد الليبي انكمش بنسبة 1.2% عام 2022 بسبب الحصار المفروض على إنتاج النفط خلال النصف الأول من العام، كما ارتفعت معدلات البطالة، وبلغ معدلها الرسمي 19.6%، ويعمل أكثر من 85% من العاملين في القطاعين العام وغير الرسمي.
وزادت إيرادات المالية العامة بنسبة 16% عام 2022، مدفوعة بارتفاع عائدات النفط التي تشكل 97% من إيرادات المالية العامة، وتشير النتائج الرئيسية عام 2022، وفق صندوق الأمم المتحدة للسكان، إلى أن هناك نحو 804 آلاف شخص صنفوا أشخاصا بحاجة إلى مساعدات إنسانية، منهم المهاجرون 28.8% والنازحون 16.4% والعائدون 14.3%.
أبرز المعالم في ليبيا
شكلت ليبيا موطنا لحضارات عريقة غارقة في القدم، وعلى أرضها توجد مواقع أثرية ومدن تاريخية شاهدة على تلك الحضارات التي قامت في المنطقة، كالحضارة الفينيقية والإغريقية والرومانية والبيزنطية والإسلامية، إضافة إلى الحضارات المحلية للسكان الأصليين.
- قوس ماركوس أوريليوس: يقع في مدينة طرابلس وقد بُني عام 163 م، تخليدا لذكرى الإمبراطور ماركوس أوريليوس، ويعد القوس الأثري الروماني الوحيد المتبقي في مدينة طرابلس.
- موقع لبدة الأثري (لبتس ماغنا): ويقع في مدينة لبدة الكبرى، وهي من أهم المدن التاريخية في ليبيا وكانت إحدى أجمل حاضرات الإمبراطورية الرومانية بعد أن جمّلها وكبّرها "سيبتيموس سيفيروس" وتشتهر بنصبها العامة الكبيرة ومرفئها الاصطناعي وسوقها ومخازنها، وأحيائها السكنية. وقد ضُمت لقائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1982.
- موقع شحات قورينة الأثري: كانت شحات مستعمرة للإغريق، وكانت إحدى مدن العالم الهلّيني الأساسية، ثم تحولت إلى مدينة رومانية، وظلت عاصمة كبيرة حتى زلزال عام 365 م، وتضم المدينة آثارا عمّرت نحو ألف عام. وقد أضيف إلى قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1982.
- موقع سبارطة الأثري: كانت سبارطة مركزا تجاريا فينيقيا لمرور منتجات أفريقيا الداخلية، وشكلت جزءا من المملكة النوميدية في ماسّينيسّا، قبل أن تتحول إلى مدينة رومانية، ويعاد بناؤها في القرنين الثاني والثالث الميلادي. وقد ضُمت لقائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1982.
- مواقع تادرارت أكاكوس الصخرية: تقع على حدود طاسيلي ناجر الجزائرية، وهو مرتفع صخري غني بآلاف الرسوم الصخرية ذات الأساليب المختلفة كليا، والتي يعود أقدمها إلى 21 ألف عام قبل الميلاد تقريبا، ويمكن اعتبار أن أحدثها يرقى إلى القرن الأول الميلادي، وتعكس هذه الرسوم التغيرات العميقة التي طرأت على الثروة الحيوانية والنباتية، وكذلك أنماط الحياة المتنوعة للشعوب التي توالت على هذا الجزء من الصحراء الكبرى. وقد ضُمت لقائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1985.
- مدينة غدامس القديمة: هي إحدى أقدم المدن التي قامت في حقبة ما قبل الصحراء، وهي بلدة قديمة يعود تاريخها إلى العصر الروماني، إذ وجد فيها منحوتات ونقوش حجرية تدل على وجود حياة في هذه المنطقة منذ 10 آلاف سنة، وقد بنيت في واحة وسميت "لؤلؤة الصحراء".
وبيوتها لها بنية نموذجية، إذ تأتي بشكل عمودي، ويستخدم الطابق الأرضي لتخزين المواد الأساسية والطابق الأول لسكن العائلة، وخصص السطح المفتوح للنساء، وتسمح الممرات التي تربط أسطح البيوت ببعضها بتنقل النساء بكل حرية وتحجبها عن أنظار الرجال، كما تتوفر المدينة على شبكة من الممرات تحت الأرض تسمح بتنقل الأهالي. وقد ضُمت لقائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1986.
- مدينة أبولونيا "مدينة سوسة": مدينة أثرية قديمة تقع في منطقة الجبل الأخضر، تأسست على يد اليونانيين، لتصبح لاحقا واحدة من أهم المراكز التجارية على الساحل الجنوبي للبحر المتوسط.
- قصر ليبيا (ثيودورياس): مدينة قديمة تقع في منطقة الجبل الأخضر تأسست عام 539 م على يد الإمبراطورة البيزنطية ثيودورا، ومن آثار المدينة الباقية كنيستان تعودان إلى تلك الفترة.
- مدينة قرزة: مدينة أثرية في منطقة مصراتة يرجع تاريخ تأسيسها إلى العهد الروماني في القرن الثاني الميلادي، في عصر الإمبراطور سبتيموس سيفيروس، وتضم آثار المدينة الباقية مقبرتين، هما المقبرة الشمالية والمقبرة الجنوبية.
- مدينة طلميثة "بتوليمايس": مدينة أثرية في شمال شرق ليبيا، وواحدة من المدن الخمس الليبية التي أسسها الإغريق في شرق ليبيا، ازدهرت في العصر الروماني وأصبحت في عهد الإمبراطور ديوكلتيانوس عاصمة إقليم برقة.