الفاتيكان.. المدينة الدولة

الفاتيكان أصغر دولة في العالم من حيث المساحة وتعداد السكان، تقع في قلب العاصمة الإيطالية روما. أدرجت عام 1984 على قائمة التراث العالمي التي تصدرها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، تثمينا لرمزيتها بصفتها مركزا روحيا للكنيسة الكاثوليكية، إذ تعتبر مقرا للقيادة البابوية، أعلى سلطة دينية عند الكاثوليك.

تتميز الفاتيكان بمعالمها التاريخية والدينية الهامة، مثل كاتدرائية القديس بطرس وساحة القديس بطرس، إضافة إلى متاحف الفاتيكان التي تحتوي على مجموعة من أروع الأعمال الفنية في العالم.

تُحيط بالفاتيكان أسوار تاريخية بُنيت في فترة العصور الوسطى لحمايتها وتعزيز تحصيناتها.

المعلومات الأساسية

اسم البلاد: دولة مدينة الفاتيكان، وقد اشتق اسم البلاد من مستوطنة إتروسكية في شبه الجزيرة الإيطالية تسمى "فاتيكا" أو "فاتيكوم".

الاسم المختصر: الفاتيكان

العاصمة: الفاتيكان

المساحة: تبلغ مساحة الفاتيكان 0.44 كيلومترا مربعا (44 هكتارا).

اللغة: نظرا لكونها دولة متعددة الأعراق، لا تحدد القوانين السارية في الفاتيكان لغة رسمية للدولة. إلا أن اللغة اللاتينية تعتبر اللغة الرسمية للكرسي الرسولي، وتستخدم في إصدار جميع الوثائق والمعاهدات. بينما تستخدم اللغة الإيطالية بشكل واسع في الحياة اليومية.

تاريخ الاستقلال: تأسست الفاتيكان يوم 11 فبراير/شباط 1929، وأعلنت عن سيادتها أربعة أشهر بعد ذلك، عقب اتفاقيات "لاتران" التي تم توقيعها يوم 7 يونيو/حزيران 1929، بين الكرسي الرسولي والمملكة الإيطالية، حصلت بموجبها دولة الفاتيكان على استقلالها من إيطاليا.

إعلان

تم توقيع الاتفاقيات الثلاث في قصر "لاتران" بين الحكومة الإيطالية التي كانت آنذاك تحت قيادة بينيتو موسوليني، وممثل البابا "بيوس الحادي عشر" الكاردينال "بيترو كاسباري".

نظمت هذه الاتفاقيات العلاقة بين الفاتيكان والدولة الإيطالية، ونصت على أن يكون الفاتيكان بحدوده الحالية، دولة مستقلة عن الدولة الإيطالية ويديرها البابا.

خريطة موقع مدينة الفاتيكان داخل روما في إيطالية

النظام السياسي

نظام بابوي ثيوقراطي مطلق، يتولى البابا بموجبه زعامة الكنيسة الكاثوليكية ووظيفة أسقف روما. يتم انتخابه في المجمع السري، الذي يتكون من جميع الكرادلة، الذين يعرفون باسم "أمراء الكنيسة". ويعد هذا المجمع أعلى هيئة استشارية في الكرسي الرسولي.

رغم تمتعه بصلاحيات غير محدودة في تدبير الشؤون الإدارية والسياسية والقانونية، إلا أن البابا لا يمارس أيا منها فعليا، حيث يفوض إدارتها لرئيس وزراء دولة الفاتيكان، المنصب الذي يشغله عادة كاردينال كنسي، يعينه البابا.

العملة

منذ عام 2000 صارت اليورو العملة الرسمية لدولة الفاتيكان، وقبل ذلك كانت تستخدم عملة خاصة بها تعرف باسم الليرة الفاتيكانية.

يتم التعامل باليورو في الفاتيكان بأوراق نقدية وقطع معدنية، غالبا ما تحمل صورة البابا يتم سكها في مصنع صغير مخصص لذلك.

الموقع

تعد الفاتيكان جيبا جغرافيا داخليا في قلب العاصمة الإيطالية روما، لا تزيد مساحتها عن 0.44 كيلومترا مربعا (44 هكتارا)، وتقع على الضفة الغربية لنهر "التيبر".

تُحيط بالفاتيكان أسوار تاريخية بنيت في العصور الوسطى بغرض حماية المدينة وتعزيز تحصيناتها. وتشكل هذه الأسوار حدود الدولة من كل الجهات، باستثناء الحدود الجنوبية الشرقية في ساحة القديس بطرس المفتوحة على مدينة روما.

الجغرافيا

في العصور القديمة، لم تكن الفاتيكان مأهولة بالسكان، وظلت جزءا من الضواحي المحيطة بمدينة روما، خلف التلال السبعة التقليدية التي تشكل حدود المدينة، على الضفة اليمنى لنهر التيبر.

إعلان

تقع الفاتيكان في شمال غرب روما، على بعد مئات الأمتار فقط من نهر التيبر. ويبلغ طول حدودها الإجمالي 3.2 كيلومترات، يحدها سور مفتوح على ساحة القديس بطرس في روما.

تم بناء السور الأول للفاتيكان لحماية ضريح القديس بطرس في عهد البابا ليون الرابع (847-855)، وأعاد البابا بولس الثالث (1534-1549) بناءه بالشكل الحالي. وقد شكل هذا السور الأساس الذي رسمت بموجبه حدود الفاتيكان الحالية في عام 1929، مع إضافة أجزاء صغيرة لتسوير المناطق الشمالية من المدينة.

الحدود بين ساحة القديس بطرس وروما هي المنطقة الوحيدة غير المحاطة بسور، وتم تحديدها بخط أبيض مرسوم على الأرض، ليفصل بذلك الفاتيكان عن روما. تعرف هذه المنطقة باسم ميدان البابا بيوس الثاني عشر.

ترتبط الفاتيكان بروما عبر طريق واحد هو شارع ديلا كونكيليازون، الذي يعبر نهر التيبر باتجاه ساحة القديس بطرس.

الفاتيكان ترتبط بروما عبر طريق واحد هو شارع ديلا كونكيليازون (شترستوك)

السكان

وفقا لأحدث الإحصاءات لعام 2025، يبلغ عدد سكان الفاتيكان حوالي 500 نسمة.

يتكون سكان الفاتيكان من رجال الدين والموظفين العاملين في الدولة وأفراد الحرس السويسري المكلفين بتأمين الحماية للبابا.

يحمل معظم السكان جنسية الفاتيكان، التي تمنح فقط للعاملين في الدولة وتنتهي بانتهاء عملهم، ليحملوا بعدها بشكل تلقائي الجنسية الإيطالية، كما تنص على ذلك اتفاقيات "لاتران".

التاريخ

القرون الأولى

في عصر الإمبراطورية الرومانية، وفي القرن الأول بعد الميلاد، بنى الإمبراطور كاليغولا مسرحا خاصا استخدمه لتنظيم مباريات وتنفيذ أعمال عنف ضد المسيحيين، وانتشرت المقابر المخصصة لدفن ضحايا الإعدام العشوائي على مساحات شاسعة أثناء فترة هذه الاضطهادات.

بعد مرسوم ميلانو عام 313 م، الذي اعترف بالمسيحية دينا رسميا للإمبراطورية الرومانية، تغير الوضع وأصبحت للمسيحيين حقوق وخصصت لهم أبنية رسمية، بما في ذلك قصر "لاتران"، الذي قدمه الإمبراطور قسطنطين لأسقف روما.

إعلان

بعد ذلك شهد الموقع بناء أول كنيسة تكريما لأرواح المسيحيين، وخاصة القديس بطرس في عام 326 م.

الولايات البابوية

سيطر الفاتيكان على مناطق واسعة من شبه الجزيرة الإيطالية منذ القرن السادس، سميت ب"الولايات البابوية". نشأت هذه الولايات بسبب انتقال عاصمة الإمبراطورية الرومانية إلى القسطنطينية وضعف سيادتها في روما، إضافة إلى تملك الكنيسة مساحات شاسعة من الأراضي.

لم يتم تشكيل "الولايات البابوية" بشكل سلمي، بل كانت نتاجا لقتال دام اندلع بين البابا "غريغوري الثاني" والإمبراطور "ليون الثالث"، وانتهى لصالح البابا، الذي تمكن من صد هجوم الإمبراطورية الرومانية المقدسة وأبرم اتفاقا يضمن حياد الكرسي الرسولي، مما أدى إلى استقلال الولايات البابوية فعليا.

انهارت العلاقات بين الدولة البابوية والإمبراطورية الرومانية المقدسة في القرن الثامن، إذ شجع البابا "ستيفان الثاني" القائد الفرنسي "ببيان القصير" على خلع ملك فرنسا وتوجه "ببيان" إلى الشمال الإيطالي وبدأ حربا ضد الإمبراطورية.

في القرن الحادي عشر دعا البابا "أوربان الثاني" إلى الحملات الصليبية، مما زاد من هيبة البابا السياسية.

هذا ولم تكن الدولة البابوية قوية مركزيا في القرنين التاسع والعاشر، فشهدت جدالا بين البابوات وأباطرة الإمبراطورية الرومانية المقدسة حول زعامة العالم المسيحي استمر لفترات طويلة من الزمن.

بلغت هذه العلاقة ذروتها حين خلع الإمبراطور "أوتو" البابا "يوحنا الثاني عشر" وخليفته "بيندكت الخامس"، مما أدى إلى انقسام البابوية في القرن الرابع عشر إلى قسمين، أحدهما في روما والآخر في مدينة أفنيون جنوب فرنسا.

ساحة القديس بطرس الفارغة وسط الفاتيكان (شترستوك)

الانقسام الغربي

في الفترة بين عامي 1305 و1417م، اتخذ بعض البابوات مدينة أفنيون مقرا لهم، بينما ظل الآخرون في روما. وكان بابوات روما تحت سيطرة الأباطرة الرومانيين، مما أضعف موقعهم.

إعلان

رغم أن الولايات البابوية لم تحتل، إلا أنها أصبحت تابعة للإمبراطورية الرومانية المقدسة. شهدت تلك الفترة محاولات إصلاحية محدودة، أبرزها صدور "دستور الولايات البابوية" عام 1357.

حاول بعض بابوات أفنيون العودة إلى روما، مثل البابا "أوربان الخامس"، لكن الوحدة لم تكتمل.

ابتداء من عام 1378 م، وفي ظل حالة الاضطراب المستمرة، توالت محاولات السيطرة على الكرسي البابوي، مما أدى إلى فترة من الانشقاق سميت بـ"الجدل الكبير"، الذي انتهى عام 1417 بانتخاب البابا "مارتن الخامس"، واضعا الحد لقرن كامل من الانشقاق.

عصر النهضة

انتهت الخلافات السياسية وبدأت مرحلة جديدة من التطور الثقافي والعلمي. أسست الفاتيكان في تلك الفترة جامعات عديدة وافتتحت مكتبة الفاتيكان. وبدأت عملية بناء الفاتيكان أثناء حبرية البابا "يوليوس الثاني" واستكملها البابا "ليون العاشر" فيما بعد. كما شهد هذا العصر دعم الفاتيكان لأعظم فناني النهضة مثل ليوناردو دافينشي ومايكل أنجيلو. كما تميز برعاية العلوم وترجمة الكتب الفلسفية والعلمية.

ساهمت الفتوحات في إسبانيا واكتشاف العالم الجديد في تأمين الموارد المالية لعصر النهضة، مما حول المدن الإيطالية إلى مراكز ثقافية جاذبة. تطورت العلوم المختلفة تحت قيادة الفاتيكان، وشهدت تلك الفترة دعما كبيرا للفنون والعلوم من قبل البابوات.

رغم كل هذه الإنجازات، طفت على السطح بعض الانتقادات الأخلاقية لبعض البابوات. كما شهدت هذه الفترة ظهور الانشقاق البروتستانتي في ألمانيا وانعقاد مجمع ترنت الإصلاحي، مما أدى إلى مكافحة الفساد ومأسسة الكنيسة بشكل حديث، استنادا على الفلسفة، وخصوصا فلسفة أرسطو.

العصور الحديثة

كان للثورة الفرنسية ولحملات نابليون بونابرت أثر بليغ على الولايات البابوية والفاتيكان في القرن الثامن عشر. ورغم زوال هذا الخطر مع سقوط دولة نابليون عام 1816، إلا أن تنامي فكرة القومية الإيطالية أدى إلى إعلان المملكة الإيطالية الحرب على الفاتيكان عام 1870، واجتاحت القوات الإيطالية أراضي الولايات البابوية وفرضت الحصار على روما، مما أدى إلى ضم الدولة البابوية إلى المملكة الإيطالية.

إعلان

استمرت العلاقة بين الفاتيكان وإيطاليا بشكل غير منظم قانونا حتى عام 1929 حين أبرمت اتفاقيات "لاتران" التي نظمت التعاون بينهما.

أبرز المعالم

تتميز الفاتيكان بمواقع تاريخية ومعالم دينية، كما تحيط بها مبان عريقة، تجعل منها إحدى أهم الوجهات السياحية في أوربا والعالم.

  • كاتدرائية القديس بطرس

وضع البابا يوليوس الثاني الحجر الأساس لبناء الكاتدرائية في 17 أبريل/نيسان 1509، بعد هدم الكنيسة السابقة التي كانت مقامة فوق ضريح القديس بطرس، والتي كانت تعرف بالكنيسة القسطنطينية نسبة إلى الإمبراطور قسطنطين الذي بناها في القرن الثالث.

في البداية كلف الكرسي الرسولي المهندس براماتني بوضع مخططات الكاتدرائية الجديدة، ولكن وفاته في عام 1514 حالت دون استكماله العمل. لذلك، تم تشكيل لجنة من ثلاثة مهندسين هم "رافائيل" و"سانفالو" والراهب "غيوكوندو دافيرونا" لوضع مخططات جديدة للبناء.

تم الاتفاق على بناء الكاتدرائية على شكل صليب ضخم، ولكن وفاة "رافائيل" في عام 1520، والاضطرابات السياسية التي شهدتها روما عام 1536، حالت دون بدء العمل بشكل مباشر.

كاتدرائية القديس بطرس كانت تعرف بالكنيسة القسطنطينية نسبة إلى الإمبراطور قسطنطين الذي بناها (شترستوك)

بدأ تجهيز الأساس في عام 1538 واكتمل في أواخر 1539. ثم عين البابا "بولس الثالث" في عام 1546 الفنان والمهندس مايكل أنجيلو للعمل على المشروع، ونهى القسم الشمالي بما في ذلك صحن الكاتدرائية بالكامل، وبدأ في عام 1557 بوضع مخطط القبة.

بعد وفاته عيّن البابا "بيوس الرابع" المهندس جياكومو باروزي لاستكمال العمل، واستغرقت الدراسات الهندسية لبناء القبة الضخمة وقتا طويلا، حتى تم الاتفاق على طريقة ملائمة للبناء.

بدأ تنفيذ التصاميم في 15 يوليو/تموز 1588 خلال حبرية البابا "غريغوري الثالث عشر"، بإشراف المهندس "دومنيكو فونتانا"، ليكتمل البناء في 14 مايو 1590.

  • ساحة القديس بطرس والقصر الرسولي
إعلان

تقع ساحة القديس بطرس أمام الكاتدرائية مباشرة، وتتميز بشكلها البيضوي الكبير بعرض 240 مترا. أشرف المهندس "ماديرنو" على بناء جدران الساحة التي تأخذ شكل أربعة أروقة من الأعمدة الإغريقية، بينما صمم "برنيني" الساحة بأمر من البابا "ألكسندر السابع"، واستمر العمل بها بين عامي 1656 و1667.

طلب البابا "ألكسندر السابع" بناء الساحة بهذا الشكل رمزا لأمومة الكنيسة التي تضم جميع الأمم، ويعلو الجدار ستة وتسعون تمثالا تظهر قديسين.

تتوسط الساحة المرصوفة ببلاط غرانيتي أسود مسلة (برج حجري نحيف ينتهي برأس هرمي) بارتفاع 25.88 مترا، محمولة على ظهور أربعة أسود برونزية.

جلب الإمبراطور "كاليغولا" المسلة من مصر في القرن الأول، ثم نقلت بأمر البابا "سكتوس الخامس" عام 1586 إلى القصر "اللاتراني" قبل أن تستقر في موضعها الحالي على يد "دومنيكو فونتانا".

على جانبي المسلة، توجد نافورتان بارتفاع 14 مترا، اليمنى منهما بناها "فالتي ماديرنو" عام 1613، واليسرى شيدها "كارلو فونتانا" عام 1670.

على الرغم من أن الساحة تأخذ شكلا إهليلجيا، إلا أن الواقف بالقرب من الأعمدة والناظر إليها، تبدو له كأنها عمود واحد خلف صف مستقيم.

  • حدائق الفاتيكان

تقع "حدائق الفاتيكان" على الشمال الغربي من كاتدرائية القديس بطرس والقصر الرسولي، وتمتد داخل الأسوار التي بناها "بولس الثالث" لحماية المدينة. وهذه المنطقة ذات طابع خاص منذ القرون الأولى للمسيحية، إذ شهدت عمليات قتل ودفن للمسيحيين أثناء اضطهاد نيرون والاضطهادات التي تلته في روما.

أنشأ البابا "نيكولاس الثالث" هذه الحدائق عام 1279 بعد انتقاله إلى الفاتيكان بدلا من قصر "لاتران"، ثم أحاطها "بولس الثالث" بسور، وأعيد تصميمها في عهد البابا "يوليوس الثاني" في بداية القرن السادس عشر، وتم تعبيد ثلاث طرق رئيسية، زرعت فيها أشجار الصنوبر وأرز لبنان، ونصبت فيها عدد من الأعمال الفنية التي تعكس طابع عصر النهضة.

إعلان

تحتوي الحدائق على ضريح البابا "بيوس الرابع" وقصر البابا "ليو الثالث عشر"، إضافة إلى مزار "العذراء الحارسة" الذي بناه البابا "بندكت الخامس عشر" أثناء الحرب العالمية الأولى.

يتوسط الحدائق تمثال للقديس بطرس على قاعدة أسطوانية طويلة من صنع "فيليبو باسكاريني"، نصب إحياء لذكرى "المجمع الفاتيكاني" الأول عام 1870. كما يوجد برج "القديس يوحنا" الذي تقطن به الشخصيات الهامة التي تزور الفاتيكان.

تضم الحدائق أيضا عددا من الأبنية مثل مقر إذاعة الفاتيكان والأكاديمية البابوية للعلوم والكلية الإثيوبية والكلية التيتونية. وتحتوي على العديد من النوافير، أبرزها نافورة النسر ونافورة القربان الأقدس التي صنعها "ميترا بوسكو".

فرنسيس أثناء ترسيمه كاردينالًا في الفاتيكان على يد البابا يوحنا بولس الثاني عام 2001
فرنسيس أثناء ترسيمه كاردينالا في الفاتيكان على يد البابا يوحنا بولس الثاني عام 2001 (غيتي)

الاقتصاد

يتفرد اقتصاد الفاتيكان بخصائص لا توجد في أي دولة أخرى في العالم، فالقطاع الاقتصادي فيها غير تجاري، إذ تستخلص مداخيل الدولة من مساهمات تُعرف باسم "بنس بطرس" تدفعها الكنيسة الرومانية الكاثوليكية حول العالم، إضافة إلى أرباح بيع الطوابع البريدية والتذكارات السياحية، ورسوم دخول المتاحف، وبيع المطبوعات.

تتولى لجنة "الدائرة العادية لأملاك الكرسي الرسولي" إدارة الشؤون المالية، وتتمتع بسلطة شبه مطلقة، وهي لجنة تتألف من كرادلة ومستشارين ماليين وإداريين.

كما تدير لجنة أخرى تسمى "الدائرة الخاصة" الأموال التي دفعتها المملكة الإيطالية للكرسي الرسولي في عام 1920 بموجب اتفاقيات لاتران، مقابل تنازل البابا عن أراضيه للدولة الإيطالية.

في ذلك الوقت، بلغت قيمة هذه الأموال مليار ليرة إيطالية في شكل سندات و750 مليون ليرة نقدا، وتم إيداعها في ثلاثة بنوك في بريطانيا وسويسرا ومعظمها في الولايات المتحدة الأميركية. يتم الصرف من فوائد رأس المال فقط، وليس من رأس المال نفسه.

إعلان

في الفاتيكان، يُمنع العمل التجاري والإعلانات، مما يجعل أسعار السلع أرخص من روما نظرا لعدم وجود جمارك.

رواتب الموظفين في الفاتيكان أعلى قليلا من روما، ويبلغ عددهم حوالي ثلاثة آلاف موظف، ولا تُفرض عليهم ضرائب أو بدل إيجار إذا كانوا يسكنون داخل المدينة. وتستخدم الدولة اليورو عملة رسمية، وتدير مصنعا صغيرا لضرب العملات المعدنية التي غالبا ما تحمل صورة البابا.

إضافة إلى ذلك، تدير الفاتيكان مصنعا صغيرا لإنتاج الفسيفساء وآخر لصناعة التذكارات الدينية والسياحية. وتؤمّن إيطاليا حاجات الفاتيكان من الكهرباء والمياه، لأنه لا يوجد فيها أي مركز لتوليدها.

المصدر : مواقع إلكترونية

إعلان