مندوبو الولايات في انتخابات الرئاسة الأميركية.. من هم؟ وما دورهم؟
تشهد الانتخابات الأميركية نوعين من المندوبين الانتخابيين هما مندوبو كل حزب ممن يختارون مرشحه لتمثيله في الانتخابات التمهيدية، ومندوبون يختارون رئيس الجمهورية من بين مرشحي الأحزاب المختلفة.
ويمكن لأي مواطن أميركي يحظى بتأييد سكان الولاية التي يقيم فيها أن يصبح مندوبا، ويتم تعيينه من قبل قيادة الحزب في كل ولاية، وعادة يكون هؤلاء من أعضاء الكونغرس أو من العسكريين المتقاعدين أو المشاهير.
المندوبون في الانتخابات التمهيدية
يعقد الحزبان الديمقراطي والجمهوري مؤتمراتهما الانتخابية العامة خلال أغسطس/آب بهدف تسمية مرشحي الحزبين بصورة رسمية لخوض السباق الرئاسي.
ويشهد كل مؤتمر حزبي تصويت المندوبين للمرشح الفائز بالانتخابات التمهيدية، في محاولة لإظهار الوحدة والوقوف خلف المرشح الفائز والتغلب على صراعات وانقسامات مرحلة الانتخابات التمهيدية، ويلتزم المندوبون المنتخبون بالتصويت، وفق معطيات نتائج الانتخابات في الولايات التي يمثلونها.
ويشارك مندوبو الحزب من كل ولاية أميركية في المؤتمر العام للحزب، ويرجع لقيادة الحزب في الولايات أن تحدد كيفية اختيار المندوبين للمشاركة في المؤتمر العام للحزب.
ويجلس مندوبو كل ولاية معا بجوار بعضهم البعض في المؤتمر العام للحزب، ويحملون لافتات عليها اسم مرشح الحزب الذي يتمتع بتأييدهم، ويقوم وفد كل ولاية باختيار مرشحه لخوض الانتخابات الرئاسية رسميا.
ويشارك في مؤتمر الحزب الديمقراطي هذا العام 4051 مندوبا، ويحتاج جو بايدن إلى أصوات 2026 مندوبا كي يحصل على الترشيح الرسمي للحزب، وهو ما بات مؤكدا عقب انسحاب كل منافسيه، في حين يشارك في مؤتمر الحزب الجمهوري 2477 مندوبا.
المندوبون في الانتخابات الرئاسية
لا يقوم الناخبون الأميركيون بانتخاب رئيسهم بطريقة مباشرة، إنما يتم تحديد هوية الرئيس من قبل هيئة انتخابية يطلق عليها اسم "المجمع الانتخابي" (Electoral College)، وتتكون الهيئة من 538 مندوبا.
والمندوبون هم مجموعة من المواطنين تعيّنهم الولايات للإدلاء بأصواتهم لانتخاب الرئيس ونائبه نيابة عن جميع المواطنين في هذه الولايات، لذلك فإن الهيئة الانتخابية تمثل نموذجا لإجراء انتخابات بطريقة غير مباشرة.
وتختلف عملية اختيار أعضاء الهيئة الانتخابية من ولاية إلى أخرى، وعادة تقوم الأحزاب السياسية بتسمية أعضاء الهيئة الانتخابية خلال مؤتمرات حزبية أو من خلال التصويت في اللجنة المركزية للحزب.
ووفقا للدستور الأميركي، فإنه لا يجري تحديد الفائز في الانتخابات الرئاسية بجمع أغلبية الأصوات في الاقتراع الشعبي الوطني، بل بضمان أغلبية الأصوات الانتخابية المخصصة للولايات الـ50 ومقاطعة كولومبيا داخل المجمع الانتخابي.
ويحتاج المرشح الفائز لدخول البيت الأبيض إلى 270 صوتا (النصف +1) -على الأقل- من مجمل أصوات أعضاء المجمع.
ويحدد القانون لكل ولاية داخل المجمع الانتخابي عددا معينا من الأصوات بحسب عدد سكانها وعدد النواب الذين يمثلونها في الكونغرس، وهذا العدد يوازي عدد أعضاء الكونغرس بمجلسيه النواب والشيوخ، علاوة على 3 أعضاء من مقاطعة كولومبيا التي توجد فيها العاصمة واشنطن.
وعلى سبيل المثال، يبلغ عدد مندوبي ولاية تكساس 38 مندوبا في المجمع الانتخابي، في حين يمثل ولاية مونتانا 3 فقط، ويبلغ عدد مندوبي ولاية كارولينا الشمالية 15 مندوبا.
ويُجرى الانتخاب وفقا لقاعدة أن الولاية تعتبر دائرة انتخابية واحدة، فالمرشح الذي يحظى بأغلبية الأصوات فيها يحصل على أصوات كل مندوبي الولاية.
ولا تتبع ولايتا نبراسكا ومين هذه الطريقة، وتستخدمان النظام النسبي، فإذا فاز مرشح بنصف عدد الأصوات فإنه يحصل على نصف عدد المندوبين فقط.
وفي عام 2016 صوّت 10 من أصل 538 ناخبا أدلوا بأصواتهم لصالح مرشح لم يفز بالأصوات الشعبية في ولايته، وهو رقم مرتفع على غير المعتاد.
أصوات المندوبين
ويجتمع المندوبون في أول يوم اثنين بعد ثاني يوم أربعاء من ديسمبر/كانون الأول، وهذه هي المرحلة الثانية للانتخابات، حين يدلي كل منهم بصوته من ولايته.
وبعد ذلك تعرض نتائج التصويت على الكونغرس، وهو بدوره يجتمع بمجلسيه النواب والشيوخ في يناير/كانون الثاني، لإحصاء أصوات المندوبين وإعلان نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، وذلك قبل أيام من تنصيب الرئيس الجديد يوم 20 يناير/كانون الثاني 2021.