محمد صبحي

الممثل محمد صبحي Mohamed sobhi - الموسوعة

ممثل كوميدي ومؤلف ومخرج مصري، قدم أكثر من مائة عمل مسرحي وسينمائي وتليفزيوني، تألق في الدراما والكوميديا الاجتماعية الهادفة، وهو من أبرز نجوم الكوميديا منذ منتصف سبعينيات القرن العشرين.

المولد والنشأة
ولد محمد محمود محمد صبحي يوم 3 مارس/آذار 1948 بمنطقة أرض شريف بوسط القاهرة، بالقرب من شارع محمد على حيث تنتشر المسارح ودور السينما والملاهي الليلية، لأب كان يمتلك مكينة لعرض الأفلام، إضافة إلى أن بيته كان يقع أمام دارين للسينما.

الدراسة والتكوين
حصل على التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي في منطقة سكنه، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، قسم التمثيل والإخراج، ونجح في السنة النهائية بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف عام 1971، وعُين معيدا بالمعهد.

لكنه ترك التدريس وأسس "ستوديو الممثل" كممثل ومخرج، واشترك معه رفيق رحلته الفنية بعد ذلك وزميل دفعته في المعهد، الكاتب المسرحي اليساري لينين الرملي.

التجربة الفنية
أثناء دراسته بمعهد الفنون المسرحية، بدأ صبحي التمثيل عام 1968 في أدوار صغيرة ككومبارس في عدد من المسرحيات أمام مشاهير الفنانين وقتها، ومنهم صلاح منصور، وفؤاد المهندس، وحسن يوسف، ومحمد عوض، ومحمود المليجي، وعبد المنعم مدبولي، بالرغم من أنه كان يأمل أن يعمل كراقص باليه.

بدأت رحلته مع السينما بفيلم "أبناء الصمت" عام 1974، ثم "الكرنك"، و"وبالوالدين إحسانا"، وتوالت أعماله بعد ذلك ومنها: "وراء الشمس"، و"العبقري"، و"هنا القاهرة"، و"علي بيه مظهر والأربعين حرامي"، و"محامي تحت التمرين"، و"الفلوس والوحوش".

منذ بداية تسعينيات القرن العشرين اتجه صبحي إلى المسرح والتليفزيون أكثر، واستطاع أن يصل إلى الجمهور الأوسع بأعماله الفنية المنتقاة، وتألق كممثل كوميدي يناقش قضايا اجتماعية وسياسية بطريقة سهلة يفهمها الجمهور.

وكان التليفزيون هو بداية شهرته الحقيقية، عندما ظهر في مسلسل "فرصة العمر" 1976، ثم "كيف تخسر مليون جنيه"، و"كيمو"، لكن أشهر أعماله في فترة الثمانينيات كان مسلسل "رحلة المليون"، ثم "سنبل بعد المليون".

وفي عام 1980 كون فرقة "ستوديو 80" مع صديقه لينين الرملي، ليشهد الوسط المسرحي مولد ثنائي دارس للمسرح، ولديه رغبة في إثبات الذات، ونجح لينين كاتبا وصبحي ممثلا في تقديم مجموعة من المسرحيات الناجحة في تلك الفترة، مما جعل البعض يرى فيهما امتدادا للثنائي المسرحي نجيب الريحاني وبديع خيري.

ومن بين العروض التي قدماها في تلك الفترة "علي بيه مظهر"، و"المهزوز"، و"أنت حر"، و"الهمجي"، و"البغبغان"، و"تخاريف"، كما قدم أعمالا أخرى منها: "الجوكر"، و"انتهى الدرس يا غبي"، و"ماما أميركا"، و"وجهة نظر"، و"لعبة الست"، و"كارمن".

وفي منتصف التسعينيات بدأت أولى أجزاء المسلسل التليفزيوني "يوميات ونيس"، وهو اجتماعي كوميدي، يستعرض هموم ومشكلات الأسرة، ولقي نجاحا كبيرا مما دفع المؤلف والمنتج إلى إعداد ثمانية أجزاء منه، وحمل أحدها عنوان "ونيس والعباد وأحوال البلاد".

قدم صبحي أيضا عددا من المسلسلات التليفزيونية الناجحة بعد عام 2000، منها: "فارس بلا جواد"، و"ملح الأرض"، و"أنا وهؤلاء"، و"عايش في الغيبوبة"، و"رجل غني فقير جدا"، وأغلبها يناقش قضايا وطنية واجتماعية مهمة.

يصف بعض الفنانين صبحي بالدكتاتور الذي يعمل بدقة كبيرة أثناء البروفات والأداء، لدرجة يراها البعض مبالغا فيها، وهو يرى أن الممثل الذي يعمل معه لابد أن يكون لديه قدرة تحمل واحترام للمواعيد وتقدير للعمل.

وصفته الموسوعة العالمية "غينيس" بأنه أحسن ممثل قدم شخصية "هاملت" في رائعة شكسبير المسرحية، بأسلوب مميز ومن منظور عصري جديد.

صدم محمد صبحي جمهوره بتأييده الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي في 3 يوليو/تموز 2013، وهو ما رأى فيه كثيرون أمرا مناقضا لتاريخه الفني الداعم للحرية والديمقراطية.

المصدر : الجزيرة