شعار قسم مدونات

انتصار القدس كنموذج للمقاومة

blogs - Aqsa
إن إصرار المرابطين على البقاء بجانب المسجد الأقصى وتحدي القرارات الصهيونية يُعد العامل الأول في تحقيق الظفر والعودة إلى باحاته لتطهيره من دنس المستوطنين، وتراجع الاحتلال عن إعادة ترسيم السيادة فيه. التكتيك الذي اتُبع في العمل على إنهاء الحالة الصهيونية التي أراد فرضها الاحتلال على المسجد الأقصى تحتاجه المسألة الفلسطينية ككل لمواجهة الاحتلال، ويعتبر هذا النجاح فرصة للمراجعات السياسية الفلسطينية الممارسة، ويؤخذ كنموذج في تقسيم الأعباء وإسناد كل منها للآخر.
وقد تمثل هذا التكتيك بتشريع جميع أشكال المقاومة والفعل السياسي التي ساهمت في عدم تحقيق الاحتلال الصهيوني لبسط سيادته على الأقصى، وكانت هذه المقاومة على النحو الآتي:
أولاً: المقاومة الشعبية: لعبت المقاومة الشعبية دوراً هاماً في تشتيت قدرات الاحتلال وفتح العديد من الجبهات نحوه، فشاهدنا الفلسطينيين في مدن القدس والضفة وغزة كيف كانوا في حالة الكر والفر مع جنود (إسرائيل) الذين أرهقوا في فترة وجيزة.

ثانياً: المقاومة المسلحة: كان للمقاومة المسلحة دوراً هاماً في إرباك الحسابات الصهيونية التصعيدية التي انعكست على عدم قدرة القيادة السياسية من اتخاذ سياسة متفق عليها نحو الأحداث حينها، وأيضاً نجحت في خلق الشِق في إعلامهم الذي تهجَّم على قيادتهم في أحيان عدة، وشاهدنا كيف تعاملوا مع عملية (حلميش) البطولية التي أراد الله لمنفذها بأن يشهد نصراً يسجد له شكراً في زنزانته.

ثالثاً: الفعل السياسي القوي والمؤثر، في الوقت الذى يستمر المرابطون بكل فلسطين على مجابهة جنود الاحتلال بهتافاتهم وحجارتهم، والعمليات البطولية التي آلمت العدو، استخدم المفاوض السياسي في القدس قوة حواره مع القيادة الصهيونية بقوة الفعل الممارس على الأرض.

رابعاً: وأخيراً: السلطة التي دخلت كل بيت المتمثلة في الإعلام، على الرغم من غياب الإعلام الرسمي في تغطية الأحداث المتسارعة في المسجد الأقصى إلا أن المقدسيين عبر كاميرا جوالاتهم استطاعوا وضع العالم في صورة كل ما حدث من صمود للمرابطين وممارسات بشعة وهمجية لقوات الاحتلال.
لم تنته قضية فلسطين والمسجد الأقصى بعد، فهذا تحقيق لبضع آمال من التي يقاوم ويكافح من أجلها الفلسطيني، وهي مرحلة من مراحل كسر عين وجبروت الاحتلال.

undefined

مراجعات في بعض إخفاقات أحداث الأقصى:
1) على الرغم من بذل المقدسيين مجهوداً كبيراً لإيصال الأحداث عبر فضاء السوشيال ميديا إلا أن جزءاً لا بأس به لم يستخدم في الاتجاه الأمثل لوضع القضية الإنسانية بالدرجة الأولى بين يدي الرأي العالمي الذى بقي صامتاً حيال الأحداث الساخنة، فشاهدنا أن فيديو ركل المصلى من قبل جندي صهيوني الذي انتشر سريعاً كان لقناة باللغة الإنجليزية، ويضع هذا الإعلام الفلسطيني أمام مراجعة الصورة التي يحتاجها العالم الخارجي والعمل على بثها وإيصالها.

2) الفعل الدبلوماسي الفلسطيني الغائب الحاضر، رغم السفارات المنتشرة حول العالم واحتفالها بعضوية فلسطين في الأمم المتحدة إلا أن هذا لا يستثمر في تحريك السياسة الدولية ضد انتهاك حقوق الفلسطيني تحت تهديد السلاح الصهيوني، واكتفاء بعض قادة الأمم المتحدة للتصريح بضرورة "خفض التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

وفي نهاية حديثنا نطالب الشعوب العربية والإسلامية لتخطي بعض الفتاوى الدينية و"الغباء" السياسي بعدم شد الرحال والسفر إلى مدينة القدس والمسجد الأقصى تحت حجج واهية؛ منها بأنه لا يجوز الزيارة بقرار الدخول من الاحتلال، نقول لكم اذهبوا إلى هناك وشاهدوا كيف أقدام من حاربوا الأنبياء وهلكوا الحرث والنسل تطأ من وطأت أقدامه وجسده الطاهر هذا البيت، وشاهدوا كيف تُدنس المقدسات التي سالت دماء أجدادكم وآبائكم من أجلها، اذهبوا للتعرف على إرثكم وحافظوا عليه.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.