هل تنجو إدلب؟ 10 أسئلة تشرح لك الوضع في المدينة

Airstrikes continue to hit Syria's Idlib- - IDLIB, SYRIA - AUGUST 16: White Helmets conduct search and rescue operation after Assad Regime and Russia carried out airstrikes over Arihah district of Idlib, Syria on August 16, 2019. Many dead and injuries were reported.
المدنيون يعانون من نقص الحاجات المعيشية الأساسية كالمياه والدعم الطبي والبنى التحتية (رويترز)

يثير استمرار التقدم البري لقوات النظام السوري وحلفائه بمنطقة خفض التصعيد بإدلب شمالي سوريا -رغم كل الاتفاقات- المخاوف من توسع نطاق المذابح بحق المدنيين وموجات النزوح، حيث يواصل النظام هجماته العنيفة في المنطقة متجاهلا اتفاقات أستانا.

وأعرب الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين عن قلقهما بشأن الوضع في إدلب، خلال اجتماعهم الثلاثاء بالعاصمة الروسية موسكو.

وأكد أردوغان رفضه قتل النظام للمدنيين في إدلب تحت ذريعة محاربة الإرهاب فيها، ومن جانبه أكد بوتين اتفاقه مع أردوغان على القضاء على "الإرهابيين" في إدلب، والقيام بما يلزم بهذا الخصوص.

في هذا التقرير عشرة أسئلة تشرح لك الوضع في إدلب، وتقدم ملخصا لأهميتها لكافة الأطراف، ونستشرف من خلالها حال المدينة الأيام والشهور المقبلة.

1- أين تقع؟
تقع إدلب شمال غربي سوريا، وتقابل ولاية هطاي التركية، وتشترك معها بحدود يبلغ طولها مع الولاية 130 كلم، ويحدها من الشرق ريف محافظة حلب ومنطقة عفرين من الشمال (تابعة لحلب) ومحافظة حماة من الجنوب، ومحافظة اللاذقية من الغرب.

وفي 4-5 مايو/أيار 2017، أعلنت الدول الضامنة لاتفاق أستانا (تركيا وروسيا وإيران) توصلها لاتفاق يقضي بتحديد منطقة خفض التصعيد، وتشمل محافظة إدلب وريف حلب الغربي، وريف حماة الشمالي وريف اللاذقية.

2- كيف تأثرت بالنزاع؟
تعرضت إدلب المعروفة بمعقل المعارضة لهجمات جوية وبرية عنيفة، بعد انخراط روسيا في الحرب الدائرة إلى جانب النظام السوري منذ أكتوبر/تشرين الأول 2015.

ورغم ذلك، وبسبب وقوع إدلب بالقرب من الحدود التركية حيث تعتبر آمنة نسبيا، باتت المحافظة ملجأ قرابة أربعة ملايين مدني خلال الحرب، بسبب هجمات النظام والتهجير القسري للمدنيين من باقي المحافظات.

وبتجاهل النظام اتفاق أستانا، تم تدمير العديد من المناطق السكنية بمنطقة خفض التصعيد، إضافة إلى قصف عشرات المستشفيات والمدارس التي خرجت عن الخدمة.

3- ما هو وضع السيطرة في إدلب؟
تنقسم السيطرة في إدلب إلى مناطق سيطرة الجبهة الوطنية للتحرير التي تشكلت من 14 مجموعة نشطة من المعارضة، ومناطق سيطرة هيئة تحرير الشام المجموعة المسلحة المناهضة للنظام.

وتزعم روسيا والنظام السوري أن الجماعات الإرهابية تسيطر على إدلب.

4- كيف حال المدنيين؟
نتيجة لهجمات النظام وحلفائه العنيفة والمتزايدة، أجبر عدد كبير من السكان على مغادرة منازلهم، وشردوا في الأراضي الزراعية والحقول وتحت أشجار الزيتون، بسبب امتلاء المخيمات على الحدود السورية.

ويعاني المدنيون من نقص الحاجات المعيشية الأساسية، مثل المياه والدعم الطبي ودورات المياه والبنى التحتية، وارتفاع درجات الحرارة صيفا والبرودة شتاء، وهو ما يؤدي إلى الإصابة بمختلف الأمراض، وبسبب كل ذلك تزداد أعداد المدنيين المتجهين للحدود التركية.

5- كيف كان تأثر السكان من الهجمات الأخيرة؟
رغم الاتفاق المبرم بين تركيا وروسيا (سوتشي) في 17 سبتمبر/أيلول 2018، تواصلت الهجمات على المنطقة، حتى استولى النظام على مناطق بجنوب إدلب وشمالي حماة، مما أدى إلى نزوح نحو مليون مدني باتجاه الشمال بالقرب من الحدود التركية، في حين توجه جزء آخر إلى مناطق درع الفرات وغصن الزيتون.

ويتزايد القلق من أن يرتفع أعداد النازحين إلى 1.5 مليون مدني في حال تحرك النظام باتجاه مناطق أريحا وسراقب ومعرة النعمان.

6- لماذا إدلب مهمة لتركيا؟
تشترك إدلب مع تركيا بحدود يبلغ طولها 130 كلم، وفي حال تقدم النظام باتجاه عمق المحافظة فإن احتمال ظهور موجة هجرة جديدة باتجاه ولاية هطاي التركية تثير قلق أنقرة التي تشكل ملجأ آمنا للمدنيين.

ومن ناحية أخرى، وجود 12 نقطة مراقبة تركية داخل حدود منطقة خفض التصعيد يجعل إدلب أكثر أهمية.

وفي الوقت الحالي، فإن عمق مساحات ومناطق سيطرة المعارضة في إدلب يسمح ببقاء الاشتباكات بعيدة عن حدود تركيا.

7- ماذا فعلت أنقرة وموسكو من أجلها؟
أنشأت تركيا وروسيا نتيجة لاتفاق تم التوصل إليه بأستانا نقاط مراقبة ومنطقة منزوعة السلاح، حيث تمتلك تركيا 12 نقطة مراقبة في وقت تمتلك روسيا 13 نقطة مراقبة.

وإضافة إلى ذلك، توصل البلدان إلى اتفاق إضافي في 17 سبتمبر/أيلول 2018، من أجل منع حدوث موجات نزوح كبيرة ومذابح بحق المدنيين نتيجة لهجمات النظام المستمرة.

ويواصل المسؤولون الأتراك والروس إجراء محادثات حول وقف عام لإطلاق النار وضمان سلام المنطقة.

8- ما الذي حدث رغم الاتفاقيات بين روسيا وتركيا؟
رغم اتفاق إدلب، فقد سرع النظام هجماته في جنوب وجنوب شرقي إدلب خلال الفترة بين فبراير/شباط وأبريل/نيسان الماضيين، ومنذ الاتفاقية تم تهجير أكثر من 945 ألف مدني بمنطقة خفض التصعيد.

وخلال الفترة نفسها قتل 1282 مدنيا نتيجة هجمات النظام وروسيا ومن بينهم 219 امرأة و341 طفلاً.

9- ما موقف موسكو من الهجمات الأخيرة؟
قدمت روسيا للنظام السوري الدعم الجوي والبري خلال عملياته المزعومة ضد "الإرهابيين" وقال بوتين في 19 أغسطس/آب الجاري إن بلاده تدعم جهود الجيش السوري ضد الإرهابيين.

ودعمت موسكو بشكل مباشر دخول نظام الرئيس بشار الأسد للعديد من المناطق في ريف إدلب وحماة، فاستهدفت التجمعات السكنية من الجو وقتلت مئات المدنيين وتسببت في خروج عشرات المستشفيات والمدارس.

10- ما الرسائل التي قدمها الرئيسان التركي والروسي بالاجتماع الأخير؟
أكد الرئيس التركي أنه لا يمكن القبول بقتل النظام للمدنيين في إدلب بسوريا، تحت ذريعة محاربة الإرهاب.

وأوضح أردوغان أن بلاده لا يمكنها الإيفاء بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها بموجب اتفاقية سوتشي إلّا بعد وقف هجمات النظام السوري على إدلب.

ومن جانبه أكد بوتين أن بلاده وأنقرة تواصلان أعمالهما بشكل مثمر في إطار مسار أستانا الذي يعد العملية الأكثر نجاعة لحل الأزمة السورية، معربا عن قلقه الشديد إزاء الوضع في إدلب.

وأضاف بوتين أنه تم تحديد إطار التدابير الإضافية مع تركيا من أجل القضاء على "الإرهابيين" مشيرا إلى اتفاقه مع أردوغان في القضاء عليهم والقيام بما يلزم بهذا الخصوص. 

المصدر : وكالة الأناضول