العراقيب.. قرية هدمتها إسرائيل 101 مرة في 6 سنوات

قرية العراقيب
الاحتلال الإسرائيلي هدم العراقيب 101 مرة منذ 2010 وكان سكانها يعيدون بناءها بعد كل هدم (الجزيرة)

العراقيب قرية فلسطينية تقع في بادية صحراء النقب داخل أراضي 48، وتتعرض باستمرار للهدم على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي. أصبحت رمزا لمعركة إرادات يخوضها فلسطينيو الداخل من أجل البقاء والحفاظ على الأرض والهوية من سياسات التهويد.

الموقع
تقع قرية العراقيب في بادية منطقة النقب داخل أراضي فلسطين التي احتلتها إسرائيل إثر النكبة عام 1948، وتحديدا شمال مدينة بئر السبع. تمتد أراضي القرية على مساحة 1050 دونما، وتبعد عن مدينة القدس نحو 110 كلم إلى الجنوب منها.

السكان
تتكون العراقيب من أربعين منزلا أغلبها من الصفيح، ويسكنها نحو ثلاثمئة نسمة ينتمي معظمهم إلى عائلة "الطوري"، حسب إحصائيات عام 2010.

التاريخ
يقول سكان العراقيب إن قريتهم أنشئت منذ مئات السنين، وإنهم يملكون وثائق "طابو" (شهادات ملكية للأرض) صادرة أيام الحكم العثماني، ويستدلون على ذلك بأن مقبرة القرية يعود وجودها إلى بداية القرن التاسع عشر الميلادي.

وحين احتلت إسرائيل منطقة النقب -التي تمثل نحو نصف مساحة فلسطين التاريخية- في عام 1949، أصبحت العراقيب واحدة من 45 قرية عربية في النقب لا تعترف بها إسرائيل، وتحرمها من الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة والماء والكهرباء والاتصالات، باعتبارها "قرى غير قانونية".

وتعمل السلطات الإسرائيلية على هدم هذه القرى وتجميع سكانها في ثمانية تجمعات أقامتها لهذا الغرض، بناء على قرار اتخذته المحاكم الإسرائيلية عام 1948 بأنه "لا ملكية للبدو في أرضهم"، رغم أن إجمالي سكان هذه القرى نحو 90 ألف نسمة، ومعظمها قائم قبل قيام الدولة الإسرائيلية.

ويقول سكان العراقيب إن تهجير الاحتلال الأول لهم كان عام 1953، ثم تكثفت حملات التهجير الجزئي بعد نكسة 1967 بحجة أن المنطقة تابعة "للصندوق القومي اليهودي" (كيرين كاييمت)، وأحيانا بذريعة ضبط عمليات البناء بشكل ممنهج، إضافة إلى الدواعي الأمنية والعسكرية حيث يقع مفاعل ديمونا النووي في منطقة النقب.

تعرضت العراقيب أول مرة للهدم الكامل بالجرافات الإسرائيلية، وشُرد أهلها يوم 27 يوليو/تموز 2010 بحجة "البناء دون ترخيص"، وحين أعاد سكانها بناءها هدمها الاحتلال مرة أخرى. وتطالب سلطات الاحتلال سكان القرية بدفع غرامة بقيمة ملايين الدولارات أجرة الآليات التي هدمت القرية والقوات التي شاركت في الهدم.

وظل أهالي العراقيب يتشبثون بقريتهم ويرفضون مشاريع إسرائيل لتجميع البدو، التي يرون فيها خطة للاستيلاء على أراضيهم، ويعيدون -بمساعدة من متطوعين- تشييد الأبنية المكونة من ألواح الصفيح بعد كل هدم ينفذه الاحتلال. وتنظم "لجنة الدفاع عن العراقيب" مظاهرة أسبوعية عصر كل يوم أحد احتجاجا على هدم بيوت القرية.

وتساعدهم في ذلك الموقف "لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية" التابعة لفلسطينيي عام 48، التي تكفلت بإعادة بناء البيوت التي تهدم في القرية كل مرة، باعتبار أن العراقيب أصبحت عنوانا للدفاع عن الحقوق الفلسطينية، وتمثل خط مواجهة ساخنا بين فلسطينيي الداخل وإسرائيل في قضية التوطن في النقب.

وفي ما يلي عرض لبعض عمليات المواجهة بين الاحتلال وأهالي قرية العراقيب:

– 23 سبتمبر/أيلول 2009: إصابة أربعة من سكان العراقيب واعتقال 15 آخرين في صدامات مع الشرطة الإسرائيلية، إثر تصديهم لموظفين وعمال تابعين "لصندوق أراضي إسرائيل"، بعد أن دخلوا أراضيهم لمصادرتها ومباشرة غرس أشجار فيها.

– 27 يوليو/تموز 2010: المئات من عناصر الشرطة الإسرائيلية يطوقون العراقيب لحماية الجرافات الإسرائيلية التي باشرت هدم أربعين منزلا في القرية بحجة البناء دون ترخيص، وشردت نحو ثلاثمئة من سكانها، مما أدى إلى اندلاع مواجهات بين سكان القرية وعناصر الشرطة.
 
– 4 أغسطس/آب 2010: القوات الإسرائيلية تهدم العراقيب مرة أخرى تاركة السكان في العراء بعدما أعاد أهاليها بناءها بقرار من لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، وتعتقل ثمانية أشخاص ممن تصدوا لها وتنقلهم إلى مركز شرطة بئر السبع بذريعة "عرقلة عمل الشرطة".

– 21 أغسطس/آب 2010: فلسطينيو أراضي 48 يعيدون بناء قرية العراقيب بعد أن هدمتها إسرائيل للمرة الرابعة خلال شهرين، ويصممون على التشبث بها عنوانا للدفاع عن الحقوق والتضامن معها بحملات تبرعات وزيارات تكافل.

– 16 يناير/كانون الثاني 2011: دائرة أراضي الاحتلال الإسرائيلي تهدم للمرة التاسعة بيوت أهالي قرية العراقيب بمشاركة قوات كبيرة من الشرطة بمختلف أذرعها، وتباشر تشجير أراضيهم، مما أدى إلى مواجهات مع الشرطة أسفرت عن إصابة عشرة أشخاص بطلقات مطاطية وُصفت أغلبيتها بالطفيفة.

– 27 يوليو/تموز 2016: جرافات الاحتلال الإسرائيلية تهدم العراقيب للمرة الـ101 منذ يوليو/تموز 2010 بدعوى البناء بدون ترخيص.

الاقتصاد
يعتمد اقتصاد قرية العراقيب على رعي الماشية والزراعة، خاصة أشجار الزيتون التي اقتلعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي عشرات الآلاف منها في عمليات الهدم المتكررة.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية