فورين بوليسي: هجوم حفتر الطائش على طرابلس سيكلفه الكثير

blogs حفتر
حفتر يعتقد أن الساسة الليبيين لا قيمة لهم (مواقع التواصل)

وصفت مجلة فورين بوليسي هجوم خليفة حفتر على طرابلس بالطائش وأنه سيكلفه الكثير. وأشارت إلى أن اللواء الليبي كان يُهيئ لتقلد السلطة وأن هجومه غير الضروري الآن على العاصمة من شأنه أن ينفر المؤيدين الدوليين الرئيسيين والحلفاء المحليين المحتملين.

وقالت المجلة الأميركية إن فهم هذه المرحلة الأحدث في الحرب الأهلية المستمرة في ليبيا يحتاج إلى دراسة دوافع حفتر، في اختياره مهاجمة طرابلس بدلا من الاستفادة من المكاسب السياسية.

ورأت أن قراره بشن الهجوم على العاصمة لا يقوم على إستراتيجية عقلانية وأنه متجذر في أوهامه من جنون العظمة، وقد أظهر عدم رغبته في الفوز بالرئاسة من خلال الانتخابات أو المفاوضات بل بالاستيلاء عليها بالقتال أو الخديعة، وهذا ما اتفق عليه دبلوماسيون وصحفيون تعاملوا معه مباشرة.

قرار حفتر بشن الهجوم على العاصمة لا يقوم على إستراتيجية عقلانية وهو متجذر في أوهامه من جنون العظمة

وأشارت المجلة إلى ما قاله المبعوث الأميركي الخاص السابق إلى ليبيا جوناثان وينر "خلال لقائي مع حفتر في عام 2016 أخبرني الجنرال أن الساسة الليبيين لا قيمة لهم وأن البلاد ليست مستعدة للحكم الذاتي، وقد أصبح واضحا لي أن إستراتيجيته كانت تحقيق مكسب عسكري يكفي لإحداث فرار جماعي تنهار معه كل البدائل له ولجيشه الوطني الليبي".

وعلقت المجلة بأن مثل هذه الكلمات لا تصدر عن شخص يريد ترؤس انتقال سلمي، وأنه لو أراد ذلك لكان قد فعله منذ زمن بعيد. ومنذ الإطاحة بمعمر القذافي انتقل حفتر من قائد مارق منبوذ إلى منافس سياسي رئيسي في عواصم أوروبية، ولكنه اعتبارا من الأسبوع الماضي طرح هذه الإستراتيجية جانبا لصالح زحف إلى العاصمة لم يصغ كما هو مخطط له. وأي هجوم من هذا القبيل هذه المرة يهدد تحالفاته الدولية وخطابه المحلي.

وختمت فورين بوليسي بأن مناورة حفتر هذه تضعف دعمه المحلي والدولي، مما يجعله يبد كأنه أمير حرب وأقل من أن يكون زعيما سياسيا. ومنذ بدء الهجمات قام حتى مؤيده الخارجي الرئيسي وهي دولة الإمارات بالتوقيع على بيان ضده وتحولت الجماعات التي كانت تسانده داخل ليبيا إلى معارضته.

المصدر : فورين بوليسي