محمد فرح.. الدعاء والصلاة قبل السباق

Athletics - World Athletics Championships – men’s 10000 metres final – London Stadium, London, Britain – August 4, 2017 – Mo Farah of Britain kisses the track after winning the race. REUTERS/John Sibley

عداء بريطاني، صومالي الأصل، يعد من أشهر الأبطال الأولمبيين في بريطانيا. نال عشرة ألقاب متتالية في البطولات الكبرى، ووضع حدا للهيمنة الكينية والإثيوبية على المسافات الطويلة.

المولد والنشأة
ولد محمد مختار جامع فرح في 23 مارس/آذار 1983 في مقديشو بالصومال، بدأت رحلته بعمر الثامنة من الصومال الممزقة بالحرب التي غادرها ليستقر في جيبوتي فترة من الزمن. أكمل طريقه -وهو في عمر الثامنة- مع والدته واثنين من أشقائه (أحمد ووهيب)، لكن من دون توأمه المريض حسن.

كان الهدف الانضمام إلى والده مختار، مستشار تكنولوجيا المعلومات، لكن والديه تطلقا لاحقا. بدأ فرح الطفل يتعرف على مناحي الحياة التي وجدها مسلية في إنجلترا.

عاش عند قريبته كينسي، لكن والدته كانت الأقرب إليه. وقال لصحيفة "صن" عام 2016 "أعرف أين نشأت، من أين أتيت والرحلة التي اتخذتها".

فرح الذي تزوج بتانيا ولهما أربعة أطفال، قال بضحكته الممتلئة الخدين "كنت أجري هاربا من العقوبة بعد خلق المشكلات. استخدمتها كثيرا مع والدتي. كنت قريبا لوالدتي أكثر من والدي، أنا حقا مدلل أمي".

بعد أن فرّقتهما الجغرافيا، اجتمع فرح بشقيقه حسن، وقد وصف بتأثر في سيرته الذاتية أهمية لمّ شمل العائلة، فقال "شعرت بأن جزءا مني مفقود طوال وقت نشأتي بعيدا عن حسن. أخيرا ملأت هذا الفراغ من حياتي".

التجربة الرياضية
توّج محمد فرح بعشرة ألقاب متتالية في البطولات الكبرى، بعد أن اكتفى بالميدالية الفضية لسباق عشرة آلاف متر في بطولة العالم 2011.

وحقق ثنائية سباقي خمسة آلاف وعشرة آلاف متر في كل من دورتي 2012 و2016 الأولمبيتين ونسختي 2013 و2015 من بطولة العالم، كما فاز بذهبية عشرة آلاف متر ضمن بطولة العالم لألعاب القوى في لندن 2017.

إلا أن فرحة فرح لم تكتمل، حيث انتهت هيمنته التي استمرت ست سنوات على المضمار بعدما خسر لقب خمسة آلاف متر في بطولة العالم لألعاب القوى لصالح الإثيوبي مختار إدريس.

وفي سعيه لنهاية سعيدة لمسيرته التي لا مثيل لها في سباقات المسافات الطويلة، تبددت آمال العداء البريطاني ضمن بطولة العالم لألعاب القوى في لندن في الحصول على ثنائية سباقي عشرة وخمسة آلاف متر للمرة الخامسة على التوالي في بطولة العالم والألعاب الأولمبية، مكتفيا بالميدالية الفضية، وقال "لقد بذلت قصارى جهدي، كانت رحلة مذهلة".

لكن رغم أسطول ذهبياته الأولمبية والمونديالية ووضعه حدا للهيمنة الكينية والإثيوبية على المسافات الطويلة، فإن معيار الشعبية في بريطانيا تعكسه جائزة شخصية العام الرياضية المقدمة من قبل شبكة هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بتصويت من الجماهير.

هذه الجائزة التي حلّ فرح -لمرة وحيدة- بين المرشحين الثلاثة الأوائل لنيلها عام 2011، ولم يحظ بها. ويعزو نجم الترياتلون أليستير براونلي ذلك لعدم اعتباره بريطانيًا، فقد قال براونلي لصحيفة "ذي غارديان" في ديسمبر/كانون الأول 2016 "هذا حقا محزن، لأنه بالنسبة لي القصة البريطانية المثالية".

وتابع "هذا ما يجب أن نكون عليه: يافع يأتي إلى بريطانيا لاجئا، يرصده مدرّسه ألن واتكنسون، ويمثل بريطانيا على أعلى مستوى في العالم".

ويتغاضى فرح دوما عن تغييبه المستمر معتبرا أنه يلقى دوما استقبالا رائعا من الجماهير في اللقاءات البريطانية.

وعن رحلته واستقراره في بريطانيا، قال عام 2016 لمجلة "بيغ إيشو" الأسبوعية التي يبيعها المشردون في بريطانيا "أتذكر المشي ثم تفتح الأبواب، وكانت هناك سلالم. كان ذلك رائعا بالنسبة لي كطفل. عالم جديد، تماما كما هو الحال عندما ذهبت إلى ديزني لاند. وبالنسبة لي كانت عائلتي هناك، لذا كان بمثابة منزلي".

النجم البريطاني هو والد التوأم عائشة وأماني، ويعد من النماذج المسلمة التي قدمت صورة جيدة عن المسلمين في الغرب، يفتخر بإسلامه ويحرص على السجود عند نهاية كل سباق بعد أن يكون قد استعد له بالتدريب الجيد والدعاء، يقول محمد فرح "أنا عادة أصلي قبل أي سباق، وأقرأ الدعاء".

وأضاف العداء ذو الأصول الصومالية في تصريح صحفي "يجب علينا أن نؤمن بالله، كل شيء يقع بسبب.. والقرآن الكريم يحثنا على العمل بجد في كل ما نفعله. النجاح لا يأتي بين عشية وضحاها، وعلى المرء أن يتدرب ويجتهد ويؤمن بنفسه، وهذا هو الشيء الأكثر أهمية".

الأوسمة والجوائز
نال تشجيعا كبيرا من البريطانيين خلال إنجازاته على الملعب الأولمبي في 2012، ومونديال لندن 2017، وكرمته الملكة إليزابيث الثانية بلقب فارس.

المصدر : وكالات