روبرت فيتسو.. تعرف على رئيس وزراء سلوفاكيا الذي تعرض لمحاولة اغتيال
محام وسياسي يساري سلوفاكي ولد عام 1964، عندما كانت سلوفاكيا والتشيك ما تزالان جمهورية واحدة تسمى تشيكوسلوفاكيا. تولى عدة مناصب في سلوفاكيا والاتحاد الأوروبي، وهو أكثر سياسي تولى رئاسة الوزراء في بلاده. تعرض لمحاولة اغتيال يوم 15 مايو/أيار 2024.
المولد والنشأة
ولد روبرت فيتسو يوم 15 سبتمبر/أيلول 1964 في بلدة هروسوفاني بمقاطعة توبولكاني شمال غرب تشيكوسلوفاكيا.
قضى طفولته في هروسوفاني، ولما بلغ السادسة انتقلت أسرته إلى بلدة توبولكاني في المقاطعة نفسها.
كان أبوه سائق رافعة في إحدى الشركات، وأمه عاملة في متجر للأحذية.
له أخ يدعى لاديسلاف، وهو مقاول في البناء. وأخت تسمى لوسيا شابادوفا، وهي محامية وتصغره بـ14 سنة.
كان فيتسو يحلم أن يكون زعيما سياسيا أو مراسلا رياضيا أو باحثا في الآثار، وانتهى به المطاف إلى أن يصبح أحد أبرز رجال السياسة في سلوفاكيا.
الدراسة والتكوين
درس المرحلة الابتدائية والثانوية في بلد توبولكاني، وحصل على الثانوية العامة سنة 1982.
بعدها التحق بكلية القانون بجامعة كومنيوس بالعاصمة براتسلافا، وتخرج فيها عام 1986 متخصصا في القانون الجنائي، وكان أحد أساتذته بالكلية جوزيف مورافيتش الذي أصبح فيما بعد رئيسا للوزراء، وكان قد تنبأ لتلميذه بأن يكون شخصية بارزة.
بعد التخرج من الجامعة قضى سنة من الخدمة العسكرية الإجبارية بالجيش، ثم عمل بعدها في معهد الدولة والقانون التابع لأكاديمية العلوم السلوفاكية، ثم موظفا بوزارة العدل إلى سنة 1992.
وخلال هذه الفترة أتم أطروحته لنيل الدكتوراه في القانون، وكانت عن "عقوبة الإعدام في تشيكوسلوفاكيا". وعام 2002 حصل على درجة الأستاذية في القانون.
التجربة السياسية والحزبية
انضم فيتسو إلى الحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي عام 1986، وبعدما عرف بـ"الثورة المخملية" وسقوط النظام الشيوعي عام 1989، التحق بحزب اليسار الديمقراطي الذي خلف الحزب الشيوعي.
انتخب عضوا في البرلمان عن الحزب نفسه عام 1992، وعام 1998 اختير نائبا لرئيس الحزب، ولكنه غادره عام 1999 وأسس رفقة سياسيين آخرين حزب الاتجاه-الديمقراطية الاجتماعية، ويقوده منذ تأسيسه.
ومن 1994 إلى 2000 كان ممثلا لبلاده في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، كما أنه انتخب لعضوية البرلمان الأوروبي 5 مرات.
وترشح للانتخابات الرئاسية عام 2014 وخسرها في الدور الثاني أمام منافسه أندرو كيسكا. وبانتخابات 2023 فاز حزبه بنحو 23% من الأصوات وتم تكليفه مجددا برئاسة الوزراء.
عداؤه للمهاجرين والمسلمين
لا يخفي فيتسو مواقفه المعادية للمهاجرين واللاجئين، وكذا كراهيته للإسلام، إذ قال في وقت سابق إن بلاده "ليست مكانا مناسبا للمسلمين ليعيشوا فيه، لأنهم يمكن أن يغيروا تقاليدنا التي عمرها قرون طويلة"، وفي حملته الانتخابية للانتخابات التشريعية في مارس/آذار 2016 قدم وعودا للناخبين بعدم التساهل مع الجاليات المسلمة في بلاده.
ويرفض فكرة تعدد الثقافات ويصفها بأنها "خيال"، كما تعهد بعدم قبول بلاده مطلقا حصص الاتحاد الأوروبي لإعادة توطين اللاجئين الذين تدفقوا على اليونان وإيطاليا من سوريا ومناطق أخرى عامي 2015 و2016، كما قدمت سلوفاكيا شكاوى لدى المحكمة الأوروبية في لوكسمبورغ ضد اتفاقية توزيع طالبي اللجوء التي صادقت عليها الدول الأعضاء بأغلبية كبيرة عام 2015.
ويعتبر فيتسو أن الاتحاد الأوروبي "مهدد بالانهيار" إذا لم يسيطر على تدفق المهاجرين إليه، وقال إنه يجب عدم انتقاد بريطانيا على خروجها من الاتحاد.
نادى من خلال إنشاء وزعامة الحزب الديمقراطي الاشتراكي منذ 1999 إلى ما أسماها آنذاك "سياسة الأيادي النظيفة"، التي حاول من خلالها قيادة جيل جديد من السياسيين في بلاده غير متورطين في قضايا فساد.
لكن معارضيه يصفونه بأنه "شعبوي غير كفء يتجاهل ضرورة إصلاح التعليم والرعاية الصحية"، ومع ذلك تتفق معه معظم أحزاب المعارضة فيما يخص مواقفه المتشددة بشأن المهاجرين المسلمين.
تميزت علاقته مع وسائل الإعلام في بلاده بالتوتر، بسبب اتهامه إياها بـ"ممارسة دور معارضة جديدة"، إضافة إلى دخوله في مواجهات مباشرة مع الصحفيين.
المناصب والمسؤوليات
- رئيس وزراء سلوفاكيا 3 مرات (2006 إلى 2010)، (2012 إلى 2018) وبدأ ولايته الحالية في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
- عضو في البرلمان الأوروبي لمدة 5 ولايات.
- كان عضوا في لجنة المواطنة والحريات والحقوق في البرلمان الأوروبي.
- كان عضوا في لجنة العدل والشؤون الداخلية بالبرلمان الأوروبي.
- نائب رئيس الحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي.
- مؤسس ورئيس حزب الاتجاه-الديمقراطية الاجتماعية عام 1999.
محاولة اغتيال
يوم 15 مايو/أيار 2024، تعرض فيتسو لمحاولة اغتيال، إذ أطلق عليه مسلح الرصاص وأصابه فنُقل على إثرها إلى مستشفى في مدينة هاندلوفا وسط البلاد، ومنها نُقل بمروحية إلى مدينة بانسكا بيستريتسا لتلقي العلاج العاجل.
وتعرض فيتسو لمحاولة الاغتيال بعد اجتماع للحكومة عُقد في هاندلوفا الواقعة شمال شرقي العاصمة براتسلافا.
وذكرت القناة الإخبارية "تي إيه 3" أن المسلح أطلق 4 رصاصات على فيتسو وأصابه في بطنه، وقالت الحكومة إنه "في وضع حرج".