أوسلو
عاصمة مملكة النرويج الإدارية والاقتصادية والسياسية، تعد مركزا صناعيا وتجاريا ينتج ربع الدخل الإجمالي السنوي في البلاد، بها الميناء الرئيسي الذي تنطلق منه رحلات بحرية يومية إلى ألمانيا والدانمارك وغيرهما من الدول.
تقع أوسلو في الجزء الجنوبي الشرقي من النرويج على لسان مائي يحمل اسمها وهي من أكبر مدن البلاد وأكثرها اكتظاظا بالسكان، خصوصا أحياءها الشرقية. وتبلغ مساحتها 454 كيلومترا مربعا وتشكل باندماجها مع إقليم "أكر" مقاطعة وبلدية في نفس الوقت، وتعد واحدة من كبريات عواصم العالم من حيث المساحة.
السكان
بلغ عدد سكان أوسلو حسب موقع بلدية أوسلو في يناير/كانون الثاني 2015 قرابة 669600 نسمة منهم 135600 من المهاجرين وأبنائهم. ويتركز معظمهم في الأحياء الشرقية التي تعد جزءا من أوسلو القديمة، وهي أحياء فقيرة بمجملها بالقياس إلى المنطقة الغربية التي يسكنها الأثرياء والطبقة المتوسطة.
تتخوف أحزاب اليمين من أن يصبح سكان أوسلو الأصليين أقلية أو على الأقل يتقلص عددهم لصالح نسبة المهاجرين في عام 2040.
تاريخ المدينة
كلمة أوسلو تتألف من مقطعين في لغة أهل الشمال، الأول بمعنى "مرج" والأخر بمعنى "آلهة" ليصبح المعنى: المروج المخصصة للآلهة أو مروج الآلهة، وكانت عبارة عن مركز تجاري في الجزء الشرقي من شبه جزيرة بيورفيكا قبل أن يأمر الملك هارلد الثالث الملقب بالملك الحازم بتوسيعها عام 1049، ثم بنيت كنيستها بعد ذلك عام 1070.
ولم تصبح عاصمة للبلاد إلا في عهد الملك هوكون الخامس (1299-1319م) الذي اتخذها مقرا لحكمه، وأمر ببناء قلعتها في محاولة منه لصد الهجمات السويدية التي تحدث بشكل متكرر. ضربها الطاعون أو الموت الأسود عام 1349 مع مدن أخرى، فقضى على نصف السكان، ثم دخلت النرويج في اتحاد مع الدانمارك عام 1536.
أصبحت البلاد تدار سياسيا من كوبنهاغن، وتعرضت أوسلو لسلسلة من الحرائق عام 1624 أتت على معظم أحيائها الخشبية مما دفع الملك الدانماركي كريستيان الرابع إلى تغيير موقع المدينة من مكانها الشرقي على اللسان المائي إلى مكان قريب من القلعة وتغيير اسمها إلى كريستيانيا، وأمر باعتماد الحجر بدلا من الخشب في بناء أحيائها مما شقها قسمين شرقيا وغربيا.
يتبع القسم الشرقي لمدينة أوسلو القديمة ببيوتها الخشبية والتي تركزت فيها الطبقة الفقيرة، أما القسم الغربي فتقطنه الطبقات الغنية والمتوسطة. وقد أدت الحروب النابليونية في القارة الأوروبية إلى تخلي الدانمارك عن الإقليم النرويجي إلى السويد عام 1815، وهو العام الذي كتب فيه الدستور النرويجي.
واسترجعت المدينة أهميتها من جديد بعد أن شرع الملك السويدي كارل يوهان في بناء معالم العاصمة كالقصر الملكي عام 1825 والبرلمان عام 1866، والبنك المركزي النرويجي وبورصة العملات في عام 1905.
استقلت النرويج بعد انفصالها عن الاتحاد مع السويد وأصبحت كريستيانيا عاصمة البلاد وظل هذا هو اسمها حتى عام 1924 عندما تغير اسمها إلى أوسلو. وفي عام 1948 اندمجت بلدية المدينة مع إقليم "أكر" لتشكل مقاطعة وبلدية في نفس الوقت. احتلها الألمان في الحرب العالمية الثانية مدة خمسة أعوام وحولوا قلعتها إلى معتقل للوطنيين النرويجيين.
الاقتصاد
يعمل في أوسلو أكثر من 8500 عامل في القطاع البحري ضمن قرابة 980 شركة متنوعة، الأمر الذي يجعلها واحدة من أهم المراكز التجارية البحرية في أوروبا.
ويشهد ميناؤها -وهو الأكبر في البلاد- حركة نشطة، إذ ترسو فيه قرابة 6000 سفينة سنويا. وتقارب الشحنات المفرغة من هذه السفن ستة ملايين طن من البضائع، علاوة على مرور أكثر من خمسة ملايين مسافر.
وقد قدر إجمالي الناتج السنوي المحلي لعام 2003 بـ268.047 مليار كرونة أي حوالي خمسين مليار دولار، وهذا يشكل ما نسبته 17% من إجمالي الناتج العام في البلاد.
المعالم
هناك الكثير من المعالم القديمة والحديثة في أوسلو، منها قلعة أوسلو التي تشرف على خليج المدينة وكانت مقرا للملوك وحصنا منيعا ضد الغزوات الخارجية خصوصا السويدية منها. وقد أمر ببنائها الملك هوكون الخامس (1299-1319).
ومن معالم أيضا المتحف الشعبي النرويجي الذي يعتبر الأكبر في أوروبا ويحتوي على نماذج لأكثر من 150 بيتا من كافة أنحاء البلاد، بُنيت وفق الطرق التقليدية لكل منطقة، ومتحف سفن الفايكنغ الذي يحتوي على سفينتين خشبيتين بحالة جيدة من القرن التاسع، ويضم الكثير من أدوات الصيد والطبخ والقوارب الصغيرة العائدة للفايكنغ.
خرجت أوسلو من موقعها النائي إلى أسماع الناس بعد ولوجها عالم السياسة الدولية برعايتها لمفاوضات سرية في تسعينيات القرن العشرين بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، أسفرت سنة 1993 عما بات يُعرف باتفاق أوسلو.