شعار قسم مدونات

هذه هي السيناريوهات المحتملة في إدلب

blogs سوريا

نقاط تركية جديدة وتساقط مستمر لمناطق المعارضة السورية في الشمال وأرتال عسكرية تركية تتدفق من الأراضي التركية إلى نقاط التماس مع النظام في مقابل نزيف بشري على شكل سلاسل من شاحنات النازحين إلى الحدود، هذا هو المشهد اليومي في حياة الناس في إدلب أحداث متكررة في أمكنة وأزمنة متقاربة لا يكسر رتابتها سوى إسقاط مروحية للنظام ثم لا يلبث للمشهد أن يستأنف مساراته على عدة محاور.

 

محاور يرى مراقبون أنها توحي بأن للنظام مساحات جغرافية له حرية الحركة فيها فما أن يوقف محورا قتاليا ما -مختارا أو مكرها- حتى يفتح محورا آخر متنقلا من سراقب والنيرب بريف إدلب الشرقي إلى الفوج 46 ومدينة الأتارب بريف حلب الغربي ومحور ريف حلب الشمالي في جيب يضم مدن كفر حمرة وعندان وحريتان، ومع ضبابية المشهد يقف قاطني المناطق الحدودية بريف إدلب الشمالي حيارى وعاجزين عن اتخاذ قرار بالبقاء أو الانضمام إلى قوافل النازحين إلى مناطق النفوذ التركي في عفرين وأعزاز والباب.

  

حالة من الترقب حول ما ستفضي إليه مباحثات يوم الاثنين القادم بين تركيا وروسيا على مستوى وزراء الخارجية بين متأمل بالتوصل إلى تهدئة ومتشائم لا يقرأ إلا ما تخطه مجنزرات الدبابات على الأرض وقذائفها التي وصلت إلى سرمدا! أكثر المتشائمين يرى أن النظام سيبسط سيطرته في نهاية المطاف على كامل محافظة إدلب ولن يبقى بيد المعارضة سوى الغصن والنبع والدرع! يرد آخرون أنه من غير الممكن أن تسمح تركيا بهذا السيناريو بعد زجها بأكثر من 10 آلاف من جنودها وقواتها الخاصة وآلاف القطع العسكرية والأسلحة المتطورة والتهديدات التركية المتزامنة معها، كما أن هذا السيناريو يعني نزوح ملايين جديدة وهذا ما يهدد تركيا بشكل كبير

 

الاحتمال الأول بأن يتوصل الجانبان التركي والروسي إلى تفاهمات جديدة تتمخض عنها منطقة آمنة بعمق 15 – 20كم تحت الإدارة التركية وإلزام جميع الأطراف بوقف نهائي لإطلاق النار

ويعتقد هؤلاء أن المنطقة مقبلة على تفاهمات جديدة ستترك التطورات الميدانية المتسارعة بصمتها على بنود هذه التفاهمات والتي قد تفضي بحسب هؤلاء إلى شريط حدودي آمن للمدنيين بإدارة تركية على غرار مناطق غصن الزيتون ودرع الفرات ونبع السلام وينقسم أصحاب هذا الرأي فيما إذا كانت إدلب المدينة من ضمن هذا الشريط أو لا. أما أكثر المتفائلين فيرى أن الأتراك سيدخلون في مواجهة مفتوحة مع النظام ومن خلفه روسيا لإجبار النظام على الانسحاب إلى ما وراء النقاط التركية بل شطح البعض بتفائله كما فعل مصطفى سيجري القيادي في الجيش الوطني بأن معبر كسب لن يبقى مع النظام السوري وأن المعارضة السورية سيكون لها منفذ بحري في تلك المنطقة!

 

بين هذا وذاك يمكن أن نشهد عدة سيناريوهات تحدد طبيعة التحركات العسكرية المحتملة في إدلب وفق الآتي:

الاحتمال الأول: بأن يتوصل الجانبان التركي والروسي إلى تفاهمات جديدة تتمخض عنها منطقة آمنة بعمق 15 – 20كم تحت الإدارة التركية وإلزام جميع الأطراف بوقف نهائي لإطلاق النار مع الإشارة إلى أن هذه التفاهمات لن تكون قبل سيطرة النظام على ريف حلب الغربي حتى حدود الفوج 111 شرق مدينة دارة عزة

 

الاحتمال الثاني: أن تستنفذ تركيا كل محاولاتها للتوصل لتسوية سياسية للأزمة مع روسيا وتنفذ تهديدات الرئيس التركي بشن عملية عسكرية ضد قوات النظام ويرى خبراء عسكريون أن الميدان سيكون لصالح تركيا والمعارضة المسلحة بشرط تحييد الطيران الروسي الذي قد يستهدف القوات التركية على الأرض. كما تشير عدة تقارير بتزويد المعارضة بمضادات طيران، خطورة هذا الاحتمال تكمن في إمكانية استهداف المناطق الحدودية في إدلب والمكتظة بمخيمات النازحين وربما قد تتعرض مناطق غصن الزيتون ودرع الفرات ونبع السلام للاستهداف، وإذا نجح الأتراك في تحييد الطيران فلن يتوانى الروس عن استخدام صواريخ بعيدة المدى. ويتوقع أن ينشط مسلسل التفجيرات في مناطق النفوذ التركي في الشمال

 

السيناريو الثالث: فهو شن هجوم عسكري كبير وعنيف من قبل النظام وروسيا للسيطرة على مدن الأتارب والدانا وسرمدا وصولا إلى معبر باب الهوى في تكرار لسيناريو الغوطة بتقسيم المنطقة وفصل كتلة (إدلب جبل الزاوية و جبل الأربعين و جبال الساحل) عن حلب وريفها الشمالي والغربي تماما بالتزامن مع حملة من محور الفوج 111 باتجاه معبر أطمة وبذلك يفصل الريف الشمالي لإدلب عن مناطق غصن الزيتون وهذا السيناريو ضعيف لكنه وارد

 

السيناريو الأخير: والأقل احتمالا في هذه المرحلة فهو فتح محور من بلدة النيرب بريف إدلب الشرقي باتجاه مدينة أريحا وصولا إلى جسر الشغور للسيطرة على طريق ال M4 وقطع طريق إمداد الكبينة بريف اللاذقية الأمر الذي سيؤدي إلى محاصرة كل المناطق جنوب الطريق والتي تضم أحد أكثر مواقع المعارضة تحصينا كجبل الزاوية وجبل الأربعين.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.