قبل وصول المحتل الإسباني.. شعب الأزتيك استخدم الجبال مرصدا شمسيا للمواقيت الزراعية

يعتقد المؤلفون أنه يمكن استخدام مرصد الأزتيك في القرن الـ21 لفهم التغيرات المناخية العالمية.

Rising sun viewed from the stone causeway of the solar observatory on Mount Tlaloc, Mexico. The view aligns with the rising sun on February 24, coinciding with the Mexica calendar's new year.
كان الأزتيك جيدون في الحفاظ على الوقت مثل الأوروبيين وربما أفضل منهم باستخدام أساليبهم الخاصة (يوريك ألرت)

عرف عن شعوب الحضارات القديمة، مثل الأزتيك والمصريين القدماء والبابليين، استخدام طرق طبيعية، ولكنها متطورة، لقياس الوقت حتى قبل فترة طويلة من اختراع الساعات الحديثة والأجهزة الفلكية الأخرى.

لكن شعب الأزتيك كان له السبق في بعض هذه الطرق خاصة تلك التي تتعلق بتحديد الموسم الزراعي، وفقا لدراسة جديدة نشرت يوم 12 ديسمبر/كانون الأول الجاري في دورية "بروسيدنجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس" (Proceedings of the National Academy of Sciences).

تقول الدراسة التي أعدها باحثون في جامعة كاليفورنيا في ريفرسايد، إنه من دون ساعات أو أدوات حديثة، كان المكسيكيون القدماء يراقبون الشمس للحفاظ على تقويم زراعي يتتبع المواسم بدقة، بل يتكيف مع السنوات الكبيسة، وإن حضارة الأزتيك قامت بقياس مسار ضوء الشمس باستخدام الهياكل الطبيعية مثل قمم جبال سييرا نيفادا لتحديد التقويم الزراعي.

وقبل وصول الإسبان في عام 1519، غذى النظام الزراعي لحوض المكسيك سكانا كان عددهم كبيرا بشكل غير عادي في ذلك الوقت. في حين أن إشبيلية، أكبر مركز حضري في إسبانيا، كان عدد سكانها أقل من 50 ألف نسمة، حيث كان الحوض المعروف الآن باسم مكسيكو سيتي موطنا لما يبلغ 3 ملايين شخص، وفقا للبيان الصحفي المنشور على موقع "يوريك ألرت" (Eurek Alert).

ولإطعام الكثير من الناس في منطقة ذات ربيع جاف ورياح موسمية صيفية جافة مثل حوض "مكسيكو سيتي"، يتطلب الأمر فهما متقدما لوقت حدوث التغيرات الموسمية في الطقس.

Solar observatory in Mount Tlaloc, Mexico. The inclined causeway aligns with the rising sun on February 23–24, in coincidence with the Mexica calendar's new year. الصورة من eurekalert.
أكدت الدراسة أن شعب الأزتيك استخدم طريقة تتضمن تسخير الشمس والتحديق في الجبال (يوريك ألرت)

تسخير الشمس

وأكدت الدراسة أن شعب الأزتيك استخدم طريقة تتضمن تسخير الشمس والتحديق في الجبال مثل جبل سييرا دي باتلاتشيك لمعرفة ما إذا كان موسم الزراعة أو الحصاد قد حل بالفعل، وذلك بشكل أساسي لإطعام الملايين من الناس، وإبقائهم على قيد الحياة وبصحة جيدة.

كانت إمبراطورية الأزتيك مجتمعا من أميركا الوسطى ما قبل وصول كولومبوس، وازدهر فيما هو الآن وسط المكسيك بين القرنين الـ14 والـ16. كان الأزتيك يمتلكون ثقافتهم الخاصة، وكانوا متقدمين على عصرهم. وكان لهذا المجتمع أيضا تقويم دقيق خاص به، مستقل عن الأدوات السماوية للأوروبيين، وفقا للدراسة.

وفي تصريح للجزيرة، قال قائد فريق البحث في الدراسة إكسيكيل إزكورا، عالم البيئة النباتية بجامعة كاليفورنيا بريفرسايد (University of California, Riverside)، إن الدراسة تؤكد الافتراضات بأن قمم الأفق المدببة في جبال تلالوك وسط المكسيك كانت بمثابة وسيلة لمراقبة التقويم الزراعي ومطابقة الفصول خلال مرور كل عام شمسي.

وأوضح إزكورا أن الفرضية الرئيسية للدراسة هي أن شعب الأزتيك استغل وادي المكسيك بأكمله في عملية الرصد والتقويم، مستخدمين الحوض نفسه كأداة عمل لهذه العملية. فعندما تشرق الشمس على نقطة بارزة خلف جبال سييرا، يمكن لهم أن يعرفوا أن الوقت قد حان لبدء موسم الزراعة.

وعن إمكانية استخدامهم الحوض نفسه كذلك في عملية الرصد الفلكي، استبعد قائد فريق البحث هذه الفرضية.

The stone causeway of the solar observatory in Mount Tlaloc, Mexico, aligns with the rising sun on February 23–24, in coincidence with Mexica calendar's new year.
يمكن أن يكون للمرصد أيضا وظيفة أكثر حداثة في رصد التغيرات المناخية (يوريك ألرت)

مرصد القرن الـ21

وللوصول إلى نتائج الدراسة، درس الفريق "مخطوطات مكسيكا"، وهي نصوص قديمة أشارت إلى جبل تلالوك الذي يقع شرق الحوض. واستكشف فريق البحث الجبال العالية حول الحوض، ومعبدا في قمة الجبل. باستخدام نماذج الحاسوب الفلكية، أكدوا أن هيكل جسر طويل في المعبد يتماشى مع شروق الشمس يوم 24 فبراير/شباط، في اليوم الأول من عام الأزتيك الجديد.

وكان الأزتيك جيدون في الحفاظ على الوقت مثل الأوروبيين، أو ربما أفضل منهم، باستخدام أساليبهم الخاصة.

ويمكن أن يكون للمرصد أيضا وظيفة أكثر حداثة، وفقا للمؤلف الذي يقول "تخلص ورقتنا البحثية إلى أنه ما كان مرصدا للقدماء يمكن أن يكون أيضا مرصدا للأسلاف في القرن الـ21، لفهم التغيرات المناخية العالمية".

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + يوريك ألرت