الدمار والخراب يواجه أسرا عائدة لمنازلها بأم درمان القديمة
شرعت أسر سودانية في العودة إلى منازلها في أم درمان القديمة بولاية الخرطوم بعد إعلان الجيش السوداني استعادة سيطرته على المنطقة، لكن هذه العودة مرهونة بتوفّر مقومات أساسية للحياة كالماء والكهرباء وإزالة مخلفات الحرب.
ولم تسلم غالبية المنازل في منطقة أم درمان القديمة من آثار المعارك وعمليات النهب، بل تحوّل بعضها إلى حطام، حيث تفاجأ العائدون بحجم الدمار الذي لحق بممتلكاتهم، وهو حال إحدى الأسر في منطقة أبروف، حيث أحالت المعارك غالب أجزاء منزلها إلى حطام.
سمية، إحدى السيدات في هذه الأسرة، اكتشفت لدى عودتها أنها فقدت جميع ممتلكاتها بعد أن تم نهب المنزل بالكامل وأُفرغ من معظم محتوياته، غير أن تشبثَها بالعودة إليه لم يحل دونه دمار أو خراب. وتقول هذه السيدة للجزيرة "المطبخ تدمر وكذلك الأواني والأثاث وكل شيء. يحتاج السكن إلى وقت للصيانة.. وهمنا الأكبر أن نجد أوراقنا ومستنداتنا تحت الأنقاض".
وقد أثرت المواجهات الشرسة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي كانت تسيطر على أم درمان القديمة، على خدمات الكهرباء، ولذلك بدأت فرق فنية من هيئة الكهرباء إعادة الخدمة إلى بعض الأحياء.
ووفق تقرير مراسل الجزيرة في الخرطوم أسامة سيد أحمد، يحاول متطوعون إصلاح ما يمكن إصلاحه لتشجيع عودة المواطنين إلى ديارهم، وهو حال شاب متطوع قال إنهم يعملون على إصلاح الأعمدة وإعادة الأسلاك، مشيرا إلى أن الناس تعبت وتريد العودة إلى بيوتها.
ومن جهة أخرى، لا تزال مخلفات الحرب تمثل مخاطر على السكان في أم درمان التي كانت مسرحا لحرب شرسة، كالأجسام التي لم تنفجر بعد. وتعمل فرق متخصصة على إزالة ما بقي من ألغام وقذائف غير متفجرة، تمهيدا لعودة متوقعة للمواطنين إلى منازلهم.
ويؤكد والي ولاية الخرطوم أحمد عثمان حمزة أن عودة المواطنين إلى بيوتهم مرتبطة باكتمال عودة الخدمات.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) معارك خلّفت آلاف القتلى والجرحى والنازحين، وفق بيانات للأمم المتحدة.