وسط تصاعد التوتر مع أوكرانيا والناتو.. روسيا تجري تدريبات لصد هجوم جوي واسع على حدودها الغربية

قالت المنطقة العسكرية الغربية في روسيا، اليوم الاثنين، إن القوات الروسية أجرت تدريبا على صد غارات جوية مكثفة، وسط مواجهة بين موسكو والغرب بشأن مساعي أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، حسب ما أفادت رويترز نقلا عن وكالة إنترفاكس الروسية.

وأضافت إنترفاكس أن ما يقرب من 10 آلاف جندي شاركوا في العملية.

وحشدت روسيا عشرات الآلاف من القوات بالقرب من أوكرانيا وطالبت بعدم السماح لجارتها الجنوبية بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، بالإضافة إلى عدم نشر أي أسلحة هجومية هناك أو في أي من البلدان المجاورة لها.

وبدأت بعض القوات في العودة إلى قواعدها بعد إجراء تدريبات بالقرب من أوكرانيا.

وكانت موسكو أعلنت أمس الأول عودة أكثر من 10 آلاف جندي روسي إلى قواعدهم بعد إجراء تدريبات استمرت شهرا في جنوب البلاد، خاصة بالقرب من الحدود الأوكرانية، في ذروة التوتر بين موسكو والغرب.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن مناورات "التدريب القتالي" هذه جرت في عدة مواقع عسكرية بمناطق روسية مثل فولغوغراد وروستوف وكراسنودار وشبه جزيرة القرم التي ضمتها، وهي مناطق مجاورة لأوكرانيا.

كما أشارت الوزارة إلى أن التدريبات أجريت كذلك في الأراضي الروسية البعيدة عن الحدود الأوكرانية، في ستافوروبول وأستراخان وشمال القوقاز، كما في أرمينيا وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.

وأضافت الوزارة أنه "من أجل ضمان حالة التأهب القصوى خلال احتفالات نهاية العام في المواقع العسكرية بالمنطقة العسكرية الجنوبية، سيتم تخصيص وحدات حراسة وتعزيزات وقوات لمواجهة أي حالات طارئة محتملة".

المفاوضات مع واشنطن والناتو

وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن المفاوضات بين بلاده من جهة، وواشنطن والناتو من جهة أخرى، بشأن الضمانات الأمنية، ستعقد مباشرة بعد عطلة أعياد رأس السنة بمشاركة لجنة وزارية مشتركة وعسكريين.

وأشار لافروف إلى أن موسكو تنتظر رد الناتو بخصوص مشاركة العسكريين في المشاورات، وأن بلاده مهتمة بشكل كبير بإجراء حوار مع حلف الناتو.

من جهته، قال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية إن بلاده لا ترغب باللجوء لسيناريو التصعيد مع الغرب، مشددا على أهمية اعتماد الطرق الدبلوماسية لحل الخلاف.

وأكد ريابكوف أن روسيا لن تتحمل ما سماها تصرفات حلف شمال الأطلسي بخصوص هواجسها الأمنية، وستعمل على وضع حد لتمدده شرقا.

وشدد على ضرورة تخلي الناتو رسميا عن مخرجات قمة بوخارست لعام 2008 التي نصت على أن أوكرانيا وجورجيا ستنضمان إلى الحلف.

ومنذ أكثر من شهر، يتهم الغرب روسيا بحشد نحو 100 ألف عسكري على الحدود الأوكرانية بهدف التدخل عسكريا فيها، وصعّد من تحذيراته للكرملين الذي ينفي أي نية لشن حرب، متهما بدوره كييف بالتحضير لهجوم عسكري لاستعادة الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون، لكن السلطات الأوكرانية تنفي ذلك بشدة.