من سونيك إلى حرب النجوم.. كيف بدأ المشاهدون التأثير في الأفلام والبرامج الشهيرة؟

Jan 4, 2020; Orlando, Florida, USA; Fans get a high five from a Star Wars characters as part of Star Wars Night before the game between the Orlando Magic and the Utah Jazz at Amway Center. Mandatory Credit: Reinhold Matay-USA TODAY Sports
المشاهدون أصبحوا قادرين على التأثير في الأفلام والبرامج التلفزيونية الشهيرة (رويترز)

يعكس إصدار فيلم "سونيك القنفذ" مدى قدرة المشاهدين على التأثير في ثقافة البوب في الوقت الراهن، فبفضل التقدم التكنولوجي وعصر الإنترنت، بدأت آراء الجماهير والنقاد تصل إلى المنتجين، وتلاشى الحاجز بين الجماهير والمبدعين، رغم ذلك، فإن طريقة تأثير المشاهدين في الأفلام والبرامج مثيرة للجدل.

من هذا المنطلق، وبعد إصدار المخرج جيف فاولر العرض الترويجي لفيلم "سونيك"، تفاعل الآلاف من الجماهير مع ذلك، مما حفزه على المضي قدما في تصوير العمل السينمائي.

وفي تقرير نشره موقع "أف بي ري" الروسي، تحدث فلاديسلاف سوبريتسكي عن كيفية تأثير المشاهدين في الأفلام والبرامج التلفزيونية الشهيرة.

سونيك القنفذ
قال الكاتب إنه لم يعد لسونيك الذي سيراه المشاهدون على الشاشات الكبيرة للسينما أسنان بشرية وعيون خرزية.

بالإضافة إلى ذلك، لن يرى المشاهدون صورة ظلية للفتى الصغير الملعون من طرف الساحرة الشريرة، بل سيجدونه بطلا حقيقيا ملؤه القوة، وكان ذلك طلب المشاهدين الذي استجاب له المخرج.

إن قدرة الجماهير على تشكيل وتغيير الفن ليست بالأمر الجديد، ففي عام 1988، اتسم رد فعل الجماهير على مقتل شارلوك هولمز بالغرابة، وكان ذلك سبب تعرض آرثر كونان دويل لموجة من الانتقادات، مما دفعه لإعادة إحياء البطل بعد مضي عشر سنوات على العرض الأخير.

وفي السياق ذاته، ظل المؤرخ جريج جينيت، مؤلف كتاب "الموتى المشاهير" يسير وفقا لآراء الجماهير حتى أوائل القرن الثامن عشر.

أما في عشرينيات القرن الماضي، فقد أرسل المشاهير آلاف الرسائل إلى إستوديوهات الأفلام مطالبين الممثلين المفضلين لديهم بلعب أدوار أفضل.

‪بعد إصدار العرض الترويجي
‪بعد إصدار العرض الترويجي "لسونيك القنفذ" تفاعل الآلاف من الجماهير مع ذلك مما حفز على المضي في تصوير العمل السينمائي‬ (رويترز)

تغير صناعة السينما
شهد عالم السينما على مدى العقد الماضي تغييرا كبيرا، وبعد صدور سلسلة "صراع العروش" وأفلام مارفل، ظهر مصطلح "غيك" أي الشخص المتحمس المهووس بهواية معينة أو الساعي الفكري أو المعجب.

وبفضل التقدم التكنولوجي وعصر الإنترنت، بدأت آراء الجماهير والنقاد تصل إلى المنتجين، وتلاشى الحاجز بين الجماهير والمبدعين، ورغم ذلك، فإن الطريقة التي تغير بها جوهر مجتمع المعجبين مثيرة للجدل إلى حد كبير.

في هذا الصدد، في عام 1992، نشر العالم هنري جنكينز كتاب "الحواجز النصية" قال فيه إنه "في الآونة الأخيرة زاد حجم مجتمع المعجبين مما سمح بالتفاعل المستمر مع المنتجين وجعل صناعة الترفيه أكثر وعيا برأي الطرف الثاني".

في الواقع، بفضل ردود الفعل تغيرت العديد من الأمور حقا، فعلى سبيل المثال في عام 1968، نظم محبو "ستار تريك"، وهو أهم ظواهر الخيال العلمي في التلفاز الأميركي، حملة ضخمة وناجحة، وكتبوا آلاف الرسائل عبروا من خلالها عن رغبتهم في عدم إيقاف العرض.

طرق التأثير
بين الكاتب أن الاعتقاد بأن المعجبين لا يمارسون الكثير من النفوذ أمر خاطئ تماما، لا سيما في ظل اعتمادهم اليوم على علامات التصنيف على الإنترنت من أجل عدم إيقاف العرض.

وتجلى تفاعل الجماهير في سلسلة "ذا إكسبانس" و"بروكلين ناين ناين"، إذ لم تتوان الجماهير عن نقد الأبطال بطريقة لاذعة حتى في ظل قيامهم بهفوات صغيرة.

ومن الأمثلة البارزة على ذلك مسلسل "المئة" الذي قتل فيه أحد الشخصيات المهمة ونتيجة لذلك، نشرت مئات الآلاف من المشاركات على تويتر للمطالبة بإعادة البطل.

‪نشرت مئات الآلاف من المشاركات على تويتر للمطالبة بإعادة البطل بعد أن قُتل في مسلسل
‪نشرت مئات الآلاف من المشاركات على تويتر للمطالبة بإعادة البطل بعد أن قُتل في مسلسل "المئة"‬ (مواقع التواصل الاجتماعي)

مصدر الدخل
إن استخدام شغف المعجبين من قبل صناع الترفيه لأغراض تجارية بحتة من أهم التغييرات في السنوات العشر الماضية.

من جانبها، قالت الكاتبة سوزان سكوت إن هذه الصناعة تحتاج إلى المزيد من المشجعين أكثر من أي وقت مضى، يحتاج المنتجون إلى المعجبين للحصول على رسوم كبيرة، وكذلك للإعلان عن منتج إعلامي جديد.

ويدرك المنتجون الآن أن الضغط على الأزرار الصحيحة يساعدهم على كسب المزيد من الأرباح.

ولعل خير دليل على ذلك نتفلكس التي سرعان ما اختارت اتجاهات جديدة، وأصدرت قناة البث سلسلة المرآة السوداء، وأتاحت للمشاهدين فرصة التفاعل مع ما يحدث على الشاشة، واختيار نسختهم الخاصة من المؤامرة.

عدم رضا الجماهير
بحسب النقاد المحترفين، كانت الحلقة الأخيرة من سلسلة صراع العروش مخيبة للآمال، وبناء على ذلك وقع المعجبون على عريضة جمعت أكثر من مليون توقيع، مطالبين بإعادة صياغة النهاية والتخلي عن الأبطال غير الأكفاء، وخلافا لما جرت به العادة، لم يكن لآراء المعجبين تأثير كبير هذه المرة.

إلى جانب ذلك، لم تنل نهاية سلسلة حرب النجوم رضا الجماهير، غير أن فيلم "حرب النجوم: القوة تنهض" وفيلم "منبوذ" لقيا استحسان الجماهير، وبشكل عام، من غير المستبعد استمرار المشاهدين في التأثير على حياة شخصياتهم المفضلة.

المصدر : مواقع إلكترونية