كيف تقرأ لوحة فنية؟.. دليلك لفهم الفنون التشكيلية

كيف نقرأ لوحة فنية؟
تعلم قراءة اللوحات يحتاج إتقانه فقط بعض المواظبة والشغف (مواقع التواصل)

هند مسعد

يقف المهتمون بالفنون التشكيلية عادة أمام إشكالية فهم اللوحات وما معناها وما هي مدارس الفن التشكيلي وما الفرق فيما بينها؟ وهو ما جعل مسألة "كيف نقرأ لوحة فنية" مادة خصبة أفرد لها العديد من النقاد الكثير من المقالات والمنشورات لتعين المُتابعين لهذا المجال على فهمه.

ويرى العديد من رواد ونقاد الفنون التشكيلية أن تعلم قراءة اللوحات أمر سهل جدا يحتاج إتقانه فقط بعض المواظبة والشغف.

وأفردت عدة متاحف على مواقعها على الإنترنت عددا من الخطوات السلسة التي يمكن للهواة اتباعها ببساطة لفهم الأعمال الفنية.

ووفقا للمعرض القومي الفنون في إنجلترا (The National Gallery of Art) فإن فهم أي عمل فني مثل فهم أي كتاب، حيث يقوم القارئ بفك الرموز لفهم المعنى، ثم يستمعن النظر في لغة الجسد، ثم يصقل قراءته بكثرة الممارسة.

"ليلة مرصعة بالنجوم" لفان جوخ (مواقع التواصل)

ومع ذلك، وحسبما نشر المعرض على موقعه على الإنترنت، هناك فرق جوهري بين قراءة كتاب وقراءة عمل فني، ألا وهو أن الأول حين نقرأه فإننا نتخيل المشهد عبر الجُمل والعبارات. أما في اللوحة فالمشهد مرسوم ومُقدم لنا بالفعل، وكل ما علينا هو فهم معناه فقط.

كما لا يتطلب الوصول للوحات نفسها الجهد الكبير من الهواة. فهناك عدد كبير من المواقع يقدم عددا ضخما من اللوحات ومتاحة على الإنترنت مع الشرح مثل متحف اللوفر ومتحف أورسيه وغيرهما.

ويستطيع المهتم كتابة "لوحات القرن التاسع عشر أو (19th century paintings)" في أي محرك بحث، وسيجد نفسه أمام كم هائل من الأعمال الفنيّة.

أما إذا كان المهتم يبحث عن لوحات تتناول مواضيع فنية بعينها، مثل المناظر الطبيعية أو المواضيع الدينية، فكل ما عليه كتابة "لوحات مناظر طبيعية القرن الثامن عشر" مثلا، وهكذا فإن البحث باستخدام كلمات مفتاحية أو حقبة زمنية يضع الباحث أمام بحر من الأعمال الفنية والتي يستطيع أن ينتقي منها ما شاء.

جديرٌ بالذكر أن المهتم يستطيع تغيير الحقبة الزمنية للوصول لأكبر قدر من الأعمال مثل كتابة القرن التاسع عشر والثامن عشر عند البحث أو أي عدد من القرون.

وقد أفردت الموسوعة العالمية "ويكيبيديا" شرحا لجميع مدارس الفنون التشكيليّة مرتبة حسب الحروف الأبجدية، وتتناول التقسيم التاريخي منذ العصر الحجري حتى اليوم، ومرفق بكل مدرسة لوحات تدل على أسلوبها الذي تميزت به عن غيرها.

ومع ذلك، يرى العديد من النقاد أن كتابة مراجعة قصيرة لأي لوحة لا تحتاج معرفة مطولة بمدارس الفنون أو تاريخ الفن أصلا.

فإن كان الباحث أو المهتم لا يعرف نوع المدرسة التي تنتمي لها اللوحة، يستطيع كتابة اسم اللوحة والرسام في أي محرك بحث. وهنا ستظهر له معلومات كثيرة عن الرسام واللوحة والمدرسة التي تنتمي لها وظروف رسمها وهلم جرا.

وبعد أن نصل لمعلومات اللوحة، نأتي لمرحلة كتابة أو تدوين المراجعة. ويستطيع أي شخص أن يقدم مراجعة للوحة دون أن يكون كاتبا متمرسا أو محررا فنيا.

ويكفي أنّ تشرح محتوى العمل بأسلوبك الخاص. فقط اكتب.. ماذا ترى؟ وماذا يعجبك؟ مثلا طفل يمسك وردة: طفل بريء ووردة جميلة. فلا يوجد حاجة لاستعراض أي عضلات كتابية.

في نفس الصدد، فإن فهم المدارس يأتي بكثرة تجميع اللوحات والقراءة عنها. مع الوقت يتكون عند المتابع حصيلة معرفية بطبيعة كل مدرسة فيتعرف على نوع المدرسة بمجرد رؤية اللوحة.

لذلك، فإن الممارسة المُتكررة تعد أهم وسيلة لإتقان القراءة. كما أن تجميع أكبر عدد من الأعمال يساعد المتابع على المستوى الشخصي فسيشعر أن روحه اتسعت بقدر سعة هذا الجمال.

ويستطيع المهتم أن يلجأ لعدد من الكتب للاستزادة إن أراد. فهناك مؤلف "أسرار الفن التشكيلي" للدكتور محمود بسيوني، وهو كتاب مبسط يستهدف القارئ العربي حيث يتناول مدخل الفنون التشكيلية، ويرفقها بالأمثلة والمقارنات ليكون لدى القارئ خبرة بصرية.

كذلك هناك كتاب "تاريخ عباقرة الفن التشكيلي في العالم.. وأشهر ما خلفوه من روائع خالدة عبر العصور" تأليف محيي الدين طالو، والذي يتناول أشهر وأهم الرسامين في تاريخ الفن التشكيلي.

كما يتناول الكتاب الحقب الزمنية المختلفة التي تعد علامات بارزة في تاريخ الفن. وللمؤلف أيضا كتاب مهم عن الفنون الإسلامية بعنوان "المرشد الفني إلى أصول إنشاء وتكوين الزخرفة الإسلامية" يتناول نشأة وتطور الفن الإسلامي على وجه الخصوص.

هناك أيضا كتاب "حيرة الفن التشكيلي العربي ما بين جذور واغتراب" تأليف خير الدين عبد الرحمن، ويتناول طبيعة ونشأة الهوية العربية للفن التشكيلي مع التركيز على التيارات الدينية والسياسية التي أثرت عليه.

ويعتبر "الفنون التشكيلية وكيف نتذوقها" لمؤلفه برنارد مايرز واحدا من أبسط الكتب وأيسرها للولوج لعالم الفنون. وقد قام بترجمته كل من الدكتور سعد المنصوري ومسعد القاضي. وهو متوفر على الإنترنت.

المصدر : الجزيرة