مدينة الزاوية

خارطة ليبيا وعليها توضيح انضمام المدن والقبائل للثورة بالإضافة إلى البريقة وراس لانوف

تقع مدينة الزاوية في شمال غرب ليبيا وتبعد بخمسين كيلومترا عن العاصمة طرابلس، يحدها غربا مدينة صرمان وشرقا مدينة جنزور وجنوبا سلسلة جبال نفوسة. ويبلغ عدد سكانها 90 ألف نسمة.

تستمد المدينة أهميتها الإستراتيجية من كونها أكبر تجمع سكاني قرب طرابلس، وهو ما يجعلها البوابة الغربية للعاصمة الليبية.

ويضم ميناء مدينة الزاوية أكبر مصفاة لإنتاج وتكرير النفط في ليبيا، وهو ما دفع بسيف الإسلام القذافي النجل الثاني للقائد الليبي إلى اعتبار محاولة السيطرة على هذه المدينة من الثوار بمنزلة الكارثة للاقتصاد الليبي، وشبهها بميناء روتردام بهولندا.

ويصدر عبر هذا الميناء 251 ألف برميل من النفط، ويعد الميناء الوحيد من بين الموانئ المستخدمة لتصدير النفط الواقع في الجزء الغربي لليبيا، فيما تتوزع الموانئ الأخرى التي تصدر 825 ألف برميل يوميا من النفط الخام في المتوسط، على مناطق السدرة ومرسى البريقة ورأس لانوف وطبرق والزويتية في الجزء الشرقي من البلاد.  

تاريخيا نشأت الزاوية على الأرجح أيام الفنيقيين محطة تجارية ومرسى للسفن، وعرفت قديما باسم أساريا، اعتمدت المدينة في الأساس على الزراعة والإنتاج الحيواني والصيد البحري وشكلت المنتجات الزراعية أساس تجارتهم مع الفنيقيين. أما اسم المدينة الحالي فالأرجح أنه جاء بسبب كثرة الزوايا الصوفية فيها.

كانت مدينة الزاوية معقلا هاما لمقاومة الاحتلال الايطالي الذي لم يتمكن من السيطرة عليها إلا في 4 ديسمبر/كانون الأول 1912، وأرغم على الجلاء عنها في 17 يوليو/تموز 1915 إثر الثورة الشاملة التي انتشرت في البلاد وأدت إلى تقلص الاحتلال الإيطالي وانسحاب حاميته إلى طرابلس.

وتتنوع التركيبة العرقية للسكان في مدينة الزاوية لتشمل: عربا وبربرا ويهودا وقولوغلية وزنوجا.

المصدر : الجزيرة