الثعبان.. جزيرة أوكرانية متنازع عليها يعيش فيها 100 شخص

Russian Navy's patrol ship Dmitry Rogachev sails in Istanbul's Bosphorus
تقع جزيرة الثعبان في البحر الأسود بالقرب من السواحل الشرقية لكل من أوكرانيا ورومانيا (رويترز)

قال الجيش الأوكراني إنه وجّه ضربة لقوات روسية تتمركز في "جزيرة الثعبان" الإستراتيجية أمس الثلاثاء 21 يونيو/حزيران 2022، ونقل أسلحة وأنظمة صاروخية إليها، موضحا أنه ألحق خسائر بالروس.

من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الروسية -اليوم الأربعاء- أن القوات الأوكرانية نفذت "محاولة فاشلة" للسيطرة على الجزيرة.

فما قصة جزيرة الثعبان، وأين تقع تحديدا، ولماذا سميت بهذا الاسم، وما أهميتها الإستراتيجية في الحرب، ومتى سيطرت عليها القوات الروسية؟

جزيرة الأفعى

  • يطلق عليها اسم "جزيرة الثعبان" (Serpent Island) أو "جزيرة الأفعى" أو "الجزيرة البيضاء"، لأنها تعيش فيها ثعابين بيضاء.
  • تقع جزيرة الثعبان في البحر الأسود بالقرب من السواحل الشرقية لكل من أوكرانيا ورومانيا.
  • تبلغ مساحة الجزيرة 0.17 كيلومتر مربع، بطول 662 مترا وعرض 440 مترا، وأعلى نقطة فيها ترتفع حوالي 41 مترا.
  • الجزيرة عبارة عن تكوين صخري ناري يقع على بعد 35 كيلومترا من الساحل، شرق مصب نهر الدانوب.
  • كانت الجزيرة واحدة من آخر مواطن فقمة البحر الأبيض المتوسط المهددة بالانقراض حتى الخمسينيات من القرن الماضي.
  • يعيش حوالي 100 شخص في الجزيرة، معظمهم من حرس الحدود مع عائلاتهم والموظفين التقنيين.
إعلان

تاريخ الجزيرة

  • أعاد اليونانيون خلال فترة الإمبراطورية العثمانية تسميتها باسم "فيدونيسي" (Fidonisi)، نسبة لمعركة بحرية دارت بين الأسطولين العثماني والروسي عام 1788، أثناء الحرب الروسية التركية 1787-1792.
  • عام 1829: بعد الحرب الروسية التركية (1828-1829)، أصبحت الجزيرة جزءًا من الإمبراطورية الروسية حتى عام 1856.
  • عام 1877: بعد الحرب الروسية التركية (1877-1878)، أعطت الإمبراطورية العثمانية الجزيرة ومنطقة دوبروجا الشمالية (مملكة رومانيا) لرومانيا، تعويضا للضم الروسي لمنطقة جنوب بيسارابيا الرومانية.
  • كجزء من التحالف الروماني مع روسيا، قام الروس بتشغيل محطة لاسلكية في الجزيرة، لكنها دمرت في 25 يونيو/حزيران 1917 عندما قصفتها السفينة التركية "ميدلي" (Medilli) التي بنيت باسم "إس إم إس بريسلو" (SMS Breslau) للبحرية الألمانية. كما تضررت المنارة التي بناها ماريوس ميشيل باشا عام 1860.
  • عام 1920: أعادت معاهدة فرساي التأكيد على أن الجزيرة جزء من رومانيا، وأعيد بناء المنارة عام 1922.
  • عام 1947: نصت معاهدات باريس للسلام بين أبطال الحرب العالمية الثانية على تنازل رومانيا عن شمال بوكوفينا ومنطقة هرتسا وبودياك وبسارابيا إلى الاتحاد السوفياتي، لكنها لم تذكر أفواه نهر الدانوب وجزيرة الثعبان.
  • حتى عام 1948، كانت جزيرة الثعبان جزءًا من رومانيا.
  • 4 فبراير/شباط 1948: أثناء ترسيم الحدود، وقّعت رومانيا والاتحاد السوفياتي على بروتوكول ترك تحت الإدارة السوفياتية جزيرة الثعبان، والعديد من الجزر الصغيرة على نهر الدانوب جنوب الحدود الرومانية الروسية المتفق عليها عام 1917.
  • عارضت رومانيا هذا البروتوكول، لأنه لم يتم التصديق عليه من قبل أي من البلدين، ومع ذلك لم تقدم أي مطالبة رسمية بشأن المناطق.
  • عام 1948: خلال الحرب الباردة، تمّ بناء مركز رادار سوفياتي على الجزيرة للأغراض البحرية والمضادة للطائرات.
  • تم تأكيد ملكية الاتحاد السوفياتي لجزيرة الثعبان في المعاهدة المبرمة بين حكومة جمهورية رومانيا الشعبية وحكومة اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية بشأن نظام الحدود بين الدولة الرومانية والسوفياتية، الموقعة في بوخارست يوم 27 فبراير/شباط 1961.
  • بين عامي 1967 و1987: تفاوض الاتحاد السوفياتي والجانب الروماني على ترسيم حدود الجرف القاري.
  • عام 1987: رفض الجانب الروماني قبول عرض روسي بشأن الجزيرة.
  • عام 1991: بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، ورثت أوكرانيا السيطرة على الجزيرة.
  • عام 1997: وقّعت رومانيا وأوكرانيا معاهدة "تؤكد فيها كلتا الدولتين مجددًا أن الحدود القائمة بينهما مصونة، وبالتالي، يجب عليهما الامتناع الآن وفي المستقبل عن أي محاولة ضد الحدود، وكذلك عن أي مطلب أو فعل ومصادرة واغتصاب جزء من أو كل أراضي الطرف المتعاقد".
  • اتفق الجانبان على أنه إذا لم يتم التوصل إلى قرار بشأن الحدود البحرية في غضون عامين، فيمكن لأي من الجانبين التوجه إلى محكمة العدل الدولية للحصول على حكم نهائي.
  • عام 2002: بالإضافة إلى منصة طائرات مروحية، تم بناء رصيف للسفن التي يصل ارتفاع غاطسها إلى 8 أمتار، كما شرعت كييف في بناء ميناء.
  • 4 يوليو/تموز 2003: وقّع رئيس رومانيا إيون إليسكو ورئيس روسيا فلاديمير بوتين معاهدة صداقة وتعاون.
  • وعدت رومانيا بعدم التنازع على أراضي أوكرانيا أو مولدوفا التي خسرتها لصالح الاتحاد السوفياتي بعد الحرب العالمية الثانية، لكنها طلبت من روسيا -باعتبارها خليفة الاتحاد السوفياتي- الاعتراف بشكل ما بمسؤوليتها عما كان حدث.
  • أنشأت "جامعة أوديسا آي ميتشنيكوف" الوطنية، ومؤسسة "أوستريف زميني" (Ostriv Zmini) للبحوث البحرية مبادرة يجري فيها العلماء والطلاب من الجامعة أبحاثا في الجزيرة كل عام، عن الحيوانات والنباتات والجيولوجيا المحلية والأرصاد الجوية وكيمياء الغلاف الجوي وعلم الأحياء المائية.
  • وفقا لمعاهدة عام 1997 بين رومانيا وأوكرانيا، سحبت السلطات الأوكرانية فرقة راديو تابعة للجيش، وهدمت رادارا عسكريا، ونقلت جميع البنية التحتية الأخرى للمدنيين.
  • الجزيرة مزودة بمعدات ملاحية، وفيها منارة عمرها 180 عاما.
  • تفتقر الجزيرة إلى مصدر للمياه العذبة، ويتم تزويد وحدة حرس الحدود بها بانتظام عن طريق الجو.
  • 16 سبتمبر/أيلول 2004: رفع الجانب الروماني قضية ضد أوكرانيا إلى محكمة العدل الدولية في نزاع يتعلق بالحدود البحرية بين الدولتين في البحر الأسود.
  • فبراير/شباط 2007: وافق البرلمان الأوكراني على إنشاء مستوطنة ريفية جزءا من مدينة فايلاكوف التي تقع على بعد مسافة عند مصب نهر الدانوب.
  • عام 2008: لقي 12 من حرس الحدود الأوكرانيين مصرعهم عندما تحطمت المروحية التي تقلهم من أوديسا إلى جزيرة الثعبان، مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها باستثناء واحد.
  • 3 فبراير/شباط 2009: حكمت محكمة العدل الدولية بأحقية أوكرانيا في ملكية الجزيرة.
  • ترجع أهمية الجزيرة إلى كونها تحتوي مع مياهها الإقليمية على كميات كبيرة من الغاز الطبيعي والنفط، لكن تم تعليق تطويرها بسبب التمويل.
إعلان

فنار الجزيرة

  • عام 1842: بُنيَ فنار جزيرة الثعبان بواسطة أسطول البحر الأسود التابع للإمبراطورية الروسية.
  • الفنار عبارة عن مبنى مثمن الشكل يبلغ ارتفاعه 12 مترا، ويقع بالقرب من أعلى منطقة مرتفعة بالجزيرة على ارتفاع 40 مترا فوق مستوى سطح البحر.
  • المنارة المبنية في موقع معبد أخيل المدمر سابقاً مجاورة لمبنى سكني، حيث تم العثور على بقايا المعبد اليوناني عام 1823.
  • عام 1860: مع تقدم تكنولوجيا المنارة تم شراء مصابيح جديدة لها من إنجلترا، وتم تركيب أحدها عام 1862.
  • أوائل تسعينيات القرن التاسع عشر، تم تركيب مصباح كيروسين جديد، مع معدات دوارة للمصباح وعدسات مسطحة حسّنت من رؤية المنارة حتى 20 ميلا (32 كلم).
  • 1914ـ1918: تم تدمير المنارة أو إتلافها (ليس من الواضح أيهما) في الحرب العالمية الأولى، وأعيد بناؤها لاحقًا.
  • 1939ـ1945: تعرّضت المنارة لأضرار جسيمة أثناء الحرب العالمية الثانية من قبل الطيران السوفياتي والقوات الألمانية المنسحبة.
  • عام 1944: تم ترميمها بواسطة مفرزة الراديو العسكرية أوديسا.
  • عام 1949: أعيد بناؤها وتجهيزها من قبل أسطول البحر الأسود.
  • عاما 1975 و1984: تمت ترقية المنارة، وفي عام 1988 تم تركيب منارة راديو جديدة (KPM-300) بمدى إشارة يبلغ 150 ميلا في ثانية (240 كلم في الثانية).
  • أغسطس/آب 2004: تم تجهيز المنارة بمنارة راديو (Yantar-2M-200) التي توفر إشارة التصحيح التفاضلي لأنظمة الملاحة العالمية عبر الأقمار الصناعية (GPS) وغلوناس.

غرق الطرّاد "موسكفا"

  • 14 فبراير/شباط 2022: وزارة الدفاع الروسية قالت إن الطراد "موسكفا" (السفينة الرئيسية في الأسطول الروسي بالبحر الأسود) غرق أثناء عملية سحبه، متأثرا بعاصفة وظروف جوية سيئة.
  • القوات الأوكرانية أعلنت استهدافها المدمرة الرئيسية في الأسطول الروسي في البحر الأسود بصاروخين مضادين للسفن.
  • قال المتحدث باسم المنطقة العسكرية الجنوبية الأوكرانية إن الطراد الروسي بدأ في الغرق بعد استهدافه بصواريخ "نبتون" الأوكرانية.
  • وصفت كييف غرق المدمرة الروسية بأنها أكبر خسارة للأسطول الروسي منذ الحرب العالمية الثانية.
  • 15 فبراير/ شباط 2022: قالت السفيرة الأوكرانية لدى واشنطن أوسكانا ماركاروفا إن الطراد موسكفا هو أحد سفن روسيا الرئيسية في البحر الأسود، مؤكدة أن السفينة نفسها هاجمت جزيرة الثعبان بالبحر الأسود.
إعلان

معركة جزيرة الثعبان

  • 24 فبراير/شباط 2022: وقعت معركة على جزيرة الثعبان في الساعات الأولى من الغزو الروسي لأوكرانيا.
  • أعلن حرس الحدود الأوكراني أن جزيرة الثعبان الواقعة في المياه الإقليمية الأوكرانية في البحر الأسود، تعرضت لهجوم من السفن الروسية، خلال اليوم الأول من الحرب الروسية على أوكرانيا.
  • وفق التسجيل الصوتي الذي نشرته صحيفة "أوكراينسكا برافدا" (Ukrayinska Pravda)، رفض الجنود الأوكرانيون المتمركزون في الجزيرة الاستسلام.
  • في وقت لاحق من مساء 24 فبراير/شباط 2022، ذكرت دائرة حرس الحدود الحكومية الأوكرانية أن الاتصال بالجزيرة قد فُقد.
  • أعلنت كييف أن القوات الروسية استولت على الجزيرة بعد قصف بحري وجوي دمّر جميع البنى التحتية في الجزيرة، وأن حرس الحدود الأوكرانيين الثلاثة عشر في الجزيرة -الذين يمثلون مجمل الوجود العسكري الأوكراني فيها- قد قتلوا خلال المعركة بعد رفضهم الاستسلام.
  • قام أحد الجنود الأوكرانيين ببث حي للحظة إطلاق السفينة الحربية الروسية النار.
  • 25 فبراير/شباط 2022: أفادت الحكومة الروسية أن سربا مكون من 16 قاربًا من البحرية الأوكرانية هاجم السفن الروسية قبالة الجزيرة، وقالت أيضًا إنها أغرقت 6 قوارب أوكرانية.
  • اتهمت الحكومة الروسية الولايات المتحدة بتقديم دعم استخباري إلى السرب الأوكراني خلال العملية، وهو ما نفته الولايات المتحدة.
  • في نفس اليوم، أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي أنه سيمنح كل واحد من الحراس الثلاثة عشر لقب "بطل أوكرانيا"، وهو أعلى لقب عسكري أوكراني.
  • 26 فبراير/شباط 2022: أعلنت السلطات الأوكرانية أن البحرية الروسية استولت على سفينة بحث وإنقاذ قبالة الجزيرة.
  • في البداية، ذكرت مصادر الحكومة الأوكرانية أن 13 من حرس الحدود، يمثلون مجمل الوجود العسكري الأوكراني في الجزيرة، قتلوا بعد رفضهم الاستسلام، لكن دائرة حرس الحدود الأوكرانية أعلنت لاحقًا أن حرس الحدود الثلاثة عشر ربما يكونون على قيد الحياة ومحتجزين أسرى حرب، بناءً على تقارير روسية تفيد بأنهم كانوا محتجزين في سيفاستوبول.
  • قدمت وسائل الإعلام الروسية رواية بديلة للأحداث، زاعمة أن 82 جنديًا أوكرانيًا أُسروا بعد استسلامهم طواعية.
  • بحسب المتحدث باسم الوزارة الروسية إيغور كوناشينكوف، فقد وقّع السجناء تعهدات بعدم مواصلة العمل العسكري ضد روسيا، وسيتم إطلاق سراحهم قريبًا.
  • 28 فبراير/شباط 2022: أكدت البحرية الأوكرانية على صفحتها الرسمية على فيسبوك أن جميع حرس الحدود في الجزيرة على قيد الحياة، وأن البحرية الروسية تحتجزهم.
إعلان
المصدر : مواقع إلكترونية + ويكيبيديا

إعلان