نوال السعداوي الطبيبة والكاتبة المصرية
طبيبة وروائية مصرية، اهتمت بشؤون المرأة، وسجنت بسبب انتقادها النظام الحاكم في مصر، ثم ترشحت للرئاسة المصرية. انتقدت الدين والعادات والتقاليد، وصدر لها عشرات الكتب، وترجم بعضها إلى لغات أخرى، وحصلت على العديد من الجوائز.
المولد والنشأة
ولدت نوال السيد السعداوي يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول 1931 في كفر طلحة، إحدى القرى المصرية في محافظة القليوبية، لأسرة مكونة من 9 أفراد.
نشأت في كنف والدها الريفي الموظف في وزارة المعارف، الذي كان مصرّا على تلقي جميع أبنائه التعليم. أمَّا والدتها فهي من سلالة "الباشوات"، وكان لهذا الامتزاج بين مجتمعي الريف والمدينة الأثر الكبير في تكوين شخصيتها.
الدراسة والتكوين
تلقت نوال السعداوي دراستها الابتدائية والإعدادية والثانوية في المدارس الحكومية، ثم التحقت بكلية الطب في جامعة القاهرة وتخرجت منها عام 1955، وعملت في مستشفى القصر العيني.
وفي عام 1966، اتجهت لدراسة الطب النفسي وحصلت على درجة الماجستير من جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأميركية.
وتابعت دراستها بين عامي 1973 و1976 في كلية الطب بجامعة عين شمس، وتخصصت في مرض اضطراب الشخصية والتوازن النفسي المسمى "العصاب".
تشكلت شخصيتها منذ مراحل حياتها الأولى، وظهرت آراؤها الفكرية الناقدة للقيم الدينية، والرافضة للتمييز بين الرجل والمرأة، داعية إلى المساواة بينهما في كل شيء.
تزوجت 3 مرات، الأولى كانت من أحمد حلمي، والثانية من رجل قانون، وأما زواجها الثالث فكان من شريف حتاتة، الذي انفصلت عنه في عام 2010 بعد 43 عاما على زواجهما.

التجربة الفكرية
تعتبر آراء نوال السعداوي المنثورة في كتبها مثيرة للجدل على أصعدة شتى، فهي تعتبر أن عمل المرأة هو السبيل لـ"تحريرها من المجتمع الذكوري".
وأما على صعيد الأديان، فترى أن الكثير من السلوكات المخالفة لتعاليم الأديان "حرية شخصية"، وتدعو للمساواة بين الرجل والمرأة في الميراث، وإلى منع تعدد الزوجات، كما دعت إلى إباحة عمليات الإجهاض.
تعرّضت نوال السعداوي للقمع في عهد جمال عبد الناصر (1956-1970)، وللاعتقال في عهد أنور السادات، وذلك يوم 6 سبتمبر/أيلول 1981، ثم أطلق سراحها بعد شهر واحد من اغتياله عام 1982، وألّفت كتاب "مذكراتي في سجن النساء" الذي تناولت فيه قضايا المرأة داخل السجن.
ترشّحت لرئاسة مصر عام 2004، وتناول برنامجها السياسي إصلاح أحوال التعليم وتعديل القوانين المتعلقة بالأحوال الشخصية، وإبعاد أقارب المسؤولين عن مراكز الحكم، وأكدت أن الانتخابات هي الوسيلة الوحيدة لتقلد المناصب السياسية في الدولة.
وفي العام ذاته (2004)، أوصى مجمع البحوث الإسلامية التابع لمؤسسة الأزهر بمنع نشر روايتها "سقوط الإمام"، واعتبر أنها تتعارض مع ثوابت الإسلام، وبعد صدور كتابها "المرأة والجنس" فُصلت من العمل في وزارة الصحة المصرية، وأوقفت عن الكتابة في مجلة الصحة، وأقيلت من مركزها أمينا مساعدا في نقابة الأطباء.

الوظائف والمسؤوليات
شغلت السعداوي وظائف عديدة، في مقدمتها العمل طبيبة أمراض صدرية في المستشفى الجامعي، وشغلت كذلك مناصب أخرى أبرزها:
- منصب المدير العام لإدارة التثقيف الصحي، والأمين العام لنقابة الأطباء في محافظة القاهرة.
- حصلت على عضوية المجلس الأعلى للفنون والعلوم الاجتماعية.
- رئيسة تحرير مجلة الصحة، وعملت محررة في مجلة الجمعية الطبية.
- مستشارة للأمم المتحدة في برنامج المرأة في أفريقيا والشرق الأوسط.
- مارست التدريس في العديد من الجامعات بالولايات المتحدة الأميركية، مثل جامعة واشنطن وفلوريدا.
أسست نوال السعداوي عددا من الجمعيات، مثل:
- جمعية التضامن مع المرأة العربية.
- المؤسسة العربية لحقوق الإنسان.
- جمعية الكاتبات المصريات.
- جمعية التربية الصحية.
- اختيرت من ضمن أهم 100 امرأة مؤثرة في العالم عام 2020 من قبل مجلة "تايم" الأميركية.
- حصدت 3 درجات فخرية: جائزة الشمال والجنوب من مجلس أوروبا عام 2004، وجائزة إينانا الدولية من بلجيكا عام 2005، وجائزة شون ماكبرايد للسلام من المكتب الدولي للسلام في سويسرا عام 2012.

المؤلفات والإنجازات
صدر لنوال السعداوي أكثر من 50 عملا متنوعا، بين الرواية والقصة والمسرحية والسيرة الذاتية، ترجم بعضها إلى العديد من اللغات، متناولة من خلالها قضايا الدين والجنس والسياسة.
دعت في كتابها "الوجه العاري للمرأة" إلى إبراز الإيجابيات الموجودة في التراث الإسلامي وترك السلبيات الموجودة فيه بكل شجاعة، وناقشت في كتابها "المرأة والدين والأخلاق" علاقة المرأة بكافة قضايا المجتمع، مسلطة الضوء على ما تعانيه المرأة من مظالم اجتماعية ومن تعامل معها بدونية.
تحدثت عبر كتابها "الأنثى هي الأصل" عن موقف الدين والأخلاق من المرأة ومن غرائزها الجنسية، وتناولت في كتاب "موت الرجل الوحيد على الأرض" حالة الفقر التي تجبر المرأة على العمل خادمة في البيوت.
وفي مجموعتها القصصية "تعلمت الحب" تسرد نوال السعداوي مفاهيم جديدة للحب بطريقة مختلفة عن حب الرجل للمرأة أو الأم للأبناء. وفي رواية "سقوط الإمام"، عبّرت عن آرائها بطريقة رمزية عن معاناة المرأة داخل المجتمعات العربية، سواء من الزوج أو الحاكم المستبد أو رجل الدين.
واستعرضت في كتابها "المرأة والجنس" عام 1972 ما اعتبرته أنماط عنف قائم على النوع الاجتماعي، ومنه ختان الإناث، والتأكد من عذرية المرأة.
وتناولت في رواية "الأغنية الدائرية" قضية الاغتصاب، و"تشريع المجتمع لقتل المرأة".
الوفاة
توفيت يوم الأحد 21 مارس/آذار 2021، بعد تعرّضها لأزمة صحية نقلت على إثرها للمستشفى، عن عمر ناهز 90 عاما.