انطلاق مؤتمر "دافوس في الصحراء" في السعودية

قال الرئيس التنفيذي لبلاك روك -أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم- إن احتمالات وصول سعر النفط إلى مئة دولار للبرميل مرتفعة

مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بدأ بعرض فيلم قصير عن الآثار المدمرة للكوارث الطبيعية (الفرنسية)

يلتقي رجال أعمال دوليون اليوم الثلاثاء في الرياض للمشاركة في مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار"، في نسخة خامسة تسعى إلى إظهار المملكة كوجهة استثمار ديناميكية بعد انحسار فيروس كورونا.

والمؤتمر الذي يوصف بأنه "دافوس في الصحراء"، أطلقه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عام 2017 لجذب المستثمرين الأجانب والترويج لرؤية 2030 لتنويع الاقتصاد السعودي، الذي يعتمد بشكل كبير على النفط.

والعام الماضي، واجهت السعودية -أكبر مصدّر للنفط في العالم- ضربة مزدوجة من فيروس كورونا وانخفاض أسعار النفط بشكل قياسي، مما أدى إلى إبطاء مسار التحول، في حين تم تعليق العمل في أجزاء من المشاريع العملاقة التي أُعلن عنها في السنوات الأخيرة.

وتسعى السعودية التي حصّنت أكثر من 60% من سكانها بجرعتي لقاح، إلى العودة لطريق الاستثمار مجددا.

ويشارك رؤساء أكبر المصارف العالمية وشركات إدارة الأصول وصناديق استثمار عالمية في المؤتمر، الذي ينظم تحت عنوان "الاستثمار في الإنسانية".

واحتشد مئات المشاركين في فندق الريتز-كارلتون في الرياض للمشاركة في جلسة الافتتاح وجلسات النقاش التي تعقبها.

ومن بين الحضور الرئيس التنفيذي لمجموعة "غولدمان ساكس" (Goldman Sachs) ديفيد سولومون، ورئيس شركة الأسهم الخاصة "بلاكستون" (Blackstone) ستيفن شوارزمان، والرئيس التنفيذي لشركة إدارة الأصول "بلاكروك" (BlackRock) لاري فينك، الذين شاركوا في جلسة النقاش الأولى.

تعهدات

وبدأ المؤتمر بعرض فيلم قصير عن الآثار المدمرة للكوارث الطبيعية، تضمن مقاطع مروعة لحرائق غابات وأعاصير شديدة وفيضانات جارفة وأخرى تبرز تأثير التلوث البيئي على الكائنات الحية فوق الأرض وفي عمق البحار.

وقالت العالمة الأميركية السعودية غادة المطيري في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، إن "الوباء جعل من الواضح أن ما يحدث في جانب من العالم يؤثر على الجانب الآخر"، وتابعت "إنه عالم مترابط ونحن فيه سويا".

احتشد المئات للمشاركة في جلسة افتتاح مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" وجلسات النقاش التي تعقبها (الفرنسية)

وأضافت أنه "ليس خيارا بين الاقتصاد والبيئة… يجب تعزيز كليهما"، وفق ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

ويأتي المؤتمر بعد تعهد ولي العهد السعودي باستثمار أكثر من مليار دولار في مبادرات بيئية جديدة.

كما يأتي بعد إعلانه يوم السبت الماضي اعتزام بلاده الوصول للحياد الكربوني بحلول العام 2060 خلال مبادرة "السعودية الخضراء"، قبل أيام من انطلاق المؤتمر الدولي للمناخ "كوب26" (COP26) في غلاسكو.

تصريحات

في الأثناء قال الرئيس التنفيذي لغولدمان ساكس اليوم الثلاثاء إن هناك احتمالا لزيادة التضخم وتباطؤ النمو عالميا.

وأضاف خلال مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بالعاصمة الرياض، أنه ستكون هناك تبعات لتبني سياسة نقدية تيسيرية لمدة طويلة.

أما الرئيس التنفيذي لبلاك روك -أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم- فقال اليوم الثلاثاء إن احتمالات وصول سعر النفط إلى مئة دولار للبرميل مرتفعة، بحسب ما نقلت رويترز.

ودعا لاري فينك إلى مزيد من التعاون بين القطاعين العام والخاص لمواجهة تحديات عالمية مثل تغير المناخ.

بدوره قال وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح إن المملكة تعمل على إعداد المواهب للوظائف الجديدة، والتركيز على التعليم والشباب، وتنويع مصادر الدخل غير النفطية.

وتناول الفالح خلال إحدى جلسات المؤتمر تحديات ارتفاع أسعار الطاقة، إذ جرى العمل على سد فجوة الطلب في سوق النفط والطاقة، داعيًا إلى التقليل من استخدام الكربون كجزء من الاقتصاد.

وبيّن الوزير السعودي أن جائحة كورونا كانت صدمة للعالم ككل خاصة في مجال الاقتصاد، وأثرت تأثيرًا بالغا على جميع مناحي الحياة.

وتستمر فعاليات المؤتمر 3 أيام بمشاركة أكثر من ألفي بعثة و5 آلاف مشارك من صناع القرار، وقادة شركات وصانعي سياسات، ومستثمرين ومبتكرين من جميع أنحاء العالم، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.

المصدر : وكالات