تأثير الحرب التجارية على الأسواق الناشئة.. عملات بخسة وأسهم متقلبة

Close-Up Of Stock Market Data
الحرب التجارية بين الصين وأميركا تنذر بأوضاع أسوأ لأسهم وعملات الأسواق الناشئة (غيتي)

سجّل مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة لأسهم الدول النامية تراجعا بنسبة 3.7%، وهو ما ينذر بتفاقم الأوضاع أكثر منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقد كان الوضع أسوأ بالنسبة للعملات، التي عرفت انخفاضا للأسبوع الخامس على التوالي.

ونقل تقرير لوكالة "بلومبيرغ" الأميركية عن أليخاندرو كوادرادو -أحد كبار الإستراتيجيين بمؤسسة "بانكو بيلباو فيزكايا أرجنتاريا" المصرفية في نيويورك- قوله "لقد أصبحت العملات الناشئة بخسة الثمن، غير أنه من المتوقع أن يكون الطلب محدودًا بسبب الغموض الحالي".

وأضاف كوادرادو أنه من المحتمل أن يعرف الريال البرازيلي تدهورا أكبر على المدى القريب، أما بالنسبة لكل من البيزو التشيلي والبيزو المكسيكي والسول البيروفي، فهي في وضع جيد يسمح لها بالتفوق على أداء السوق.

ويقول تقرير بلومبيرغ إن المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين ما تزال الدليل الرئيسي الذي تتبعه الأسواق، حيث يعيد المستثمرون تقييم احتمالات التوصّل إلى اتفاق بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

وكتب خبراء إستراتيجيون في بنك مورغان ستانلي في مذكرة يوم الجمعة أنه "على المدى القريب، لا زلنا نشهد تفاقم المخاطر بالنسبة للأسواق الناشئة، فضلا عن أن خطر فرض تعريفات جمركية إضافية لا يزال قائما".

وتشير تعليقات وسائل الإعلام الحكومية الصينية إلى أن فرص إجراء مزيد من المفاوضات مع الولايات المتحدة حول قضايا التجارة على المدى القريب أصبحت ضئيلة، وفق ما تنقله بلومبيرغ.

أحداث محلية
في البرازيل، تسبّبت الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد على خلفية إجراء تحقيق حول أحد أبناء الرئيس جايير بولسونارو، في تنامي التوترات السياسية، وترافق ذلك مع الانخفاض شبه اليومي في توقعات النمو.

وفي إندونيسيا، سجلت الأسهم أطول سلسلة خسائر لها منذ أكثر من عام، إذ قام المستثمرون الأجانب ببيع الأسهم، وسط تدني قيمة العملة.

‪خبراء يتوقعون تدهورا أكبر للعملة البرازيلية‬ (رويترز-أرشيف)
‪خبراء يتوقعون تدهورا أكبر للعملة البرازيلية‬ (رويترز-أرشيف)

كما انخفض مؤشر سوق أبو ظبي الرئيسي إثر فشل بنك أبو ظبي الأول في تعزيز مكانته في مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة.

وقال جين براوير ولوكاس مارتن -المحللان في كل من مؤسسة "بنك أوف أميركا" وبنك "ميريل لينش"، في مذكرة يوم الجمعة- "في الوقت الذي تنتظر فيه الأسواق نتائج المفاوضات (بين الولايات المتحدة والصين)، نعتقد أن فروق الأسعار في الأسواق الناشئة لن تتفاقم أكثر".

خسائر مايو
كان حجم التدهور الذي عرفته الأسواق الناشئة خلال مايو/أيار الجاري مذهلا.

فعلى مدار العقد الماضي –يقول تقرير بلومبيرغ- سجلت فئة الأصول انخفاضا عند كل مايو/أيار باستثناء عامي 2017 و2014.

وتعد خسائر مايو/أيار هذا العام الأفدح بالنسبة للأسهم منذ عام 2012، ومنذ عام 2016 بالنسبة للعملات.

ووفقا لما كتبه سيزار ماسري ورون غراي -الخبيران الإستراتيجيان في مؤسسة "غولدمان ساكس" للخدمات المالية والاستثمارية، في مذكرة يوم الجمعة- فإنه "على المدى القصير، يبقى اتجاه أسهم الأسواق الناشئة معتمدا على توازن بيئة المخاطرة العالمية وعلى المحادثات الأميركية الصينية".

في المقابل، قال برندان ماكينا -خبير إستراتيجي في العملات في شركة "ويلز فارجو آند كومباني" للخدمات المصرفية في نيويورك- "من المؤكد أن المستقبل يخبئ المزيد من التقلبات. وفي الوقت الحالي، لا يوجد العديد من العوامل التي من شأنها أن تخدم الأسواق الناشئة".

المصدر : بلومبيرغ