عراقية تنافس الرجال وتفتتح مدرسة لتعليم الفتيات فنون التايكواندو

للفيلي وفريقها حضور دائم ومشاركة فاعلة بمختلف المحافل الرياضية، ونجحت في تنظيم مختلف الأنشطة، ولا تزال تسعى في نشر ثقافة التايكواندو

المدربة زينب الفيلي نجحت في استقطاب عدد من اللاعبات بمختلف الفئات العمرية (الجزيرة)

واسط – 3 سنوات والمدربة المتخصصة في تعليم التايكواندو القتالي زينب الفيلي تبذل قصارى جهدها في سبيل إعداد فريق نسائي لهذه اللعبة.

بادئ الأمر لم يكن من السهل على الفيلي اقتحام عالم الرياضة الذكوري، عقبات اجتماعية وأخرى لوجستية لم تفت من عضد مدربة التايكواندو التي نجحت مؤخراً في تحقيق حلمها بافتتاح مدرسة خاصة لتعليم الفتيات الفنون القتالية، وتنمية قدراتهن، والارتقاء بمؤهلاتهن الرياضية.

وما إن أعلن عن افتتاح هذه المدرسة عام 2019 حتى نجحت المدربة البالغة 35 عاماً في استقطاب عدد من اللاعبات بمختلف الفئات العمرية، نشاط دؤوب يختزل قصة النجاح في إثبات جدارتها وتخطي المجتمع الذكوري وتقاليده الراسخة، وتأكيد حقيقة أن مثل هذه الأنشطة الرياضية لم تعد حكراً على الرجال.

الفيلي نجحت بتحقيق حلمها بافتتاح مدرسة خاصة لتعليم الفتيات الفنون القتالية (الجزيرة)

طموح محفوف بالسخرية والتنمر

وتكاد تختلف الفيلي عن الكثير من العراقيات اللواتي بقين حبيسات البيوت دون تحقيق ذواتهن، أكثر من 5 ساعات يوميا تقضيها في مدرستها لاستكمال متطلبات تجهيزها بمختلف المستلزمات الرياضية، رحلة رياضية واجهت فيها المدربة وفقاً لقولها، صعوبات عدة وهي تلج عالم التدريب، صعوبات تكمن في كونها متأتية من مجتمع محافظ، قد يجد مثل هذه الطموح خروجاً عن المألوف.

وتقول للجزيرة نت "تعرضت للتنمر والانتقاد والسخرية، لكن ذلك لم يمنعني من المواجهة والتحدي بسبب ولعي بهذه اللعبة" موضحة "(ألقيت) خلف ظهري كل ما يقال حتى في أوساط الرياضيين من أن هذه الرياضة ليست مناسبة للنساء والفتيات".

وتأمل المدربة، التي تعتقد أن أناقتها لا تكتمل دون ارتداء بدلتها ذات اللون الأبيض، بتوسيع مدرسة التايكواندو بالمحافظة حتى تتمكن من تنظيم بطولات رياضية مختلفة، معلقة آمالها على "معونة بعض لاعبي المنتخب الوطني للتايكواندو".

وتعكف المدربة الشابة حاليا على إعطاء عدد من التدريبات اليومية لفريقها النسوي، مشيدة بـ "مواظبة بعض اللاعبات على حضور التدريبات بشكل مستمر".

وتدين الفيلي بالفضل إلى لاعب المنتخب الوطني حسين حسن راهي الذي يساعدها بشكل مستمر في تدريب الفتيات وفي مختلف الأعمار.

الفيلي تعكف على إعطاء عدد من التدريبات اليومية لفريقها النسوي (الجزيرة)

أحزمة دولية

مقومات الفيلي البدنية والرياضية قادتها للمشاركة في بعض البطولات الدولية والمحلية، تمكنت خلالها الحصول على 3 أحزمة سوداء من معهد كيكوان للفنون القتالية في كوريا الجنوبية، وأكاديمية بلاك تايكر الدولية للدفاع عن النفس، كما نجحت في تنظيم عدد آخر من البطولات في بعض كليات التربية البدنية والعلوم الرياضة بالجامعات العراقية.

وتضيف "لكون هذه الأحزمة تمنح للفئات المتقدمة في اللعبة، فقد شاركت في دورات تدريبية بإشراف خبراء دوليين وخضعت لاختبارات ما تبقى من الأحزمة، وكانت نتائجي مشجعة للمضي في طموحي".

وتبذل الفيلي الحاصلة على شهادة البكالوريوس في اللغة الانجليزية ما بوسعها للحصول على شهادة المدرب الدولي، وتطوير قدراتها الرياضية والتدريبية بعد حصولها على شهادة المدربة المعتمدة من قبل الاتحاد العراقي المركزي للتايكواندو.

وتنوه "كل ما بذلته من تجهيز المدرسة واستئجار بنايتها صرف من حسابي الخاص كوني من أشد المعجبين برياضة الفنون القتالية التي قد تحتاجها المرأة في بعض الأحيان".

من جهته، أشاد سلام إبراهيم، مدير مركز رعاية الموهبة الرياضية في واسط، بنجاح الفيلي واجتيازها للعادات والتقاليد السائدة، قائلا إنها "حققت إنجازات رياضية لم تسبقها لذلك واحدة من مثيلاتها".

وقال للجزيرة نت "لزينب وفريقها حضور دائم ومشاركة فاعلة بمختلف المحافل الرياضية، ونجحت في تنظيم مختلف الأنشطة الرياضية، ولا تزال تسعى في نشر ثقافة هذه اللعبة، وحاجة حواء الفعلية لها".

المصدر : الجزيرة