ما وراء الخبر

بعد إسقاط البشير ورفض حكم العكسر.. ما خيارات الحراك الشعبي بالسودان؟

ناقشت هذه الحلقة مآلات المشهد السياسي في السودان عقب إعلان القوات المسلحة السودانية -في بيان لها- عزل الرئيس عمر البشير، وتساءلت عن خيارات مستقبل الحراك الشعبي في ضوء هذه التطورات.

دعا الناشط السياسي الداعم للحراك السوداني هشام شمس الدين الأحزاب والقوى السياسية بالسودان إلى الوحدة وتقديم خطاب سياسي جديد، وطالبهم بعقد حوار سياسي مع القوات المسلحة للتوصل لحل سياسي يُفضي للاتفاق على خرطة طريق سياسية يشارك فيها جميع السودانيين.

وقال شمس الدين –ضمن تصريحاته في حلقة (2019/4/11) من برنامج "ما وراء الخبر"- إن الحراك الشعبي سعى لاستجلاب حماية الجيش من أجل تقليل عدد الضحايا والشهداء الذين كانوا يقتلون يوميا، ولم ينكر أهمية دور القوات المسلحة في الشق الأمني من العملية السياسية.

وأوضح أن بيان القوات المسلحة يعكس "انفراد" عوض بن عوف بإدارة البلاد، حيث تجنب الحديث -في أي بند من بنود البيان- عن دور القوى السياسية الثورية السودانية في سياسة المرحلة الانتقالية، الأمر الذي يخالف رغبة الجماهير المعتصمة منذ أربعة أشهر.

وقال شمس الدين إن الجانب الوحيد الإيجابي من المشهد السياسي هو تحقيق القوات المسلحة لمطلب الشعب بتوفير الحماية للحراك وعزل عمر البشير عبر "الحركة الانقلابية"، إلا أنه أكد أن الحراك طالب بالانتقال من الحكم العسكري إلى الحكم المدني.

وتحدث عن رغبة المتظاهرين في إحداث تغيير جذري بإسقاط النظام الفاسد كاملا وليس بإسقاط رأسه عمر البشير فقط، موضحا أن الهدف يكمن في تحقيق مسارات سياسية واضحة المعالم.

أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة أم درمان الإسلامية أسامة أبو راي فرأى أن القوات المسلحة قامت بدورها الحامي للحراك الشعبي على أكمل وجه، وأن بقاءها في الحكم لفترة انتقالية من عامين هدفه إنهاء الاحتقان السياسي وإفراغ المنازعات التي حدثت في الفترة الفائتة ورد العافية إلى السودان، إذ خلال هذه الفترة ستعيد الأحزاب رص صفوفها.

وعبر عن قناعته بأهمية تحكيم العقل وتسليم إدارة المرحلة الانتقالية للقوات المسلحة، حتى تثبت أركان الدولة ويتم تجنب حدوث انفلات أمني، مؤكدا أن مدة عامين فترة كافية لبناء أحزاب جديدة ذات توافقية عالية يمكنها أن تساعد في صياغة دستور جديد.