تزايد الانتقادات لسياسة ميركل تجاه اللاجئين

مئات العائلات تنزح من حربنفسة ودير الفراديس
لاجئون في طوابير ببرلين لتسجيل أسمائهم (الجزيرة)
خالد شمت-برلين

تزامن كشف أحدث استطلاع للرأي تراجعَ تأييد أكثرية الألمان للمستشارة أنجيلا ميركل بسبب سياسة اللجوء الحالية، مع تزايد الأصوات المنتقدة لهذه السياسة داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك الثاني للحزب المسيحي الديمقراطي في الائتلاف الحاكم الحالي بزعامة ميركل.

وانضم المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر إلى منتقدي سياسة اللجوء لخليفته ميركل، ورأى أن فتح حدود البلاد أمام اللاجئين القادمين دون ضوابط كان خاطئا، وقال المستشار الاشتراكي السابق في مقابلة مع صحيفة هاندلز بلاتز إن قدرة ألمانيا على رعاية واندماج اللاجئين محدودة، وأي كلام غير هذا وهم، مشيرا بذلك إلى عبارة ميركل الشهيرة "سننجح في هذا".

‪شرودر: قدرة ألمانيا على رعاية اللاجئين ودمجهم محدودة‬  (الجزيرة)
‪شرودر: قدرة ألمانيا على رعاية اللاجئين ودمجهم محدودة‬ (الجزيرة)

رئيس حكومة ولاية سكسونيا السفلى شتيفان فايل شدد من جهته على ضرورة تعديل ميركل سياسة حكومتها للجوء خلال العام الجاري، وقال في مقابلة مع صحيفة دي فيلت نشرتها اليوم الجمعة إنه يؤيد قرار ميركل في الخامس من سبتمبر/أيلول الماضي بفتح الحدود أمام اللاجئين، لكنه يرى أن ذلك كان حلا مؤقتا بات تعديله ملحا.

تداعيات التحرش
وقال فايل، المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، إن "قرار فتح الحدود الألمانية ترتبت عليه تداعيات سلبية مستمرة لدور ألمانيا القيادي بأوروبا، وجعل دول أوروبية تسخر من دعوة الألمان المفتوحة للاجئين من كل مكان".

وخلص إلى أن عدم تأمين الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، سيترتب عليه إعادة الحدود الداخلية بين الدول الأوروبية، موضحا أن هذا أمر لا يرغب فيه أحد، وسيؤدي حال حدوثه للإضرار بأوروبا.

وجاءت الانتقادات من شخصيات بارزة بالحزب الاشتراكي الديمقراطي لتعامل حكومة المستشارة مع ملف اللجوء في وقت كشفت فيه إحصائية رسمية للجهاز الألماني المركزي للهجرة واللجوء -نشرتها صحيفة بيلد الشعبية اليوم- عن عدم تراجع موجات اللجوء القادمة للبلاد رغم دخول فصل الشتاء، وتسجيل الولايات الألمانية وصول 51395 لاجئا منذ بداية العام الجاري.

ودفع وصول أعداد لاجئين مغاربة لألمانيا إلى 3000 و2300 لاجئ من المغرب والجزائر على التوالي خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، مقابل 1500 فقط من الجنسيتين معا في أغسطس/آب الماضي، إلى مطالبة أصوات متزايدة بالحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم بتصنيف المغرب والجزائر بلدين آمنين تتوجب إعادة اللاجئين القادمين منهما.

‪)‬ مظاهرة لحزب بديل لألمانيا اليميني المتطرف ضد سياسة اللجوء في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي (الجزيرة
‪)‬ مظاهرة لحزب بديل لألمانيا اليميني المتطرف ضد سياسة اللجوء في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي (الجزيرة

من جانب آخر، كشف استطلاع موسع للرأي أجرته القناة الألمانية الثانية (زد دي أف) عن تأثير حوادث التحرش الجنسي بمدينة كولونيا، ومدن ألمانية أخرى خلال احتفالات رأس السنة بشكل سلبي على توجهات المواطنين الألمان تجاه اللاجئين.

وأظهرت نتائج الاستطلاع أن أغلبية من الألمان 60% مقابل 46% في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أصبحت على قناعة بعدم قدرة البلاد على استيعاب الأعداد الكبيرة من اللاجئين الذين وصلوا إليها.

وفي المقابل رأى 57% من المستطلعين أن مطالبة رئيس وزراء ولاية بافاريا الألمانية الجنوبية هروست زيهوفر بتحديد مئتي ألف لاجئ كحد أقصى لا يمكن لألمانيا استقبال أكثر منه سنويا، مطالبة غير ممكنة التحقيق بسبب أوضاع اللاجئين الحالية في الاتحاد الأوروبي، وتخوف 74% من المشاركين بالاستطلاع مقابل 25% من تقليص المخصصات المالية بمجالات حياتية كثيرة تمسهم لتوفير موارد لاستيعاب اللاجئين ورعايتهم.

استياء من ميركل
وأظهرت نتيجة الاستطلاع ذاته تنامي مشاعر عدم الرضا بين الألمان عن المستشارة أنجيلا ميركل بسبب سياستها تجاه اللاجئين، حيث رأى 56% من المشاركين (مقابل 49% الشهر الماضي)، أن أدائها سيئ بهذا الملف، وتوقع 70% ممن شملهم الاستطلاع تزايد معدلات الجريمة بألمانيا بسبب الأعداد الكبيرة من اللاجئين الذين وصلوا إليها.

وأيد 73% من المستطلعين من كافة الأحزاب السياسية تشديد القوانين الحالية لترحيل اللاجئين الذين يرتكبون جرائم أو من يميلون للإجرام.

المصدر : الجزيرة

إعلان