ممثل قانوني للحكومة البريطانية: نفوذ السعودية بصحيفتين له تداعيات على الأمن القومي

LONDON, ENGLAND - MARCH 26: In this photo illustration, the final edition of the The Independent newspaper is seen on March 26, 2016 in London, England. The final edition of the British newspaper 'The Independent' which has been in circulation since 1986 is published on Sunday 26 March. The paper will now be available in a 'digital only' platform. (Photo by Justin Setterfield/Getty Images)

أوردت صحيفة غارديان البريطانية أن ممثلا قانونيا للحكومة أبلغ محكمة بلندن بأن بيع جزء من أسهم صحيفتي "إيفننغ ستاندارد وإندبندنت" البريطانيتين للحكومة السعودية ستكون له تداعيات على الأمن القومي.

وأوضحت أن الحكومة اتهمت إيفننغ ستاندارد وإندبندنت بأنهما أصبحتا مملوكتين جزئيا للرياض عبر سلسلة من الصفقات "غير التقليدية، المعقدة والسرية" والتي اُستخدمت لإخفاء بيع أسهم الصحيفتين إلى بنك سعودي حكومي.

وذكرت أن يفغيني ليبيديف الذي يملك الصحيفتين كان قد باع 30% من أسهمهما عامي 2017 و2018 لشركات "أوفشور" مسجلة باسم رجل أعمال سعودي يُدعى سلطان محمد أبو الجدايل. وقالت الصحيفتان إنهما غير متأكدتين من الجهة التي يعمل أبو الجدايل لصالحها.

للتأثير على السياسة التحريرية
وأبلغ الممثل القانوني للحكومة ديفيد سكانيل المحكمة أمس بأن الحكومة السعودية يمكنها حاليا أن تمارس نفوذا تحريريا على الصحيفتين، مضيفا أن بيع جزء من أسهمهما ستكون له تداعيات على الأمن القومي للبلاد، واتهم ليبيديف بالتهرب منه لتفادي الإجابة عن أسئلة حول الصفقتين.

وكان وزير الثقافة جيريمي رايت قد أعلن الشهر الماضي عن تحقيق في بيع هذه الأسهم، محذرا من أن يكون للمستثمر النهائي ارتباطات قوية بالحكومة السعودية، مثيرا مخاوف من احتمال حصول حكومة أجنبية على نفوذ للتأثير على توجه صناعة الأخبار بالصحيفتين الكبيرتين.

وقالت غارديان إن رئيس الوزراء الجديد بوريس جونسون رفض الإجابة عن أسئلة وجهتها له حول حضوره احتفالات أقامها ليبيديف بقلعته الإيطالية.

سعوديون بإندبندنت
وأشارت إلى أن صحيفة إندبندنت بدأت إقامة سلسلة من المواقع بلغة غير إنجليزية يديرها صحفيون سعوديون، وتستهدف جمهورا في بعض الدول المنافسة بالمنطقة.

غارديان: بيع أسهم صحيفة إيفننغ ستاندارد غداة اغتيال خاشقجي (رويترز)
غارديان: بيع أسهم صحيفة إيفننغ ستاندارد غداة اغتيال خاشقجي (رويترز)

وأضافت غارديان بأن للسعودية سجلا فقيرا في الحريات الصحفية وأن بيع أسهم إيفننغ ستاندارد تم غداة اغتيال الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي.

ويجتهد محامو ليبيديف حاليا لوقف التحقيق الحكومي في الاستثمار السعودي من الناحية الفنية دافعين بأن الحكومة انتظرت طويلا وتجاوزت الفترة الزمنية التي كان يجب أن تتدخل فيها. وترد الحكومة بأن السبب في تأخرها يعود جزئيا إلى رفض ليبيديف وأبو الجدايل تزويدها بمعلومات رئيسية.

التعتيم على المستثمر الحقيقي
وورد بجلسة استماع بمحكمة استئناف مختصة بشؤون المنافسة أن الصفقتين تمتا عبر شركتين منفصلتين مسجلتين بجزر كيمان تُسمى إحداهما "سكالابل العالمية" والأخرى "إنترناشونال ميديا كومباني" وهي عملية ساعدت في إخفاء المستثمر الحقيقي.

وكانت كل من هاتين الشركتين مملوكة مناصفة بين أبو الجدايل و"ووندراس للاستثمار" التي يمتلكها البنك التجاري الوطني السعودي الحكومي.

وقال الممثل القانوني للحكومة إن هذه الشركات الموجودة على الورق فقط اُنشئت لإخفاء المالك الحقيقي "ونحن نعلم أن هذا البنك تملكه وتديره الحكومة السعودية".

وكان محامو إيفننغ ستاندارد وإندبندنت قد أشاروا إلى أن أبو الجدايل يعمل بالبنك التجاري الوطني السعودي ورفضوا الكشف عن المستخدم النهائي له.

وذكرت غارديان أن ليبيديف يتمتع بارتباطات قوية بالسعودية، وكان قد نشر صورة له على إنستغرام وهو في اليمن مع أفراد مليشيا يمنية لها علاقة بالرياض، كما أن رئيس تحرير إندبندنت كريستيان بروتون سبق وأن زار السعودية للقاءات مع الشركاء التجاريين.

وأشارت إلى أن وزير الثقافة طلب من الجهة التي تنظم عمل وسائل الإعلام (مكتب الاتصال) التحقيق في أي مخاوف على المصلحة العامة ورفع تقرير له قبل نهاية منتصف أغسطس/آب المقبل، كما أشارت إلى أن هذا التقرير سيُرفع بمعزل عن قرار المحكمة المذكورة.     

المصدر : غارديان