إندبندنت: هذه هي الأسباب النفسية وراء سلوك ترامب

ميدان - ترامب
(رويترز)

قالت "إندبندنت" إن آراء السفير البريطاني كيم داروش -حول الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووصفه المفصل له بالسخف والعجز- مسّت العصب الرئيسي الذي يشكل تصرفات وسلوك ترامب.

وأوردت الصحيفة البريطانية مقالا للكاتب أم جين يحاول فيه الإمساك بالأسباب التي تدفع ترامب لسلوكه "العدواني" على الآخرين وتنمره عليهم سواء كانوا أفرادا أو دولا.

وذكر المقال أنه في الوقت الذي يمكن إرجاع كثير من تظاهر الرئيس الأميركي ومزاعمه وكذبه وكلامه المنمق الطنان إلى حاجته لوضع قناع جذاب والحصول على تصنيف جيد من الجمهور، فإن ترامب يعلم أن الرأي والتقييم الهادئ والمحدد حول فشله هو المعادل لقول الأب "لقد خاب أملي فيك". ومثل هذا القول يمزق الطفل الذي لا يشعر بالأمن لأنه يدور حول عجزه في الحصول على الإعجاب "وترامب شغوف بالحصول على إعجاب الآخرين".

تزييف الواقع
وقال الكاتب إنه عندما يشعر شخص ما بانخفاض روحه المعنوية أو يكون غير صادق أو غير أمين أو يفتقر لما يرفع روحه المعنوية، يبدأ في التقليل من شأن الآخرين باختلاق واقع زائف يدّعي فيه النجاح لنفسه وحده وفشل الآخرين جميعا.

وأضاف أن وسيلة النجاة الأكثر شيوعا لدى النرجسيين الذين لا يشعرون بالأمن هي إسقاط التوجهات غير المحمودة في أنفسهم على الذين تسببوا في شعورهم بعدم الأمن، ثم يزعمون بعض التوجهات الأخرى المحمودة لأنفسهم.

وأورد مثالا برد فعل ترامب على ما كتبه السفير داروش، عندما قال "السفير الأحمق الذي دسته المملكة المتحدة في أميركا لا يثير إعجابنا، فهو غبي للغاية، لقد أبلغوني بأنه دعي وغبي.. قولوا له إن الولايات المتحدة تتمتع حاليا بأفضل اقتصاد وقدرات عسكرية في العالم.. ويعود الفضل في ذلك إلى رئيسها".

داروش حسب وصف ترامب سفير أحمق دسته المملكة المتحدة في أميركا
داروش حسب وصف ترامب سفير أحمق دسته المملكة المتحدة في أميركا "لا يثير إعجابنا.. إنه غبي للغاية" (الفرنسية)

نمط ثابت
وقال الكاتب إن الهدف من هذه العبارات هو توجيه الوصف الجارح "سخيف وعاجز" إلى الوجهة العكسية، وإعادة بناء الأنا (أنظروا لإنجازاتي الواضحة)، وهذا نمط ثابت في سلوك ترامب.

واستمر يقول إن ترامب يعاني من رغبة ملحة في الحصول على اهتمام الآخرين ورضائهم بأي شكل من الأشكال، وهذه الرغبة هي مما تبقى من صدمة نفسية أورثته شعورا دائما بعدم الأمن وعدم رضا الآخرين منه مهما كانت إنجازاته أو كفاءته، وجعلته يشعر بالخطر الوشيك كل لحظة، لذلك فبدلا من بناء علاقة صحية تتصف بالمسؤولية والاحترام المتبادل، هناك رغبة لديه لقمع أي قيمة اجتماعية جميلة لأن هناك على الدوام فرصة لتجريده منها.

أما اعتقاد ترامب الثابت بأن الفوز بأي طريقة أمر ضروري فهو خطاب من لا يستطيع مواجهة الخسارة، وكم هو هش ذاك الشخص الذي لا يعترف بأنه يشعر بألم الخسارة، يقول الكاتب.

هيمنة الأب وقسوته
وكان المقال قد أشار إلى علاقة ترامب بوالده فريد مستنتجا ذلك من مقابلات صحفية له في التسعينيات، قائلا إنها كانت تتصف بالهيمنة والقسوة، ومن هنا جاء ولع الرئيس بتمجيد القوة والهيمنة.

ففي مقابلة له مع مجلة "بلاي بوي" تحدث ترامب عن فض اعتصام ميدان تيانانمين الصيني وعن "القوة" التي أبدتها بكين، وأبدى إعجابه بما تم، حتى في وحشيته. وأكد المقال أن ذاك التصريح يجب ألا يكون مدهشا للناس، لأن مفهوم ترامب لقوة الشخصية يرتبط ارتباطا مباشرا بقدرتها على سحق أي شخص يهددها، لذلك فإن أعجابه بالطغاة المعاصرين تتماشى مع رغبته في السيطرة غير المحدودة، والتي لن يتمتع بها داخليا أبدا، جراء صدمته النفسية عندما كان طفلا.

وذكر المقال أيضا أن تنمر ترامب وتغريداته ومهرجاناته وأساليبه الناعمة للتحريض على العنف والتفوق الأبيض هي الأدوات المستخدمة للاحتفاظ بأكبر قدر ممكن من القوة والسلطة والتأثير اللذين تم توزيعهما بشكل غير عادل في أميركا. 

المصدر : إندبندنت