جزائريون يحتفلون "بانتصار الثورة" والمستقبل هاجسهم

People celebrate on the streets after President Abdelaziz Bouteflika announced he will not run for a fifth term, in Algiers, Algeria March 11, 2019. REUTERS/Zohra Bensemra
الجزائريون وصفوا يوم أمس باليوم التاريخي (رويترز)

فاطمة حمدي-الجزائر

خرج آلاف الجزائريين للشارع في مختلف الولايات احتفالا بما اعتبروه تحقيقا لمطالبهم، التي نادوا بها طيلة ثلاثة أسابيع، ورفع المحتفلون شعارات النصر والكرامة، مفتخرين بما اعتبروها "ثورة نظيفة من الدم".

بعد أزيد من ساعتين من الهدوء الذي ساد الشارع الجزائري بإعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عدم ترشحه لعهدة رئاسية خامسة، إلى جانب جملة التغييرات المتسارعة التي تبعت رسالته التي وجهّها لشعبه، امتلأت الشوارع بالمحتفلين بما وصفوه بـ"التاريخ المفصلي الذي سيدوّن ضمن أبرز المراحل التي عاشتها الجزائر المستقلة".

"يوم تاريخي"، "الجزائر تصنع أمجادها"، "لن نعود لعشرية الموت"، "استجاب القدر"، عشرات الشعارات التي صدح بها الشارع.

تغنى المحتفلون بأهازيج الأفراح التي تعودوا أن يرددوها في المناسبات الوطنية، تغنّى الرّاضون بقرارات بوتفليقة وبحب الوطن وانتصار مطالب الشعب.

‪جزائريون اعتبروا تراجع بوتفليقة عن الترشح لولاية خامسة انتصارا كبيرا‬  (الجزيرة)
‪جزائريون اعتبروا تراجع بوتفليقة عن الترشح لولاية خامسة انتصارا كبيرا‬ (الجزيرة)

ردّد كمال سيدمو (21 عاما) شعارات "خلال الحرقة.. ولات بلادنا"، قاصدا انتهاء عهد الهجرة غير النظامية، "لقد عاد بلدنا".

ووسط العائلات المحتفلة، علت زغاريد النساء وتعالت أصوات "النصر" بين الشباب المبتهجين، مرددين "ماكانش (لا توجد) الخامسة.. وماكانش الخامسة".

وفي الوقت الذي حمل فيه آخرون أعلام فلسطين، قال عبد العزيز خياري (28 عاما) "نهدي نصر الشعب اليوم لكل فلسطيني".

واكتفى محتفلون بالقرارات، معتبرين إياها الفيصل في المرحلة التي دخلت فيها الجزائر. وقالت سليمة سعيداني (56 عاما) إنه "على الرغم من عزم الشعب على مواصلة الحراك حتى يتوقف تمرير الخامسة، فإنه كان متخوفا من المرحلة التي قد تدخلها الجزائر"، مشيرة إلى أن الرسالة جاءت لتحترم مطالب الشعب أمام المجتمع الدولي.

‪مخاوف من المستقبل أصابت الجزائريين رغم احتفالاتهم‬ (الجزيرة)
‪مخاوف من المستقبل أصابت الجزائريين رغم احتفالاتهم‬ (الجزيرة)

مخاوف
في المقابل، علت الأصوات المنادية بالهدوء ومحاولة فهم معاني ما جاء في رسالة بوتفليقة. وخرج شباب للشوارع يخاطبون المحتفلين ويطالبونهم بالعودة إلى بيوتهم، معتبرين أن "الاحتفال سابق لأوانه، بينما مصير السلطة في البلاد مجهول، لأن الرئيس القادم للبلاد لم يعرف بعد".

واعتبر نشطاء -عبر مواقع التواصل الاجتماعي- أن قرارات بوتفليقة ليست إلا "استخفافا وتنويما للشارع الغاضب الذي ثار في وجه النظام". ورأى متفاعلون أن ما حصل بمثابة "دسّ للسم في العسل".

وعجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالدعوات إلى تحكيم العقل في التعامل مع رسالة السلطة للشعب، معتبرين أن "الانتصار لم يأت بعد، بل يجب انتظار تبعات ما يحصل".

المصدر : الجزيرة