اجتماع مغلق بمجلس الأمن.. دول أوروبية تدعو تركيا لوقف هجومها بالشمال السوري

United Nations Security Council Meeting on Yemen- - NEW YORK, USA - DECEMBER 14 : UN Special Envoy to Yemen Martin Griffith makes a speech during the UN Security Council meeting on Yemen at the United Nations Headquarters in New York, United States on December 14, 2018.
مجلس الأمن عقد اليوم اجتماعا مغلقا بشأن العملية العسكرية التركية في الشمال السوري (الأناضول)

طالبت الدول الأوروبية الأعضاء بمجلس الأمن تركيا بوقف هجومها العسكري على الشمال السوري، وذلك إثر اجتماع طارئ ومغلق للمجلس، في حين حذرت واشنطن أنقرة من أنها ستتحمل عواقب في حال لم تحم المدنيين السوريين، ولم تحتو مقاتلي تنظيم الدولة أثناء تنفيذ العملية العسكرية.

وقال دبلوماسيون إن الدول الأوروبية الخمس بمجلس الأمن (فرنسا وألمانيا وبلجيكا وبريطانيا وبولندا) لم تنجح في دفع جميع أعضاء المجلس للانضمام إلى بيانها الذي يؤكد "القلق البالغ" لدى الأوروبيين حيال الهجوم التركي، ولكن من دون التنديد به.

وبدأت تركيا أمس الأربعاء عملية عسكرية واسعة في شمال شرقي سوريا لإقامة منطقة آمنة تحول دون توسع من تصفهم أنقرة بالتنظيمات الإرهابية، في إشارة إلى مسلحي قوات سوريا الديمقراطية.

وجاء في البيان المشترك لمندوبي الدول الأوروبية أن ما أسمته "العمل العسكري التركي أحادي الجانب لا يخدم مصالح الحلفاء، وينطوي على مخاطر زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وأوروبا".

التحالف الدولي
وفي سياق متصل، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان اليوم إلى عقد اجتماع طارئ للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة لمناقشة الهجوم التركي على الشمال السوري، مضيفا أن تنظيم الدولة قد يستغل تغير الأوضاع على الأرض.

وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن العملية العسكرية التركية في الشمال السوري، والمسماة "نبع السلام" هي "نتيجة هندسة ديمغرافية قام بها بعض شركاء التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة، وحذرناهم لفترة طويلة بشأن عدم القيام بذلك".

ودعا المندوب الروسي في تصريحات صحفية عقب الاجتماع المغلق لمجلس الأمن جميع الأطراف إلى الاعتدال، مضيفا أن موسكو اقترحت على أنقرة العمل ببنود اتفاقية أضنة الموقعة بين تركيا وسوريا عام 1998، والتي تنص على تعاون البلدين في مكافحة الإرهاب عبر الحدود.

المبعوثة الأميركية
وقالت المبعوثة الأميركية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت للصحفيين عقب اجتماع مغلق بمجلس الأمن إن تركيا ستواجه عواقب إذا لم تعمل على حماية السكان في الشمال السوري، ولم تحتو مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وتضمن عدم استغلالهم للعملية العسكرية الجارية.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدات على تويتر إنه يتواصل مع الأتراك والجانب الكردي، ويحاول "وضع حد لحروب لا نهاية لها"، وأضاف أن البعض يريد من الولايات المتحدة أن تترك المنطقة وتدع الأكراد يقاتلون بأنفسهم.

ولوّح ترامب بضرب تركيا بقوة ماليا وبعقوبات، إذا لم تمتثل للقوانين، محذرا من أنه يراقب الوضع عن قرب.

وفي سياق متصل، نشر السيناتور الجمهوري ليندزي غراهام سلسلة التغريدات، حذر فيها من عودة تنظيم الدولة واكتساب نظام بشار الأسد وإيران مزيدا من القوة على حساب الولايات المتحدة وإسرائيل والعالم بأسره، وذلك على خلفية قرار الرئيس سحب القوات الأميركية من سوريا.

وحث غراهام الرئيس ترامب على مراجعة قراره وتبني الجهود لفرض عقوبات على تركيا، وإعادة وضع مناطق آمنة لحماية الشركاء الأكراد، والحيلولة دون عودة تنظيم الدولة.

تصريحات أوغلو
وردت أنقرة على التهديدات الأميركية، إذ قال وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو اليوم إن بلاده سترد إذا فرضت الولايات المتحدة عقوبات بسبب تدخل جيشها في شمال شرقي سوريا لاستهداف المقاتلين الأكراد المدعومين من واشنطن.

وقال الوزير التركي -في لقاء مع ممثلي وكالات الأنباء الأجنبية في تركيا- إن عملية "نبع السلام" تهدف إلى "القضاء على العناصر والمخاطر الإرهابية التي تهدد تركيا من الجانب السوري، وإقامة منطقة آمنة، وإعادة الاستقرار للمنطقة، وتمكين السوريين من العودة إلى منازلهم".

المصدر : وكالات