لا تستعذب دور الضحية.. 8 نصائح للتعامل في بيئة عمل سامة

بكاء الرجال في أماكن العمل
تجنّب دور الضحية المستسلم لزملاء العمل المؤذين (غيتي)

زهراء مجدي

يعد الأذى النفسي أشد تأثيرا على حياتنا، حتى شاع في السنوات الأخيرة صفة "السُّمّية" على العلاقات الاجتماعية المؤذية نفسيا، وتشمل العلاقات العاطفية والصداقة وبيئة العمل.

وتشمل السلوكيات السامة في بيئة العمل ما يلي: الطعن في الظهر، والانتقاد الهدام، وإلقاء اللوم، والقيل والقال، ونشر الشائعات، وإشاعة الخلافات بين الزملاء، وتقويض اهتمامات الفريق عمدا للعمل على أجندات شخصية، والموالاة للمسؤولين على حساب الزملاء، وإفشاء الأسرار.

ويسعى هؤلاء الأشخاص دوما لخلق الأجواء الدرامية، وجذب الانتباه، وامتصاص الطاقة الإيجابية والقدرة على الإبداع، ويسخرون من قيم العمل ومعايير السلوك ومن الأشخاص ذوي النوايا الحسنة والأكثر اجتهادا للتخلص منهم. وهؤلاء الآخرون هم ضحاياهم في المستقبل القريب. لذا عليك الانتباه إذا كان من حولك -فردا كان أو مجموعة- يسمّم بيئة عملك.

1- لا تعشْ دور الضحية
تجنب الكلمات أو الأفعال التي تؤكد أنك ضحية مجبر ومستسلم لهؤلاء الأشخاص المؤذين، فلا تقل عبارات مثل "يجب أن أنجز مهامي ومهام زملائي الذين يتغيبون عن العمل حتى يرضى عني مديري"، أو "كان يجب أن أقوم بما يطلبه مني اتقاءَ شره".

تكرارك لهذه التصرفات سيجعلك تشعر بالعجز الحقيقي، وعدم قدرتك على رفض استغلال الآخرين لك. وحتى لو كنت تقوم بهذه الأشياء فعليا، فعليك تغيير تعبيرك عنها لكي لا تبدو أمام نفسك مسؤولا عما تعيشه من بؤس، فاعترف بأنك تقوم بمهام أكثر من اللازم ولكن من أجل الاحتفاظ بوظيفتك، رغم قدرتك على رفض ذلك.

2- لا تشتكِ لزملائك
حاولْ مقاومة الرغبة القوية في الشكوى لزملائك في القسم والأقسام الأخرى، وحثهم على تأكيد سلامة موقفك. فتنفيس غضبك والحديث مع أشخاص بنفس المكان في أوقات العمل أو مراسلتهم أو الاتصال بهم، سيبقيك في حالة ضيق مستمرة، وكلما زاد الوقت الذي تشكو فيه من زميل لك، زادت المساحة التي يلتهمها هذا الشخص من حياتك بطاقته السلبية التي تملأ بها يومك.

فلا تجعلْه يسمم وقتك داخل العمل وخارجه، لذا كلما رغبتَ في استعادة ما قاله لك، مارسْ بعض التمرينات أو نظف منزلك، أو اتصل بصديق وتحدثا عن آخر المسلسلات التي تابعتها. وافعل الشيء نفسه إذا حاول أحدهم نقل حديث سلبي إليك.

3- أثبت لنفسك قوة شخصيتك
قدرة الآخرين على التأثير في مزاجك، ومن ثم تراجع معدل إنتاجيتك في العمل، ونقل مشاكلك معك إلى المنزل، ونشر غضبك على كل من حولك.. كل ذلك لا يعني شيئا سوى أن زميلك أو مديرك أقوى منك بسوء تصرفه، وأنك لا تملك زمام نفسك. لذا، لا تدع تصرفات الآخرين السلبية تهزمك وتؤكد على ضعفك في العمل، فهذا ما يسعون إليه.

‪تمنّي حدوث كارثة لزميل العمل المؤذي يهدر وقتك وطاقتك العقلية‬  (مواقع التواصل)
‪تمنّي حدوث كارثة لزميل العمل المؤذي يهدر وقتك وطاقتك العقلية‬  (مواقع التواصل)

4- انشغل بعملك
نستيقظ كل صباح بقدر محدود من الطاقة يمكن أن نضعه في إنجاز مهمة جديدة أو في التفكير بشكل سلبي ووضع تصورات تتصاعد معها حدة المواقف.

وهنا عليك الاختيار، إما التركيز على أهدافك المهنية والسيطرة على نفسك والتحكم في لسانك، وإما التفكير بشكل إيجابي للرد عليه في المرة القادمة، أو تمنّي حدوث كارثة للشخص الذي يؤذيك. وفي الحالة الثانية، لن يتحقق شيء سوى إهدار وقتك وطاقتك العقلية في التفكير فيه.

5- استعد للمحادثات الضرورية
قد تحتاج إلى الحديث مع الأشخاص المؤذين، خاصة إذا كان بينهم مديرك المباشر، أو زميل القسم، أو عضو في فريق المشروع. في هذه الحالة، لست مضطرا للتعامل معه بقسوة، وبدلا من ذلك استعد بتوقع كل ردود الفعل منه، وتواصل معه في نطاق ضيق، وفي حدود العمل.

6- ممنوع الاقتراب من حدودك
أجرِ محادثة صريحة مع الشخص المؤذي، فإن لم تفعل فأنت تضمن بنسبة 100% استمرار الوضع بنفس السوء، ولا يمكنك افتراض أن هذا الشخص سيستيقظ فجأة ويدرك الخطأ الذي يقترفه في حقك.

محادثتك الصريحة معه قد تضع حدودا لما يفعله، وتنقذك من بئر القلق والضيق الذي أغرقك فيه. لذلك، إذا قررت محادثته فقم بذلك وجها لوجه وبدون انفعال، وقل له "أنا أعرف أنك تتحدث عني بسوء في غيابي، وهذا لا يصح".

وإذا كنت تتحدث إلى مديرك فيمكنك القول "أنا أعترف بتقصيري، ولكن الصراخ بوجهي أمام زملائي لا يدفعني لتصحيح أخطائي، بل يصيبني بالإحباط".

‪فنّ التأقلم يساعدك على البقاء قويا في المواقف الصعبة‬ (مواقع التواصل)
‪فنّ التأقلم يساعدك على البقاء قويا في المواقف الصعبة‬ (مواقع التواصل)

7- تعلّم التأقلم
إذا فشلت محاولاتك السابقة لحل أزمتك مع الأشخاص المؤذين في العمل، وعليك الاستمرار في وظيفتك، فقد يسبب ذلك أزمة نفسية لك. لذا، عليك تعلّم فنّ التأقلم ليساعدك على البقاء قويا في المواقف الصعبة.

يمكنك القيام بذلك عبر الاهتمام بعملك وجدولته، وتطوير مهاراتك، والاعتناء بجسدك بتناول طعام صحي والنوم ساعات كافية، وممارسة الرياضة لتقليل التوتر، وانضم إلى أنشطة اجتماعية تشغلك عن مشاكل العمل.

8- الاستعانة بمتخصص
إذا حاول الشخص المؤذي نبذك أو تخويفك أو مضايقتك بشكل مباشر، أو بتهديدك بالإقالة، فارفع شكواك إلى المستوى الإداري التالي، وتحدث بصدق إلى مدير الموارد البشرية، أو إلى مديرك إذا هذا الشخص في نفس مرتبتك الوظيفية.

بجانب تقصيرك في العمل وشعورك المستمر بالتوتر والإجهاد، إذا ظهرت عليك أعراض الاكتئاب والقلق، فعليك التحدث إلى معالج نفسي واستشارته في كيفية السيطرة على الأمور.

المصدر : مواقع إلكترونية