القامشلي

واحدة من أهم مدن محافظة الحسكة بشمال شرق سوريا، تقع على مجري نهر جغجغ، وتبعد مسافة 80 كلم من الحدود مع تركيا شمالا، ومسافة مماثلة من الحدود مع العراق شرقا.
 
تمثل القامشلي نموذجا للتنوع السكاني حيث يسكنها -وفقا لإحصاء 2003- أكثر من 200 ألف نسمة من الأكراد والعرب والسريان والأرمن و الآراميين والكلدان والأشوريين وغيرهم، وتنتشر على مساحات واسعة من أراضي المدينة  زراعات القمح والقطن المعتمدة على وفرة الأمطار شتاء وعلى نظام للري الصناعي صيفا.
 
وتزامن تأسيس القامشلي في منتصف العشرينيات من القرن الماضي مع تأسيس قوات الاحتلال الفرنسية قاعدة فيها، وتوافد جماعات كبيرة من الأرمن إليها، وشهدت الأعوام التالية هجرة ثلثي سكان مدينة نصيبين التركية المجاورة إلى القامشلي.
 
وفي عام 1928 أقيمت بالقامشلي محطة للسكة الحديدية ربطت بين مدينتي حلب السورية والموصل العراقية ضمن مشروع خط سكة حديد بغداد، وفي عام 1932 بلغ عدد سكان القامشلي 8 آلاف نسمة، وخلال العقود التالية وفدت إلى المدينة جماعات من الأكراد والأرمن والآراميين مما أكسبها شهرة بوصفها مدينة للاجئين.
 
وقدرت الإحصائيات الرسمية عدد سكان القامشلي عام 1970 بثمانية آلاف نسمة، غير أن تقديرات أخرى ذكرت أن هذا العدد ناهز 90 ألف نسمة نصفهم من الآراميين الذين تراجع عددهم بـ20% بحلول عام 2008.
 
وبعد انفصال سوريا عن الدولة العثمانية مع بدء مرحلة الانتداب الفرنسي، وقعت القامشلي على بعد كيلومتر واحد من الحدود مع تركيا، وفصل خط للسكة الحديدية بين المدينة السورية وجارتها التركية نصيبين في الجهة المقابلة.
 
وأسهم تكثيف استخراج البترول من الحقول المجاورة للقامشلي منذ منتصف السبعينيات، في إحداث طفرة اقتصادية بالمدينة.

المصدر : الجزيرة