هكذا تمت صفقة الأسرى

– في يوم 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2011 أكدت كل من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل أنهما توصلتا إلى صفقة لتبادل الأسرى على أن يتم تنفيذها خلال أيام.

 

– ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الصفقة التي تتضمن إطلاق الجندي الأسير جلعاد شاليط بأنها "قرار صعب". بينما وصفها الناطق باسم كتائب القسام الجناح المسلح لحماس أبو عبيدة بأنها "إنجاز تاريخي للمقاومة الفلسطينية"، كما أنها "انتصار للشعب الفلسطيني على الاحتلال الإسرائيلي" مؤكدا أن الاتفاق تم وفق الشروط التي كانت تطالب بها المقاومة.

 

– وفي رسالة وجهها يوم 17 أكتوبر/ تشرين الأول إلى عائلات إسرائيلية قتل أبناؤها في عمليات نفذها أسرى، وصف نتنياهو قرار الإفراج عن أسرى فلسطينيين من أجل إعادة شاليط بأنه "من أصعب القرارات التي اتخذها".

 

– وفي نفس اليوم أقرت الحكومة الإسرائيلية الصفقة، بعد أن صوّت لصالحها 26 وزيرا مقابل ثلاثة من كبار الوزراء بالحكومة، ومن بينهم وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان.

– كما قال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل إن إسرائيل ستفرج عن 1027 أسيرا فلسطينيا مقابل الجندي الإسرائيلي الأسير ضمن صفقة تبادل تمت برعاية مصرية.

وأضاف مشعل في مؤتمر صحفي بدمشق أنه سيكون من بين الأسرى المفرج عنهم 315 أسيرا محكوما عليهم بأحكام مؤبدة، وأن الصفقة التي وصفها بأنها إنجاز وطني ستشمل 27 أسيرة فلسطينية.

وقال أيضا إن عملية الإفراج ستتم على مرحلتين، الأولى ستضم الإفراج عن 450 أسيراً إضافة إلى 27 أسيرة في سجون الاحتلال خلال أسبوع، والثانية بعد شهرين من تنفيذ المرحلة الأولى وتضم 550 أسيراً.

– وفي اليوم التالي وصل إلى القاهرة وفد من حماس برئاسة مشعل لبحث آليات تنفيذ الصفقة.

– يوم 17 أكتوبر/ تشرين الأول اكتملت إجراءات إسرائيل بنقل نحو 430 سجينا فلسطينيا من 16 سجنا بالحافلات تحت حراسة مشددة إلى سجني "هشارون" و"كتسيعوت" أمس الأحد استعدادا للإفراج عنهم. وإثر ذلك سمحت مصلحة السجون الإسرائيلية للصليب الأحمر الدولي بالتعرف إلى الأسرى وإجراء فحوص طبية لهم والتأكد من مطابقة هوياتهم مع القوائم الموجودة لهم، كما تأكد مندوبون من السفارة المصرية في تل أبيب من مطابقة الأسماء التي سيفرج عنها مع اللائحة الموجودة لديهم.

– في نفس اليوم ردت محكمة الصلح الإسرائيلية بمدينة بتاح تكفا طلبًا لتأخير موعد الإفراج عن ثلاثة أسرى فلسطينيين حكم عليهم بالسجن ستة مؤبدات بعد إدانتهم بقتل ثلاثة إسرائيليين بمنطقة غوش عتصيون قبل ست سنوات.

 

وأكدت المحكمة أن لا مجال لتأخير موعد مغادرة الأسرى، مشيرة إلى أن قرارًا من هذا القبيل سيجهض الصفقة برمتها. ووافقت المحكمة على أن تسلم دعوى التعويضات المالية للأسرى إذا تسنى الأمر.

 

– في ساعة مبكرة من صباح الاثنين 18 أكتوبر/ تشرين الأول بدأت إسرائيل نقل الأسرى في حافلات إلى مناطق الإفراج عنهم، حيث غادرت سجن كتسيعوت إلى معبر كرم أبو سالم على الحدود مع مصر حافلات تضم 334 أسيرا فلسطينيا إلى غزة، وهؤلاء هم 131 أسيرا من غزة، و167 مبعدا من الضفة إلى غزة و40 مبعدا إلى خارج الأراضي المحتلة، ومن ضمن هؤلاء كانت هناك أسيرتان واحدة ستبعد إلى غزة والأخرى إلى الأردن.

 

– كما تحركت حافلات أخرى باتجاه معبر بيتونيا قرب رام الله تضم بقية الأسرى منهم 110 فلسطينيين من الضفة والقدس إضافة إلى خمسة من فلسطينيي 48 فضلا عن 25 أسيرة فلسطينية. ونقل أسير من الجولان إلى مخفر للشرطة قرب بقعاتا في الهضبة المحتلة.

 

– بعد انتظار لم يدم طويلا، سلمت كتائب القسام الجندي الأسير لديها إلى السلطات المصرية، لتنطلق عملية تطبيق الصفقة التي تمثلت بعبور الحافلات من معبر كرم أبو سالم للجانب المصري من الحدود، ووصول بقية الحافلات إلى معبر بيتونيا.

 

– بعد أن تأكد تسليم شاليط وأجريت له الفحوص الطبية اللازمة من قبل أطباء إسرائيليين، أجرى التلفزيون المصري مقابلة قصيرة مع شاليط ظهر فيها بوضع صحي جيد.

 

– إثر ذلك، وفي وقت متزامن تم تسليم الجندي لإسرائيل عبر معبر كرم أبو سالم، بينما تمت عملية عودة المفرج عنهم إلى قطاع غزة عبر معبر رفح حيث كان في وداعهم مسؤولون من حماس قدموا من دمشق، بينما تعثرت عملية دخول الحافلات من معبر بيتونيا وتم تحويل وجهتها ليسلم الأسرى المفرج عنهم إلى مبنى المقاطعة في رام الله.

 

– في قطاع غزة، كان كبار رجالات الحكومة هناك بمن فيهم رئيسها إسماعيل هنية في استقبال حافل للمفرج عنهم، أما في رام الله فقد زار المفرج عنهم ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قبل أن يستقبلهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

 

من ناحية ثانية انتقل شاليط بطائرة عسكرية إلى قاعدة تل نوف قرب تل أبيب حيث كان في استقباله كبار المسؤولين على رأسهم رئيس الحكومة الذي قدمه لوالديه اللذين كانا في انتظاره، بينما ألقى نتنياهو كلمة تحدث فيها عن ظروف إتمام الصفقة، في حين نقل شاليط إلى مكان سكنه مع والديه.

 

من مطار العريش الذي انتقل إليه 40 أسيرا تقرر إبعادهم خارج الأراضي المحتلة، تحركت قافلة باتجاه مطار القاهرة تضم هؤلاء مع وفد برئاسة موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس والقياديين بالحركة عزت الرشق وصالح العاروري.

 

– من مطار القاهرة، وحيث كان رئيس المكتب السياسي لحماس هناك، استعدت ثلاث طائرات قطرية وتركية وسورية لنقل المبعدين إلى هذه الدول التي وافقت على استقبالهم. وقال مراسل الجزيرة بالقاهرة إن 15 من هؤلاء سيتوجهون إلى قطر ومثلهم إلى تركيا وعشرة آخرين إلى سوريا.

 

وهكذا في منتصف يوم 18 أكتوبر/ تشرين الأول أقفل بنجاح ملف تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة الأسرى بين إسرائيل وحماس.

المصدر : الجزيرة + وكالات