مع إعلان التعافي من كورونا.. ماليزيا تتهيأ لاستقبال السياح

تمتاز ماليزيا بجمال طبيعتها وتنوعها
ماليزيا من أكثر الوجهات السياحية العالمية شعبية جنوب شرق آسيا (الجزيرة)

تعود الحياة من جديد وبشكل تدريجي إلى أرجاء ماليزيا، بعد إغلاق وحجر صحي دام ما يقارب الثلاثة أشهر جراء جائحة كورونا العالمية.

وكانت السياحة من أكثر القطاعات تأثرا بهذا الإغلاق، إذ تعد ماليزيا سياحيا من أكثر الوجهات العالمية شعبية جنوب شرق آسيا.

ويعود ذلك لطبيعتها الساحرة الغنية المتنوعة والتعدد العرقي والثقافات المختلفة التي طبعت البلد بصبغة متفردة، فضلا عن كونها مقصدا لمحبي التسوق والترفيه.

اعادة فتح الحدائق العامة والمتنزهات
فتح الحدائق العامة والمتنزهات (الجزيرة)

ركود بسبب كورونا

يحتل قطاع السياحة المرتبة الثالثة في الإنتاج المحلي للبلاد، وقد تأثر بشكل كبير أثناء الجائحة التي تسببت في حدوث ركود شبه تام نجم عنه أضرار اقتصادية ضخمة.

ومع أولى بشائر عودة الحياة إلى طبيعتها -باقتراب عدد الإصابات بفيروس كورونا من الصفر على مدار عدة أيام – بدأت نقابة الفنادق إجراءات استباقية من خلال حث المستثمرين في قطاع السياحة على وضع الخطط الترويجية للموسم السياحي القادم لتقليص حجم الكساد.

عروض مغرية وإقبال كبير

ما إن تم رفع الإغلاق بين الولايات حتى بدأت العروض الكبيرة تنهال لتسريع عجلة السياحة الداخلية التي تشكل 55% من حجم السياحة في ماليزيا.

وقدمت الفنادق والمنشآت السياحية عروضا مغرية للجمهور، إذ انخفضت أسعار الغرف الفندقية بشكل كبير، ووصلت في بعض الفنادق بجزيرة لانكاوي المفضلة لدى الماليزيين إلى ما دون 10% من السعر الحقيقي.

وتواصلت الفنادق مع النزلاء مباشرة دون الشركات الوسيطة، وتغيرت طريقة الحجز الاعتيادية فأصبح الوقت يحسب من وقت الدخول للفندق وليس بساعات محددة أو حساب الليلة. كما زادت البرامج الترفيهية المقدمة للسياح، مما أدى إلى إقبال منقطع النظير على الحجوزات من قبل المواطنين.

ولم تنس القطاعات السياحية الفضل للأطقم الطبية ورجال الأمن والشرطة الذين كانوا بالصفوف الأولى في مواجهة الوباء، حيث قدمت لهم كثير من الفنادق حجوزات مجانية تقديرا لجهودهم خلال أيام الجائحة.

الالتزام بأجراءات السلامة الكود
ضرورة الالتزام بإجراءات السلامة الخاصة باستخدام التطبيق الإلكتروني الصحي (الجزيرة)

استقبال السياح من الدول المتعافية

كخطوة ثانية في برنامج التعافي والعودة للحياة، ستبدأ ماليزيا باستقبال السياح من البلدان المتعافية من الجائحة، وهي بالدرجة الأولى ست دول: بروناي وسنغافورة وأستراليا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية واليابان.

وسبق أن صرح المدير العام للصحة د. نور هشام عبد الله بأن السلطات ستنظر في فتح الحدود والسماح بالتنقل بين البلدان ذات الحالات القليلة، ضمن ما بات يسمى "دول الممر الأخضر، الفقاعة الخضراء".

قياس الحرارة واخذ البيانات الشخصية في الاسواق
إجراءات السلامة وأخذ البيانات الشخصية بالأسواق (الجزيرة)

إجراءات السلامة

مع إجراءات تخفيف القيود، فتحت المتاحف وحدائق الحيوانات والمتنزهات أبوابها من جديد، وفقا للمعايير المتبعة التي تضمن سلامة المواطن والسائح على حد سواء.

ومن تلك الإجراءات الالتزام بالتباعد الاجتماعي، والاكتفاء بنصف العدد لكل مكان، والتعقيم المستمر، ولبس الكمامة، بالإضافة إلى ضرورة استخدام التطبيق الإلكتروني الصحي (الكود) وقياس درجة الحرارة وتقديم البيانات الشخصية، عند زيارة هذه الأماكن.

من جهة أخرى تقوم "المؤسسة الماليزية الطبية" بالإشراف على إجراءات الصحة في الفنادق، بالإضافة إلى البيوت المخصصة للإيجار لوقت قصير التي يقصدها السياح المحليون، وهو جزء من البروتوكول الطبي المعمول به في البلد خلال هذه الجائحة.

كما تقوم هذه المؤسسة بتعليم أصحاب تلك البيوت طريقة التعقيم وتقديم شهادات طبية معتمدة لهم، في حين يسمح للزائر بأن يطلع عليها حتى يطمئن على سلامة المكان.

التباعد الاجتماعي في المطاعم
مراعاة التباعد الاجتماعي بالمطاعم (الجزيرة)

السياحة العلاجية

وفيما يختص بالسياحة العلاجية، فإن ماليزيا تعتبر البلد الأول عالميا في هذا المجال إذ تستقبل نحو 1.3 مليون سائح لهذا الغرض، وفق مجلة المملكة المتحدة الدولية للسفر الطبي (United Kingdom International Medical Travel Journal) ومجلة الحياة الدولية الأميركية (Us International Living Magazine).

ويتوقع أن تفتح البلاد أبوابها قريبا للسياحية العلاجية وبشكل تدريجي. ووفقا للتصريحات الحكومية، فإن المرحلة الأولى في هذا المجال ستكون لحالات الإخلاء الطبي العاجل، وسيكون القدوم حصريا عن طريق المطار.

أما في المرحلة الثانية فسيسمح بدخول المرضى المصابين بأمراض خطيرة، مع السماح بوجود مرافق للأطفال ما دون سن 12 عاما، كما ينبغي التسجيل عن طريق هيئة السفر العلاجي الماليزي بشكل مسبق.

وفي السياق تحدثت دراسات أجرتها وزارة البيئة والمياه عن جانب إيجابي للجائحة على البيئة في ماليزيا، حيث ساهمت فترة الحجر الصحي في تقليل نسبة تلوث الهواء وتحسن نوعيته، بالإضافة إلى نتائج ايجابية على الحيوان والغطاء النباتي.

الالتزام بإجراءات السلامة
منذ إعلان التعافي سمحت ماليزيا باستقبال طلاب الجامعات مع الالتزام بإجراءات السلامة (الجزيرة)

السياحة للتعليم والدراسة

منذ الأيام الأولى لإعلان التعافي من الوباء، سمحت ماليزيا باستقبال السياح القادمين لأجل الدراسة سواء من طلبة الجامعات أو المعاهد والدورات التعليمية، حيث تعد من الدول الرائدة في هذا المجال.

ووفقا للسلطات المختصة، فإن قطاع السياح سيعاني من ركود كبير على مدار الشهور الستة القادمة، ومن المتوقع أن تقل أعداد السياح هذه الفترة بنسبة الربع عن أعدادهم الأعوام الماضية. كما أنه من المتوقع أن تقتصر السياحة على رجال الأعمال أو لقضاء شهر العسل، في وقت ستقل نسبة قدوم العائلات.

المصدر : الجزيرة