4 اتجاهات نفطية واعدة في عام 2020

تعرّف إلى أعلى 10 وظائف أجرا في مجال النفط والغاز
الشركات الصغيرة أظهرت قدرتها على تحقيق أكبر الاكتشافات في النفط والغاز (غيتي)

أصبحت أسهم شركات الطاقة حلم المالكين منذ مطلع العام، نظرا لأن قطاع الطاقة حقق أسوأ عائدات من بين جميع القطاعات الأميركية. وكلما تمعّنا في الأمر، رأينا أن الوضع يزداد سوءا، مما يجعل العثور على قيمة حقيقية في خضم هذه الفوضى أمرا مستحيلا. 

في تقرير نشره موقع "أويل برايس" الأميركي، قال الكاتب جيمس برجيس إن أسهم شركة "أس بي دي آر أس أند بي أويل أند غاز إكسبلوريشن إي تي أف"، المعروفة باسم "إكس أو بي" تراجعت بنسبة 30% خلال العام الماضي، وقدمت أداء سيئا للغاية في السوق الأوسع بسبب الصدمات التي تلقاها العرض والطلب، تزامنا مع تباطؤ الاقتصادات. 

وأضاف الكاتب أن هذا الأمر ليس بالمفاجئ، بالنظر إلى أن مخزونات النفط والغاز ذات رؤوس الأموال الضئيلة تمتلك تأثيرا أعلى من المخزونات ذات رؤوس أموال كبيرة.

وفي الواقع، تستثمر شركة "إكس أو بي" في الكثير من شركات النفط والغاز ذات رؤوس أموال ضئيلة أو متوسطة في مجال الاستكشاف، التي تتراجع قيمتها بشكل كبير بسبب المخاوف بشأن السيولة وسداد الديون، ولكنها أيضا تعود سريعا بسبب صدمات الإمداد مثل هجمات الطائرات المسيرة على أرامكو السعودية.

وتتمتع مخزونات الشركات ذات رؤوس الأموال الصغيرة بتأثير أقوى عند اكتشاف النفط مقارنة بالشركات ذات رؤوس أموال كبيرة، فعلى سبيل المثال، انخفضت أسهم شركة إكسون موبيل بنسبة تزيد عن 20% منذ أن أعلنت 14 اكتشافا جديدا قبالة ساحل غويانا في عام 2015.

ويعزى ذلك إلى أنه لدى شركات مثل إكسون العديد من الأهداف في آن واحد، ولأن أسعار أسهمها تعتمد على العديد من المتغيرات، أما المستكشفون المبتدئون فيميلون إلى التركيز على هدف وحيد.

والشركات العملاقة المملوكة للدولة وشركات الطاقة العملاقة الأخرى تميل إلى الحصول على أكثر من نصيبها العادل من الاكتشافات، لكن هذا لا يعني أن الشركات الصغرى لا تمتلك هذه الفرصة، بل أظهرت قدرتها على تحقيق أكبر الاكتشافات.

مخزونات الشركات ذات رؤوس الأموال الصغيرة تتمتع بتأثير أقوى عند اكتشاف النفط (غيتي)
مخزونات الشركات ذات رؤوس الأموال الصغيرة تتمتع بتأثير أقوى عند اكتشاف النفط (غيتي)

الرصيف الشمالي الغربي الأسترالي
على مدار أكثر من 15 عاما، كانت شركات التنقيب عن النفط تغادر الرصيف الشمالي الغربي الأسترالي، الذي كان خصبا ذات يوم، خاوية الوفاض، إلا أن شركتي "كوادرانت إنيرجي" و"كارنارفون بتروليوم" خلقتا المفاجأة في عام 2018 بعد أن حققتا "أكثر اكتشافات النفط إثارة في أستراليا منذ عقود".

ظهرت كوادرانت وكارنارفون كأهم الشركات في المنطقة بعد تحقيق اكتشاف أدى إلى إنتاج حوالي 171 مليون برميل من النفط.

ومن جهة أخرى، ارتفعت أسهم كارنارفون إلى أكثر من 150% منذ إعلان هذا الاكتشاف، في حين استحوذت شركة الغاز الطبيعي الأسترالية سانتوس لميتد على شركة كوادرانت في عام 2018.

وأوضح الكاتب أن الشركات كانت تنقب عن 545 مليار قدم مكعبة من الغاز، لكنها ظفرت بشيء أكثر قيمة بكثير.

وكشف المدير التنفيذي لشركة سانتوس، كيفن غالاغر، أن الاكتشاف كان أكبر من المتوقع.

إيغل فورد في ناميبيا
شركة "ريكونيسونس إينرجي أفريكا" هي أصغر ثلاثة اكتشافات ذات رأس مال ضئيل، حيث تبلغ قيمتها السوقية 39 مليون دولار فقط، ومع ذلك، تمتلك هذه الشركة حوضا صخريا مساحته 25 ألف كيلومتر مربع، على غرار مساحة حوض إيغل فورد.

واستحوذت هذه الشركة على نسبة 90% من فائدة رخصة استكشاف حوض كافانغو، الذي تبلغ مساحته 6.3 ملايين فدان في ناميبيا.

وليس من الشائع أن تمتلك شركة صغيرة حوضا كبيرا، لكن رغم أن هذه الشركة غير معروفة، فإن الجميع في هذا القطاع علموا بأمر الجيولوجي الذي فحص البيانات الموجودة في هذا الحوض.

ذكر الكاتب أن بيل كاثي هو العالم الجيولوجي الذي نظر في البيانات الأولية، عندما أحضرت الشركة بيانات المسح المغناطيسي من حوض كافانغو في ناميبيا إلى كاثي، قال كاثي إنه بالأساس حوض رسوبي يبلغ طوله 30 قدما.

وأضاف كاثي أن جميع الأحواض التي تكون بهذا العمق، في مختلف أماكن العالم، تنتج الهيدروكربونات المعدة للتجارة، لذلك تمتلك شركة ريكونيسونس الصغيرة حاليا حوض تكوين جيولوجي مماثل لحجم تكوين جيولوجي يعرف باسم "إيغل فورد".

وقدرت شركة سبرول، وهي شركة لتقييم الموارد من المستوى الأول، أن حوض كافانغو يمكن أن ينتج 12 مليار برميل من النفط أو 119 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي. وهذا بالنسبة للنفط الصخري، دون احتساب أي إمكانات تقليدية.

ومن المقرر حفر أول الآبار في الربع الثاني من عام 2020. وتعد ناميبيا واحدة من أكثر الحكومات الصديقة لإنتاج النفط والغاز في أفريقيا، إذ يمكنك التأكد من شركة شل أو إكسون اللتين تملك كلتاهما أصولا هناك، ما يجعل ريكون هدفا للاستحواذ الطبيعي إذا وقع اكتشاف تجاري.

‪ناميبيا تعد واحدة من أكثر الحكومات الصديقة للنفط والغاز في أفريقيا‬ (رويترز)
‪ناميبيا تعد واحدة من أكثر الحكومات الصديقة للنفط والغاز في أفريقيا‬ (رويترز)

هوس بالشركات الصغرى والمتوسطة
تعتبر "إيكو أتلانتك أويل آند غاز كومباني أل تي دي" شركة استكشاف كندية تقدر قيمتها بـ 104 ملايين دولار، وقد ارتفعت قيمة أسهمها بنسبة 160% في أغسطس/آب، بعد الإعلان عن اكتشافات نفطية متتالية في حوض غويانا-سورينام الأسطوري، حيث حققت إكسون 14 اكتشافا في فترة زمنية قصيرة.

اختيار الاستثمارات بعناية
لطالما كانت أفريقيا نقطة ساخنة بالنسبة لشركات النفط والغاز الكبرى، لكن الأمور أصبحت صعبة للغاية في السنوات الأخيرة، خاصة في نيجيريا.

وتمتلك نيجيريا احتياطي نفط يقدر بحوالي 37 مليار برميل، ورغم وجود حوالي 32 منصة نفطية نشطة فيها، فإن 81 بئرا فقط قد وقع إنجازه في العام الماضي، وهي نسبة منخفضة مقارنة بـ 141 بئرا في عام 2014.

ومنذ أن بدأت أسعار النفط في الانخفاض في عام 2014، استهدفت الحكومة شركات النفط بالضرائب وأصدرت تشريعات جديدة.

وترغب الحكومة حاليا بجعل الشركات الكبرى على غرار شركة شيفرون وشل وتوتال الفرنسية أس آي تدفع حوالي 62 مليار دولار، كما تسعى شركة شيفرون إلى بيع العديد من حقول النفط النيجيرية، وهي ليست الأولى، حيث تعمل كل من إكسون وشل على التقليص من بصمتهما في البلاد.

حاليا، تقترح نيجيريا تشريعات جديدة لزيادة نسبة الضرائب في مجال صناعة النفط، حيث سيضيف مشروع القانون من 3% إلى 10% وفقا لنسب الإتاوات الملكية وبأسعار نفطية تتراوح بين 50 و80 دولارا للبرميل.

ويمنح النظام الحالي لنيجيريا ذاتها ما بين 60% و70% من جميع إيرادات المياه العميقة، بما في ذلك الضرائب، ورسوم الامتياز الملكية، إلى جانب حصة مؤسسة النفط الوطنية النيجيرية من إنتاجها الخام.

في حين دفعت نيجيريا الشركات الكبرى إلى التراجع، كانت دول أخرى أكثر مرونة، مثل دولة سورينام، التي سرعان ما أصبحت نقطة ساخنة للشركات الكبرى الطموحة التي تسعى إلى زيادة احتياطاتها الضخمة. 

المصدر : مواقع إلكترونية