لماذا يجب على ترامب السماح للعالم بالانضمام إلى الحرب ضد الصين؟

Chinese and U.S. flags are set up for a meeting during a visit by U.S. Secretary of Transportation Elaine Chao at China's Ministry of Transport in Beijing, China April 27, 2018. Picture taken April 27, 2018. REUTERS/Jason Lee
الكاتب يصف حرب أميركا التجارية مع الصين بالخاطئة لكونها تدار بشكل منفرد (رويترز)

في حال لم يتوخوا الحذر، يمكن للولايات المتحدة والدول المتقدمة الأخرى دفع الحلفاء المحتملين إلى أحضان بكين.

ويقول الكاتب ميهير شارما، في مقال بموقع "بلومبيرغ" الأميركي، إن المتمعّن في إستراتيجية دونالد ترامب للتفاوض التجاري القائمة إلى حد كبير على الرسوم الجمركية التي أضرت بالشركات الأميركية والمستهلكين المنتمين إلى مناطق هشة اقتصاديا من البلاد، يكتشف أن الرئيس الأميركي محق بشأن أمر واحد فقط، ألا وهو أن النظام التجاري العالمي الذي يهدف إلى جلب الفائدة للجميع قد خدم فقط مصلحة الصين.

وأفاد الكاتب بأن موجة من الاستياء قد ظهرت في جميع أنحاء العالم نتيجة ممارسات بكين التجارية. وتؤمن جميع الدول بأن العجز التجاري المستمر ليس طبيعيا، وأن نظام الدعم الحكومي المعقد المقدم للشركات المملوكة للدولة في الصين يمنحها ميزة تنافسية لا يمكن للمنتجين المحليين مواجهتها.

وفي حال حاول كل اقتصاد معالجة المشكلة من جانب واحد، كما هو الحال بالنسبة لترامب، فلن يتسبّب هذا الأمر في معاناة المستهلكين في جميع أنحاء العالم فقط، بل سيخضع النظام التجاري العالمي بأكمله لضغط غير مسبوق، بحسب الكاتب.

إعادة صياغة النظام التجاري
ويضيف الكاتب أنه ينبغي إعادة صياغة النظام التجاري لمواجهة التحدي الصيني بدلا من التخلي عنه، ومن المفترض أن تمسك الولايات المتحدة بزمام المبادرة في تنسيق هذه المجهودات العالمية عوضا عن خوض حرب تجارية مضللة أحادية الاتجاه.

وأشار الكاتب إلى أن بدايات الجهود المشتركة لإصلاح التجارة العالمية ظهرت في سبتمبر/أيلول من العام الماضي خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة من جهة، واجتماع المسؤولين التجاريين من الولايات المتحدة واليابان والاتحاد الأوروبي من جهة ثانية.

وفي يناير/كانون الثاني، اجتمعت الدول الثلاث مجددا وأعادت تأكيد مخاوفها، مضيفة أنها قريبا سيكون لديها ما تقدمه إلى أعضاء منظمة التجارة العالمية الآخرين بشأن الدعم الصناعي.

لكن مع غياب الإشارة بوضوح إلى هدف معيّن وإلى اتجاه الإصلاحات التي يعتزمون القيام بها، تثير هذه القوى مخاوف الاقتصادات الناشئة التي تخشى من أن تكون ضحية شبكة تهدف إلى الإطاحة بالصين.

حرب خاطئة
ويعتقد الكاتب أن الحقيقة البسيطة حول الحرب التجارية التي يخوضها ترامب تكمن في أنها حرب خاطئة تدار بطريقة خاطئة، حتى لو كانت تُشنّ ضد الهدف الصحيح.

ويشير الكاتب إلى أنه يجدر بالولايات المتحدة أن تحاول توجيه أنظارها نحو كل من البلدان المتقدمة والنامية وتشكيل ائتلاف مع الدول الراغبة في ذلك، وتوضّح أنه ينبغي أن تفتح الصين أسواقها بشكل ملائم وأن تتوقف عن تقديم الدعم الخفي لمصدّريها، مع ضرورة التقيّد بما ينص عليه العقد الضمني الذي أصبحت بموجبه عضوة في منظمة التجارة العالمية.

ويقول الكاتب إن أفضل طريقة لإقناع الصين بالتغيير تتمثّل في إظهار مدى عزلتها.

المصدر : بلومبيرغ