ما وراء الخبر

بين تحذيرات الجيش ومخاوف الحراك.. من سيرأس المرحلة الانتقالية بالسودان؟

ناقشت الحلقة تحذير قوى الحرية والتغيير بالسودان من إعادة استنساخ النظام السابق والسير على نهج دول الجوار، وتساءلت: لماذا حذر الجيشُ الحراكَ؟ وكيف سيقابَل إصرار الجيش على قيادة المرحلة الانتقالية؟

قال القيادي في قوى الحرية والتغيير بالسودان محمد ضياء الدين إن التصريحات الأخيرة الصادرة من بعض قيادات المجلس العسكري الانتقالي بالسودان تُفسر بأن المجلس العسكري حريص على قيادة المرحلة الانتقالية والتمسك بالسلطة، ووصفها بأنها تصريحات استفزازية للثوار والمعتصمين.

وأضاف ضياء الدين -في تصريحات لحلقة (2019/5/1) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن تصريحات المجلس العسكري الأخيرة لا تعبّر عن روح التوافق التي بدأت بها المفاوضات بينه وبين قوى الحرية والتغيير، مؤكدا وجود حاجز حقيقي الآن بين المجلس العسكري والمعتصمين أمام القيادة العامة للجيش بالخرطوم.

لكن أستاذ العلوم السياسية الرشيد محمد إبراهيم أكد أن تصريحات المجلس العسكري -منذ اليوم الأول- تعبّر عن روح الوفاق، حيث كان واضحا في تعهده بأنه سيسلم السلطة إلى حكومة مدنية. وأوضح أنه بالرجوع للتاريخ سنعرف أن القوات المسلحة السودانية لم تنقض أي عهد قدمته للشعب السوداني.

وأشار إلى أن الأمر المختلف عليه الآن هو: لمن ستُسلم السلطة؟ وما هي القوى الممثلة لكل الشعب السوداني، أو حتى الممثلة لكل المعتصمين؟ مشددا على أن من واجب القوى السياسية المطالبة بالتمثيل الكامل أن تتفق على أن المشاركة في تمثيل المرحلة القادمة سيكون من مختلف القوى والتيارات في البلاد، باستثناء حزب المؤتمر الوطني الذي كان يحكم البلاد بقيادة عمر البشير.

وفي المقابل؛ يرى الكاتب الصحفي السوداني عبد الباقي الظافر أن قوى التغيير أخطأت حين تعاملت بحسن ظن مع المجلس العسكري، لأن التجارب التاريخية الماضية تثبت أن العسكر لا يسلمون السطلة، بل إن لديهم طموحا دائما للاستمرار في حكم البلاد، ويجب ألا يتم التفاؤل بالعسكر الذين كانوا جزءا من نظام البشير.

مخاوف الاستنساخ
وأضاف الظافر أن العسكر قد حسموا أمر المجلس السيادي بأنه سيكون عسكريا حتى وإن كان مشتركا، فقد حسموا أمر إعطاء منصب الرئيس لشخصية عسكرية على أن تكون الحكومة مدنية، وهذا ظاهر للجميع من خلال تصريحاتهم منذ اليوم الأول.

أما ضياء الدين فذهب إلى أنه منذ اليوم الأول كانت قوى الحرية والتغيير حريصة على فتح الطرق والسكك الحديدية ونقل البضائع، أما رفع المتاريس وإخلاء ساحة الاعتصام فلن يتم قبل التأكد من أن كل مطالب الثوار تحققت، وما يُتداول من تصريحات حول الاتفاق على إخلاء الساحة وإزالة المتاريس غير صحيح.

وأبدى استغرابه من السؤال عن التفويض بعد مضي هذه المدة من الحوار، مؤكدا أن لدى قوى الحرية والتغيير تفويضا من الثوار وهم الممثلون لهذا الحراك، ونحن ملتزمون بالخروج بحل مُرضٍ للثوار وباقي الأطراف.

ويقول إبراهيم إن تاريخ السودان يقول إن من قام بالانقلابات فيه هو القوى السياسية وليس الجيش، ولولا انحياز الجيش للمحتجين لدخلت البلاد في فوضى، وبالتالي يجب أن يسود القانون ويتم فتح الطرق ورفع المتاريس، وعدم التسليم بالفوضى تحت مبرر الثورة والاعتصام.

لكن الظافر يؤكد أن هناك مخاوف من استنساخ التجربة المصرية والحكم العسكري القمعي المطلق في السودان، وهو ما تقوم به دول كمصر والإمارات، لكن هذا ما زال مستبعدا لأن الشارع في قمة زخمه ويحرس ثورته، وخصوصا الشباب الواعي الذي استفاد مما حصل في العديد من الدول.